لولا انتباه الجمهور لكانت الكارثة

لاحظ المتتبعون أن المنطقة السادسة بمدرجات مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، قد أغلقت أمام جمهور ناديي الوداد والرجاء البيضاويين، واضطر عشاق الفريقين، خلال المباريات الأخيرة إلى التكدس بالجهة اليمنى من المركب…
قرار الإغلاق صادر عن مجلس مدينة الدار البيضاء، وهي الجهة التي تعود لها ملكية المنشأة الرياضية التي تحولت إلى لغز حقيقي مزمن، بالنظر إلى المشاكل المحيطة به، من تعدد الإصلاحات، وتنوع قرارات الإغلاق، وعدم الصلاحية في الكثير من الأحيان.
حسب مسؤول بالمجلس الموقر، فإن قرار الإغلاق جاء بعد إجراء خبرة من طرف مختبر عمومي للتجارب والدراسات، بتكليف من شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتظاهرات، وانتهت إلى أن الحديد الذي استعمل في تشييد ذلك الجزء من الملعب، تأثر بالرطوبة المتأتية من المسبح الواقع تحت المنطقة المذكورة، وعلى هذا الأساس، جاء قرار إغلاق المنطقة السادسة، وليس المركب بكامله.
يمكن أن تكون الأمور عادية لو أن الجهة المالكة، أو الشركة المشرفة، هي التي لاحظت وجود مشاكل بالمدرجات نتيجة مراقبة مستمرة أو متابعة تقنية دقيقة استباقية، على طول السنة، تضمن التدخل في الوقت والزمن المناسبين، تفاديا لحدوث الأسوأ.
لكن الانتباه إلى وجود تشققات واهتزازات، جاء من طرف الجمهور الرياضي، وليس المسؤولين عن المركب، وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ مدة ليست قصيرة، شريط فيديو يبرز شقوقا واهتزازات في المدرجات المتواجدة بالمنطقة السادسة، مما أثار فزع الجمهور البيضاوي، قبل المسؤولين.
وبعد تعدد شكاوي الجمهور وصدور مخاوف، اضطر المجلس وشركته المحظوظة، إلى إجراء خبرة نتج عنها قرار الإغلاق الفوري…
إنها قمة اللامسؤولية في زمن العبث، فلولا انتباه الجمهور لما جاءت الخبرة، ولما أعقبها قرار الإغلاق، وكان من الممكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه، إلى حين حدوث الكارثة أو الفاجعة…
إنها قمة اللامسؤولية من طرف كل الجهات التي لها علاقة بتسيير وتدبير الملعب، أو تلك التي تعود لها ملكية هذا المركب الذي صرفت عليه ميزانيات مهمة؛ بلا فائدة أو طائل…
ننتظر مرة أخرى قيمة الإصلاحات، كما ننتظر حجم الميزانية التي ستصرف مرة أخرى، دون أن نلغي في حساباتنا إمكانية ظهور حالات اخرى صادمة، محيطة بهذا المركب التاريخي، والذي تحول إلى نموذج صارخ لسوء التدبير والتسيير، من طرف أناس تسلطوا على المسؤوليات، دون أن يكونوا أهلا لها…

محمد الروحلي

Related posts

Top