أطلقت مؤسسة أرشيف المغرب مبادرة بالغة الأهمية من الناحية التاريخية، تهم الكشف عن مصير يهود المغرب بل وشمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث وقعت بهذا الخصوص يوم الاثنين الماضي بالرباط اتفاقية تعاون بين المؤسسة والمتحف/مركز توثيق الذاكرة الفرنسي المخصص لذاكرة المحرقة، الذي يضم أرصدة مهمة من الأرشيفات المتعلقة بمصير اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت مؤسسة أرشيف المغرب، أن هذه المبادرة، تأتي اقتناعا من أرشيف المغرب بأهمية تعميق المعرفة بالتاريخ اليهودي المغربي، ورغبة منها في وضع مصادر تاريخية مرتبطة باليهود المغاربة خاصة ويهود شمال إفريقيا عامة، رهن إشارة الباحثين.
وأضافت أن الاتفاقية ستمد جسور التعاون مع المؤسسة الفرنسية، التي فتحت أبوابها للعموم في باريس منذ 2005، حول مختلف المواضيع التي تعنى بتاريخ اليهود ببلدان شمال إفريقيا في مجال البحث وتبادل الأرشيف وتنظيم التظاهرات الثقافية والعلمية.
واعتمدت المؤسسة للقيام بهذه الخطوة دستور 2011، الذي كرس تعددية مكونات وروافد الثقافة المغربية، وضمنها الرافد العبري، إذ حظي التراث اليهودي المغربي، المتجذر في تاريخ المغرب منذ أزيد من ألفي سنة، بإعادة الاعتبار من خلال عدد من المبادرات الرامية إلى تثمينه والمحافظة عليه. وبالرغم من ذلك، تظل الأرصدة الأرشيفية المتعلقة بهذا التراث نادرة وصعبة المنال.
وذكرت مؤسسة أرشيف المغرب، بأن وضع اليهود المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية له ارتباط وثيق بالموقف الشجاع للمغفور له السلطان محمد الخامس، الذي أعلن صراحة يوم 24 ماي 1941 في تحد جريء لقوانين فيشي المعادية لليهود: «إنني لا أوافق مطلقا على القوانين الجديدة المعادية للسامية، ولا أقبل أن ينسب إلي أي إجراء أرفضه، إنني أود أن أخبركم أن اليهود، مثلما هو الشأن في الماضي، سيظلون تحت حمايتي، وأرفض أي تمييز بين أفراد رعيتي».
فنن العفاني