مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية تتوج الفائزين بجائزة الاستحقاق الثقافي والفني

أشرف كل من شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ويوسف البقالي، رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بحضور الروائي والأكاديمي المغربي مبارك ربيع، الجمعة الماضي بالرباط، على تتويج الفائزين من أسرة التعليم بالجائزة الوطنية للاستحقاق الثقافي والفني.
هذه الجائزة التي نظمت في نسختها الثالثة والتي تتوجه إلى تكريم إبداعات الأساتذة والأستاذات في صنف القصة القصيرة، عرفت تتويج تسعة أساتذة متبارين في ثلاثة أصناف لغوية، هي اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، وذلك ضمن عدد تشريحات بلغ 322 ترشيح توصلت به مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين.
في هذا السياق، عادت الجائزة الأولى في صنف القصة القصيرة بالعربية إلى الأستاذة ربيعة عبد الكامل من مديرية الدارالبيضاء، فيما آلت الرتبة الثانية للأستاذ سفيان بشار من مديرية الصويرة، فيما نالت الأستاذة عتيقة هاشمي عن مديرية الرباط المرتبة الثالثة.
وفي صنف القصة القصيرة باللغة الأمازيغية، عادت الجائزة الأولى للأستاذ مصطفى القضاوي من الناظور، والرتبة الثانية للأستاذ هشام فؤاد كوغلت من أكادير، والرتبة الثالثة للأستاذة مريم إدريسي من مكناس.
وضمن صنف القصة القصيرة باللغة الفرنسية جرى تتويج كل من الأستاذ أحلام نويور من طنجة في المرتبة الأولى، والأستاذ مولاي رشيد الملالي من خنيفرة في المرتبة الثانية، ثم الأستاذ منير مصدق من فاس في المرتبة الثالثة.
في هذا السياق، وفي كلمة بالمناسبة قال شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن هذا الموعد يحتفي بالتميز والارتقاء بالإبداع الثقافي والفني لدى الأسرة التعليمية، نظرا للدور الكبير لمثل هذه الأنشطة في تمكين الأساتذة والأستاذات من دورهم في بناء الشخصية المنفتحة للمتعلمين، وكذا تشجيع انفتاح الأساتذة على الفنون، وتطوير ممارساتهم البيداغوجية.
وأضاف بنموسى الذي هنأ المتوجات والمتوجين، أن هذه المبادرة الحميدة تثمن المؤهلات الفكرية والثقافية والفنية لأسرة التعليم، وتشجعهم على المزيد من الاجتهاد والبذل والعطاء، مما من شأنه أن يساهم في ترسيخ مدرسة عمومية جديدة مفعمة بالحياة والدينامية.
وتابع الوزير أن العناية بالفن والثقافة والإبداع وجعلها مكونا أساسيا ضمن مكونات الأنشطة التربوية يتماشى مع الالتزامات التي تسعى خارطة الطريق 2022-2026 إلى تنزيلها.
من جانبه، قال يوسف البقالي رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين إن جائزة الاستحقاق الثقافي والفني تعتبر ثمرةَ تعاون وثيق بين مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وتابع البقالي أن اهتمام مؤسسة محمد السادس بتنويع وتطوير الخدمات الثقافية لفائدة الأسرة التربوية نابع بالأساس من إدراك عميق للأثر الإيجابي القوي الذي يمكن أن تحمله الثقافة للأفراد والمجتمع قاطبة تليه قناعة متجذرة بقدرتها الفعالة على الارتقاء بجودة أداء كل الفاعلين في العملية التربوية انطلاقا من شخص المدرس الذي قال إنه يبقى القلب النابض واللبنةَ المحورية في أي منظومة تعليمية.
وأكد البقالي على أن إطلاق هذه المبادرة الثقافية الفريدة جاء لتسليط الضوء على مكامن التميز الفني لدى الأطر التربوية، موضحا في كلمته أنه “لطالما كانت المشاركات القيمة التي تتوصل بها المؤسسة في كل نسخة خير دليل على ما يعج به الفضاء التربوي المغربي من طاقات خلاقة”، وفق تعبيره.
وشدد رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أن الهدف الذي تصبو إليه المؤسسة من خلال هذه الجائزة هو إعطاء دفعة معنوية قوية للأساتذة والمساهمة في تحفيز وتثمين مواهبهم وقدراتهم الإبداعية الهائلة خصوصا في مجال الثقافة والفنون.
بدوره، أعرب ضيف شرف الدورة الثالثة للجائزة الروائي والأكاديمي المغربي مبارك ربيع، عن ابتهاجه بهذه المبادرة التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس والوزارة الوصية، مؤكدا على أهمية مثل هذه المبادرات المحتفية بالهيئة التعليمية والتي قال إنه من الضروري أن تحظى بالاهتمام والرعاية الكافية.
ويرى مبارك ربيع على أنه إلى جانب الاستجابة لمطالب نساء ورجال التعليم النقابية والحقوقية التي من حقهم، من المهم أيضا هذا الاهتمام بهذا المجال الذي قال إنه “قلما يحظى بالاهتمام والرعاية الكافية؛ وهو المجال الثقافي والإبداعي”.
وعاد الروائي المغربي إلى الحديث عن المكتسبات المحققة على المستوى الثقافي حيث قال “إننا نعيش في العقدين الأخيرين اهتماما خاصا بالثقافة على مستوى العالم والمنظمات والمؤتمرات الأممية، ومنها ما شارك فيه المغرب، وفي سنة 2020 خرجت توصيات وتقارير ومن أوضحها ما ينص على أن الثقافة منفعة عامة عالمية، أي إنها ليست مجرد ترف أو شيء ثانوي، بل ذات مردودية مادية”.
وزاد المتحدث أن مجهود المؤسسة والوزارة الوصية “سير في هذا الاتجاه وترسيخ له، وهو تحفيز، وهذه الدورة من الجائزة تخص جنسا أدبيا رفيعا، هو القصة القصيرة التي تعتبر جوهرة السرد الفني الإبداعي في مجال الأدب، ولم لا واسطة العقد بين الرواية والمسرحية؛ ففن القصة المتميز برؤيته وقوانينه وزوايا رصده، وخصوصياته التعبيرية”، وفق تعبيره.
يشار إلى أن دورة هذه السنة خصصت من جائزة الاستحقاق الثقافي والفني التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين خصت هذه السنة صنف القصة القصيرة، فيما أعلنت أن دورة السنة المقبلة، وهي الدورة الرابعة ستخصص للإبداعات الشعرية لنساء ورجال التعليم على الصعيد الوطني.

>محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top