ماذا بعد التأهيل؟

يجمع الرأي العام الرياضي الوطني، على أهمية كسب مكانة ضمن صفوة كرة القدم العالمية، من خلال التواجد بكأس العالم بقطر 2022، مع تسجيل إيجابيات التأهيل للمرة السادسة لأعراس المونديال، وما يترتب عن ذلك من ترويج لصورة المغرب الموحد، الطامح إلى إبراز مؤهلاته، كبلد منفتح، يتوفر على طاقات خلاقة بمختلف المجالات.
إلا أن فرحة التأهيل لم تنس الجمهور الرياضي، مجموعة من الأسبقيات التي يراها أساسية، قصد ضمان حضور وازن خلال المونديال القادم، وتحقيق نتائج إيجابية تختلف عن المشاركات السابقة التي غادر خلالها المنتخب المغربي المنافسات مبكرا، باستثناء دورة مكسيكو 1986 ، حين تمكن أشبال الراحل المهدي فاريا من المرور للدور الثاني.
أول هذه الأسبقيات تتجلى في ضرورة إدخال تغيير على أفراد الطاقم التقني، وفي مقدمتهم البوسني وحيد خاليلوزيتش، هذا المدرب الذي أكد بالملموس، أنه ليس مؤهلا لقيادة المنتخب المغربي خلال المرحلة القادمة.
ويعد مطلب تغيير المدرب من أهم الشعارات، التي رفعها جمهور مركب محمد الخامس بقوة وإلحاح، بمركب محمد الخامس، حتى في عز الفرحة التي عبر عنها الجميع، بعد كسب إحدى التذاكر الخمسة المخصصة للقارة الإفريقية إلى جانب منتخبات السنغال وتونس وغانا والكامرون.
وإذا حدث أن قررت جامعة كرة القدم التخلي عن هذا المدرب المثير للجدل، بسبب سوء اختياراته وميزاجيته وعناده، فإنها لن تختلف عن السياق التي صارت عليه من قبل، اتحادات أخرى في رد فعلها مع نفس المدرب، كما هو الحال بالنسبة لاتحادي اليابان وكوت ديفوار.
المؤكد أن تغيير هذا المدرب المثير للجدل، أينما حل وارتحل، من شأنه إذابة جليد الخلافات على أكثر من صعيد، وخلق أجواء إيجابية، تسمح للنخبة الوطنية بالاستعدادات وسط ظروف مواتية.
سيسمح التخلي عن هذا المدرب الغريب الأطوار، باستعادة لاعبين متألقين غابوا عن صفوف المنتخب بسبب اختياراته الغريبة، وقراراته الصدامية وتصريحاته غير المهنية، المجانية والمجانبة للصواب، وكثيرا ما خلقت إشكالات جد معقدة.
في الواقع لا يمكن تصور مشاركة “أسود الأطلس” بأول مونديال بمنطقة الخليج العربي، في غياب نجوم بارزين كحكيم زياش ونصير مزراوي، ولم لا عبد الرزاق حمد الله، الهداف الذي لم يستفد المنتخب من خاصية التهديف التي أبان عنها، في العديد من الدوريات التي لعب بها سواء بأوروبا أو آسيا.
صحيح أن التخلي عن مدرب استوفى بنود العقد الذي يربطه بالجامعة، يعد قرارا صعبا، لكن مصلحة المنتخب تقتضي اتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة، والحسم في مصير وحيد، هو من اختصاص إدارة الجامعة التي يعود لها صلاحية، إما التشبث به، أو تلبية نداء أغلب الأوساط الرياضية الوطنية التي في استمراره خراب منتخب، يحظى بإجماع أغلب فئات الشعب المغربي.

>محمد الروحلي

Related posts

Top