أعلن ساتيا نادالا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت عن نية الشركة دمج أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس إن شركته تخطط لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” في جميع منتجاتها وإتاحتها كمنصات للشركات الأخرى للبناء عليها.
وأكد نادالا خلال مشاركته في دافوس أن الشركة ستتحرك بسرعة لتسويق أدوات من “أوبن إيه آي” وهو مختبر الأبحاث الذي يقف وراء روبوتات الدردشة “تشات بوت” و”تشات جي بي تي”، وكذلك مُنشئ الصور “دال ـ إي 22” الذي يُحوّل المطالبات اللغوية إلى صور جديدة.
و«تشات جي بي تي» هو اختصار لمصطلح «المحرك التوليدي المدرب مسبقاً»، وتوقّع نادالا، أن يقود الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى “عالم حيث يمكن للجميع، بغض النظر عن مهنتهم، الحصول على الدعم من هذه التكنولوجيا في كل ما يفعلونه”.
ومن المقرر أن يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءا أساسيا من تطبيقات “الإنتاجية”، مثل برامج مايكروسوفت أوفيس حسب ما قال أورين إتزيوني مستشار وعضو مجلس إدارة في معهد إيه 12 لأبحاث الذكاء الاصطناعي الذي أنشأه بول ألين الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت.
وأشارت تقارير سابقة إلى أنه مع إدخال الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يتمكن مستخدمو تطبيقات “مايكروسوفت أوفيس” من استخدام “تشات جي بي تي”، ما سيساعد على توليد سرد متماسك باستخدام علامات نصية بسيطة، كما ستساعدهم على إيجاد الكلمات والعبارات بسرعة أثناء كتابة النصوص أو الاطلاع على الملفات النصية.
ويعتقد المديرون التنفيذيون في شركة مايكروسوفت أن التكنولوجيا التي تقف وراء هذه الخدمة سيكون لها قريبا تأثير أعمق في جميع أنحاء عالم التكنولوجيا.
وقال إريك بويد رئيس منصات الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت “ستغير نماذج الذكاء الاصطناعي هذه الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع أجهزة الحاسوب”، مضيفا أن التحدث إلى جهاز حاسوب بشكل طبيعي يشبه أسلوب الإنسان سيحدث ثورة في التجربة اليومية لاستخدام التكنولوجيا.
وقالت الشركة في وقت سابق إنها ستمنح المزيد من العملاء الوصول إلى البرامج الموجودة وراء هذه الأدوات من خلال منصة الحوسبة السحابية “أزوري”.
وأعلن نادالا أن “الهدف هو جعل منصة أزوري مكاناً لأي شخص وكل شخص يفكر في الذكاء الاصطناعي أي كل الشركات والمستخدمين النهائيين، بما في ذلك إتاحة ‘تشات جي بي تي’ لمستخدمي الأعمال”، مضيفاً أنه “سيكون لكل منتج من منتجات مايكروسوفت بعض قدرات الذكاء الاصطناعي نفسها لتحويل المنتج بالكامل”.
وأجرت مايكروسوفت محادثات متقدمة لزيادة استثماراتها في مركز “أوبن إيه آي” الرائد في صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقال نادالا خلال حديثه في دافوس إن “الإثارة الجديدة حول الأدوات تستند إلى النمو السريع في قدراتها خلال العام الماضي، وهو أمر متوقع استمراره”. موضحا بالقول “لا أدّعي أن هذا هو آخر ابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي”.
كما أبدى الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت تفاؤلا بشأن الإمكانات الاقتصادية الأوسع لأدوات مثل “تشات جي بي تي”، والتي يمكنها إنشاء نص سريع الصوت بناء على استفسارات قصيرة أو مطالبات.
وقال إن “مثل هذه الأدوات ضرورية لتعزيز الإنتاجية البشرية وستزيد النمو الاقتصادي والأجور للوظائف ذات الدخل المنخفض”. وأضاف “نحن في حاجة إلى شيء يغير حقا منحنى الإنتاجية حتى نحقق نموا اقتصاديا حقيقيا”.
وتابع أن “الأشخاص الذين لديهم وظائف مكتبية يشاركون في ما يسمّى بالعمل المعرفي، ويجب أن يتبنوا الأدوات الجديدة، بدلا من افتراض أنهم سيسرقون وظائفهم”.
واستشهد نادالا بمثال مطوري برامج الحاسوب الذين يستخدمون حاليا الأدوات لمساعدتهم على كتابة التعليمات البرمجية، مشيرا إلى أنه “أفضل طريقة للاستعداد لها هي عدم الرهان على هذه التكنولوجيا التي تساعدك في وظيفتك وعملك”.
وحول تأثير تلك الأدوات على الصحف، قال نادالا “أعتقد أنهم سيكونون قادرين على كتابة مقالات رائعة في المستقبل بالاعتماد على ‘جي بي تي’ كنموذج لغوي يستخدم التعلم المتعمق لإنتاج نص شبيه بالنص البشري من تطوير شركة أوبن إيه آي الأميركية”.
وتثار مخاوف من احتكار الذكاء الاصطناعي بيد قلة من الشركات، ومثلا، استدعى تدريب أداة تشات “جي بي تي” قرابة 300 سنة، تم تنفيذ ذلك بأسلوب التدريب المتكرر الموازي (تم إنجازه في شهور لأداة جي بي تي) ويستدعي ذلك التدريب قدرات حوسبة ضخمة لا تتوفر سوى لدى الشركات العملاقة في مراكز بيانات ضخمة بتكاليف هائلة لتشغيلها.
واستثمرت شركة مايكروسوفت لأول مرة ما قيمته مليار دولار في شركة “أوبن إيه آي” في 2019، وحافظت على دورها باعتبارها منصة تكنولوجية لنماذج الذكاء الاصطناعي كثيرة المتطلبات ومنحتها الحقوق الأولى لتسويق تكنولوجيتها.