ما أحوجنا لمدرسة جاذبة ومواطنة

إن العملية التربوية بجميع أشكالها وأبعادها عملية متفاعلة العناصر تتشارك فيها الأسرة  والمجتمع والأسرة.
هل مدارسنا جاذبة لطرفي العملية التعليمية: التلميذ والمدرس؟ هل مدارسنا محبوبة ومرغوب فيها لدى تلامذتنا؟
إن المدرسة المحبوبة والصديقة للتلميذ هي المدرسة الجاذبة له.وتتلخص مرتكزات هذه المدرسة في البيئة المدرسية الآمنة والملبية لاحتياجات التلميذ التعليمية والترفيهية وتراعي
 أوضاعه الاجتماعية والصحية وترعى مواهبه وتنمي ميوله واتجاهاته من خلال إدماجه بالفعاليات التعليمية ليصبح منخرطا ومشاركا فاعلا ضمن مجتمع المدرسة والحياة المدرسية وليس مجرد تلميذ جامد وغير نشيط .
إذن هل مدارسنا تحقق ذلك؟
بطبيعة الحال واقع جل مدارسنا لا يبعث على الارتياح والتفاؤل،السبب يعود إلى عدة معيقات أبرزها كثرة أعباء العاملين بالمدرسة والتي تمثل عنصرا ضاغطا وطاردا..وغياب مشاركة حقيقية لمؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى غياب المرشد الاجتماعي ضمن تشكيلات المدرسة.
فمع بداية الدخول المدرسي 2021/2022 لمسنا عن قرب الخصاص الكبير والخطير في الموارد البشرية.فالعديد من المدارس يدبر شؤونها شخصين:المدير والناظر أو المدير والحارس العام.. لا وجود للأعوان ولا وجود لرئيس الأشغال ورئيس الدروس بالمدارس التقني العاليBTS.
ولكي تصبح المدرسة بالفعل صديقة للتلميذ وجاذبة له،ينبغي النظر بواقعية الى المراكز التعليمية واتفاقها مع الحاجة الفعلية لتحقيق تدريس فعال بمخرجات واضحة ومؤثرة واعتماد أسس تقييم واضحة ومنح التلميذ حرية إبداء الرأي إضافة إلى اعتماد المدرس لأساليب تدريس أكثر جاذبية  وإدماجا للتلميذ في عملية التعلم مثل التعلم التعاوني  والتعلم بالمشاريع واعتماد البحوث والتقارير.
كما ينبغي توعية التلميذ نحو الاهتمام بالبيئة المدرسية وبالأنشطة التي تساهم في صقل شخصية التلميذ وتهذيبه وجعل المدارس بيئة جاذبة للتلميذ.
كما يستوجب منح التلميذ أدوارا قيادية في المدرسة وتكليفه بانجاز بعض الأعمال وتنفيذ بعض النشاطات مثل تشكيل الأندية البيئية والرياضية والثقافية وتشكيل برلمانات تلاميذية عوض تبني مقاربة الإقصاء. فكل المجالس التي تعقد بمؤسساتنا التعليمية(مجلس التدبير ومجلس القسم والمجلس التعليمي وغيرها)لا تتم دعوة ممثلي التلاميذ لحضور اشغالها..
ولكي تكون مدارسنا جاذبة لابد من تعزيز لقيم الحياة المؤسساتية ودور المواطن الصالح وتعزيز دور المرشد الاجتماعي بالمدرسة لتتبع أحوال التلاميذ عن قرب خاصة الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية أو الذين ينتهجون سلوكيات غير تربوية. وتعزيز دور مجالس الآباء وتوثيق عرى المجتمع مع المداري ليكونوا جميعا عونا وسندا تربويا ومساعدا في تكوين شخصية التلميذ  ومتابعة الكفايات الشخصية لهم.كما يجب الاهتمام بالجانب الرياضي والفني والترفيهي والزيارات والرحلات المدرسية لتوفير بيئة يقبل التلميذ على الاندماج فيها ليشعر  انه عنصرا فاعلا في بنيتها المادية والاجتماعية.
حان الوقت لجعل مدرستنا ورش عمل منتجة لتجويد العملية التعليمية وتطويرها.

ذ.خليل البخاري

باحث تربوي

Related posts

Top