ما كل شيء يقال أسي الركراكي

خروج إعلامي مزدوج سجله المدرب الوطني وليد الركراكي في زمن قياسي، خص به كل من القناة الثانية و”راديو مارس”.

وإذا كان التواصل مسألة أساسية، ولا غنى عنها، إلا أن المعني بالأمر مطالب التحلي بكثير من الرزانة والترفع، وإيجاد الصيغ التي يتم بها تمرير الخطاب، دون إثارة لردود الفعل المنتقدة والغاضبة…

يعرف الركراكي جيدا أن كل ما يدلي به من تصريحات، ويصدر عنه من أحكام قيمة تحسب عليه، والأكثر من ذلك لها انعكاسات مباشرة على كل المكونات، وهذا راجع لمسؤوليته كقائد للطاقم التقني، المشرف على تدريب الفريق الوطني.

وعلى هذا الأساس، فمن المفروض التفكير ألف مرة قبل تمرير الخطاب، وتعمد توجيه الرسائل، نظرا لحساسية المنصب المختلف كليا عن المسؤولية داخل الأندية.

والغريب أن صاحبنا وهو يتحدث عن أمور داخلية في علاقاته مع اللاعبين، أو في نقاش مباشر مع المعني بالأمر،  عليه الترفع وتجنب التقليل من قيمة هذا أو ذاك، وتفادي السقوط في متاهة الميز، وعدم التعامل على قدم المساواة مع الجميع…

إلا أن العكس هو الذي حاصل تماما، إذ نجد الربان الجديد، يتعامل مع المسؤولية بكثير من الاستخفاف، دون مراعاة أيضا تأثير الرأي العام الرياضي الوطني، الذي يبقى له ثقل ووزن لا يمكن عدم أخذه بعين الاعتبار…

فهو يزكي من يريد تزكيته، حتى ولو في غياب أي  قناعات تستحق الذكر، ويقصي من لا يدخل ضمن مفكرته، حتى ولو كان تواجده مطلبا جماهيريا، مبنيا على معطيات ودلائل دامغة، كما هو الحال بالنسبة للهداف عبد الرزاق حمد الله…

مؤخرا قال بأن يوسف النصيري الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية، والذي يمر بمرحلة فراغ صعبة، سيكون ضمن اللائحة الرسمية، سواء لعب أو لم يلعب ضمن صفوف فريقه، مقابل ذلك يرفض سفيان رحيمي لأن وزنه “زايد” ولا يليق، حمد الله لا يقوم بأدوار دفاعية، ويكتفي في نظره البقاء ضمن مربع العمليات، وغيرها من الخرجات المجانية للصواب جملة وتفصيلا…

فهل كان من الضروري دخول الركراكي في مثل هذه التفاصيل التي تخدم الإعلام أكثر، ولا تفيد المنتخب بقدر ما تضره، كما لا تخدم المسؤولية الثقيلة والحساسة التي يطلع بها، وبالتالي عليه التفكير للمرة الألف، لكون تبعات كل ما يقوله، تزيد من خلق أجواء غير صحية.

يمكن للركراكي الإدلاء بتصريحات، وهذا من صميم مسؤوليته، لكن واجب التحفظ مفروض وأساسي، والمنصب يفرض على المسؤول معرفة متى يتكلم، ومتى  يصمت، ومتى يراوغ بذكاء، وكيف يصرف أفكاره بحكمة، دون تجريح أو إساءة أو تنقيص، أو إظهار نوع من الميز أو التحيز.

نعتقد أن الرسالة واضحة أسي وليد، فالمسؤولية داخل المنتخب تختلف جملة وتفصيلا عن تلك التي اطلع بها على مستوى الأندية والفرق…

محمد الروحلي

Related posts

Top