مثقفون وفنانون يتناقشون في ندوة وطنية :«سنوات الجمر والرصاص بين المسرح والسينما»

انطلقت أمس، برحاب قاعة مركز الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، مارتيل، أشغال الندوة الوطنية حول “سنوات الجمر والرصاص بين المسرح والسينما”، تكريما لروح الفقيد الدكتور عبد الرزاق الصغير.. ويشمل برنامج الندوة المحاور التالية:
< المسرح المغربي والسينما وتوثيق الذاكرة الفردية والجماعية لسنوات الجمر والرصاص.
< الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بين المسرح والسينما.
 المعالجة الفكرية والجمالية للمسرح المغربي والسينما لسنوات الاستبداد.
<  تاريخ  الصراع السياسي المغربي الحديث في المسرح والسينما.
ويتوزع برنامج الندوة كما يلي

الخميس 3 ديسمبر 2015
الجلسة الافتتاحية: 15:00/ 15:30

– كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي
– يونس الأسعد الرياني عن فرقة البحث في المسرح ودراسات الفرجة
– حميد العيدوني عن مجموعة الأبحاث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية والماستر المتخصص في السينما الوثائقية
– محمد قاوتي عن المركز الدولي لدراسات الفرجة والضيوف المشاركين

الجلسة الثانية: 16:00/ 18: 30
– رئيس الجلسة: حسن بنزيان (أستاذ باحث، كلية الآداب، عبد المالك السعدي)
– عبد اللطيف شهبون (أستاذ باحث، كلية الآداب، عبد المالك السعدي) “ذاكرة العنف في الكتابة المسرحية المغربية”
– محمد قاوتي (كاتب مسرحي، المغرب) “حول تجربة ‘نومانز  لاند'”
– عبد المجيد الهواس (مسرحي وأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي  والتنشيط الثقافي، الرباط) “شجر مر: نحو قراءة ركحية لسنوات الرصاص”
– خليل الدامون (باحث في مجال السينما) “سنوات الجمر: المعاينة والإشهاد”
– خالد أمين (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي) “مسرحة الشهادة: جلسات الاستماع نموذجا”
– تقديم الترجمة الإنجليزية لمسرحية “نومانز لاند” (تأليف محمد قاوتي/ترجمة  محمد ياسين الهاروشي) & قراءة إيطالية من طرف طلبة  S5 الشعبة الإنجليزية

الجمعة 4 ديسمبر 2015
الجلسة الثالثة: 09:00/ 11:30

– رئيس الجلسة: رضوان العيادي (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك  السعدي)
– عبد الله بريمي (أستاذ باحث، الكلية المتعددة التخصصات الرشيدية، جامعة  ولاي إسماعيل)     السميائيات إلى جبر الضرر: قراءة في شريط “زنازين الكومبليكس” المرسوم لمحمد                                    النضراني”
– حسن يوسفي (أستاذ باحث، المدرسة العليا للأساتذة بمكناس، جامعة المولى  إسماعيل)
– “تمثيل الألم: قراءة في أعمال مسرحية حول سنوات الرصاص”
– عبد الرحمان فتحي (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي)
– سعيد كريمي (أستاذ باحث، الكلية المتعددة التخصصات الرشيدية، جامعة المولى إسماعيل)
– “سنوات الرصاص والأحلام الموؤودة في السينما المغربية بين الذاكرة الفردية  والذاكرة  الجماعية”
– عبد العزيز جدير (باحث ومترجم، طنجة) “إبداع مليء بالثقوب: سنوات الرصاص بين الشهادة والفن”
– يوسف الريحاني (باحث ومسرحي، وزارة الثقافة، تطوان) “عرض الناس والحجارة- 2004: أطياف جسد يئن وأصوات روح لن تموت”

الجلسة الرابعة: 14:30/ 16:00

– رئيس الجلسة: مصطفى الحداد  (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي)                 
– حميد العيدوني (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي)
– “Dire l’indicible: Cinéma et théâtre en temps de crise”
– فاطمة الزهرة الصغير (باحثة في مجال المسرح والسينما)
– “Arbre amer: Mémoire de corps en maniérisme”
– هشام بلهاشمي (باحث في مجال المسرح، كلية الآداب، جامعة ابن طفيل، القنيطرة) “الذات والجلاد وتفاصيل الزنزانة” قراءة لمسرحية “الساروت” للحسين الشعبي”
– عز الدين الوافي (باحث في مجال الصورة، رئيس المرصد المغربي للصورة والوسائط بطنجة)”النبش في الذاكرة والرهان الجمالي”
– كريم بابا (باحث في مجال المسرح، جامعة ابن طفيل، القنيطرة) “قراءة في فيلم ذاكرة معتقلة”

16:00/ 17:00
– تقديم وتوقيع كتاب “المسرح في السجن” للباحث رشيد أمحجور
تقديم وتوقيع مسرحية “الساروت” للمسرحي والصحافي الحسين الشعبي

17:00 قاعة المؤتمرات، مقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي    

– حميد العيدوني  (أستاذ باحث، كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي)
–  سعيد الدردابي (طالب باحث) “Le Cinéma des années de plomb:Arrêt sur images” Panorama des représentations des années de plomb par le cinéma marocain et le cinéma mondial.

الإشراف العلمي:
– يونس الأسعد الرياني، حميد العيدوني ، خالد أمين

اللجنة العلمية:
– رضوان العيادي، عبد الإله الخليفي، وفاء الكرفطي، عبد الهادي المحرف، يونس الأسعد الرياني، حميد العيدوني وخالد امين
ينظم على هامش الندوة معرض لمنشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة..

ورقة الندوة:

عرفت سنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي صراعا سياسيا مريرا حول نظام الحكم بين النظام الملكي المخزني، وبين المعارضة بمختلف أطيافها، ممثلة على وجه الخصوص في مختلف فصائل وأحزاب اليسار المغربي التقليدي والجديد. كما أن المؤسسة العسكرية ساهمت في تأجيج فتيل هذا الصراع، خاصة بعد المحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين للإطاحة بالملك الراحل الحسن الثاني، وما لف ذلك من غموض حول ضلوع بعض أقطاب المعارضة في التنسيق الفعلي مع الانقلابيين!
وبالنظر إلى غياب الآليات الديمقراطية لتدبير الصراع، فإن ذلك ما حذا بالنظام الحاكم إلى انتهاج الاستبداد، والقمع، والاقصاء، والتعذيب، وحتى التصفيات الجسدية، سبيلا إلى تدبير اختلافه مع معارضيه. واصطلح الحقوقيون على تسمية هذه المرحلة الأليمة من تاريخ المغرب الحديث بسنوات الجمر والرصاص.
وقد نال المسرح المغربي والسينما، والأدب والفن بمختلف تلويناته؛ حظه من الأساليب القمعية الإقصائية الممنهجة، عبر تكبيل حريات المبدعين، ومصادرة حقوقهم في عرض أعمالهم، وممارسة مختلف الرقابات على إنتاجاتهم. وهو ما دفع جلهم إلى النضال والمقاومة، وتبني إيديولوجية يسارية مناوئة لنظام الحكم، ورفض تكميم الأفواه، عبر الانخراط في الأحزاب والتنظيمات التقدمية، والمطالبة بنظام سياسي ديمقراطي، يكفل لمواطنيه الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية…
وبعد اختيار النظام الحاكم طي صفحة الماضي الأليم بمعية الأحزاب السياسية المعارضة، والدخول في مسلسل الإنصاف والمصالحة، والعدالة الانتقالية؛ بقيت الذاكرة الفردية والجماعية للمغاربة شاهدة على هول وفظاعة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ومواكبة للإصلاح السياسي الذي شهده المغرب في نهاية التسعينيات، وبداية الألفية الثالثة، وحتى لا تضيع الذاكرة الجماعية، انخرط ثلة من السينمائيين المغاربة في توثيقها من خلال باقة من الأفلام السينمائية من قبيل: “درب مولاي الشريف” لحسن بنجلون، و”ذاكرة معتقلة” للجيلالي فرحاتي، و”جوهرة بنت الحبس” لسعد الشرايبي، و”طيف نزار” لكمال كمال، و”علي، ربيعة والآخرون” لأحمد بولان… كما انبرى عدد من المسرحيين على مسرحتها، وتوثيق بعض من تفاصيلها، ومن بينهم محمد قاوتي في “نومانسلاند”، وعبد اللطيف اللعبي في “تمارين في التسامح”، ومحمد بنيوب في “كرنفال: من ذاكرة سنوات الاستبداد”، وعبد المجيد الهواس في “شجر مر”، والحسين الشعبي في “الساروت”…
فما هي أوجه الاستبداد والطغيان التي احتفظت بها ذاكرة الأعمال الابداعية السينمائية والمسرحية؟ وكيف عالجت ووثقت للانتهاكات باعتبارها أحداثا تاريخية وذاكرة جماعية؟ وكيف يتداخل التاريخ مع الذاكرة في هذه الأعمال؟ وهل النسيان ترياق لمحو الذاكرة؟ وإلى أي حد نجحت هذه الأعمال فكريا وجماليا في النبش في سنوات الجمر والرصاص؟

Related posts

Top