انطلقت يوم أمس الجمعة، بمدينة محاميد الغزلان إقليم زاكورة، فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للرحل الثقافي التنموي الذي تنظمه جمعية (رحل العالم) المغربية ونظيرتها الفرنسية.
ويستمر المهرجان طيلة أيام 18، 19 و 20 مارس الجاري، وتشارك فيه مجموعة من الفنانين الموسيقيين والشعراء والمثقفين من كافة أنحاء العالم، لنشر الثقافة والروحانية والتنمية.
وصرح نورالدين بوكراب المدير العام للمهرجان ورئيس جمعية “رحل العالم”، بأن هذا الحدث “بالإضافة لطابعه الثقافي الروحي المتميز، هو مناسبة أيضا للتعريف بالمنتوج السياحي المغربي ، من خلال استقطاب المهرجان لآلاف السياح من هواة الموسيقى العالمية والساعين لاكتشاف الثقافة المغربية ، خصوصا ثقافة الصحراء”. ولأن إدارة المهرجان – حسب بوكراب – لها غايات تنموية وبيئية، إلى جانب الموسيقى والثقافة وباقي الفنون، فإنه سيؤثر لا شك إيجابا في واقع هذا الجزء الجميل من المغرب.
وذكر بلاغ للمهرجان توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن فرقة إمزاد لفن الغيثار من الجارة الجزائر ستحل ، لتتحف جمهور مهرجان الرحل بنغمات متميزة، قادمة من التاريخ السحيق لشعب الطوارق.
الإسم المميز للفرقة الموسيقية الشابة يأتي آلة موسيقية تقليدية عند قبائل طوارق الأهقار، تعزفها النساء ومحرمة على الرجال.
استعمال الآلة يكون مشتركاً بين المرأة والرجل، حيث تعزف المرأة ويردد الرجل الأهازيج الزجلية المرتبطة بتقاليد وعادات الطوارق إلى جانب التغني بقصائد شعرية، مرفوقة بالدف والتصفيق.
حضور الفرقة في الدورة الثالثة عشرة من المهرجان، يكرس هويته كأداة للمحافظة على تراث الرحل، وسيكون للجمهور لقاء على المنصة مع هذه الفرقة ليتعرف على شكل جديد من تراث الرحل الغني.
ويمنح المهرجان نكهة فريدة تمنح المشاركين سفرا عبر ألوان ثقافية وفنية مختلفة، للتعريف بثقافة البدو الرحل وحفظ الموروث الثقافي وربطه بالبحث العلمي والأكاديمي.
ويتضمن المهرجان برنامجا حافلا بالفقرات المتنوعة بأزيد من أربعة عشر حفلا غنائيا راقصا بالمنصة الرسمية، ووسط الصحراء بمشاركة فنانين مرموقين من وجهات عالمية، وآخرون من داخل الوطن، إضافة إلى مشاركات محلية لدعم المهارات وصقلها عبر الاحتكاك والتبادل المباشر مع التجارب الاحترافية في هذا المجال من أجل إعطاء الفرصة لتطوير هذا النمط الفني وإبقائه تحت الأضواء و يكرس التنوع و غنى تراث الرحل.
معرض للمنتجات المحلية بمشاركة جمعيات وتعاونيات محلية، للمساهمة في فتح بوابات جديدة للترويج والتسويق للمنطقة، وخلق بيئة لإنتاج و فرص سوسيو اقتصادية، كما سيكون المعرض فضاءا ثقافيا وفنيا بامتياز، بإشراك عارضين في أروقته المتنوعة.
يتضمن البرنامج كذلك تعزيزا للاستعراضات النابعة من ثقافة البدو الرحل، كالهوكي نوماد “المكحاش” وسباق الهجن، والتنافس في طهي خبز الرمال “الملا” في وفاء لروح المهرجان التي تزيح الغبار عن ثقافة البدو الرحل، ومقاومة اندثارها في الزمن الحاضر.
جديد المهرجان هذه السنة هو إطلاق الدورة الأولى لمنتدى الرحل، الذي سيفتح النقاش حول هذه الثقافة ويقارن بينها في جميع الأصقاع، بمشاركة متخصصين يتداولون حول الأنظمة البيئية الواحية في خدمة الترحال للدكتور جورج توتان، والتعلم عبر التراث الثقافي لمحاميد الغزلان، للجمعية الاسبانية تيراشيدية.
اثني عشر دورة من الالتزام بتنظيم المهرجان ساهمت في التنمية المحلية لمنطقة عانت من العزلة لزمن طويل، حتى غدى المهرجان وجهها المفتوح على العالم، من خلال الفن والثقافة والفكر.
ثلاثة أيام في قلب الصحراء، تفتح نافذة زمنية للسفر عبر الزمن و الذاكرة و الفضاء، والاستلهام من التنوع الفني عبر العالم، وللاحتفاء بالحياة.
محاميد الغزلان تحتفي بتراث رحل الصحراء

الوسوم