عاد مشكل البرمجة ليطرح من جديد، لكن هذه المرة بشكل قوي، وصل إلى حدود تقديم تهديدات، في وقت دخلت فيه البطولة الوطنية لكرة القدم مراحلها الحاسمة، على بعد دورتين من الموعد الختامي، إلا أن طرح هذا الإشكال يعود بعدما خصصت لجنة البرمجة التابعة للعصبة الاحترافية التي يرأسها سعيد الناصري الذي هو في نفس الوقت رئيسا لفريق الوداد البيضاوي، برمجة استثنائية لكل من الوداد ونهضة بركان بحكم خوضهما لمباراتين نهائيتين.
سبق لرئيس فريق الرجاء البيضاوي جواد الزيات المطالبة بتخصيص برمجة خاصة بالأندية الملتزمة بالمشاركات الخارجية ومساعدتها على أداء مهمتها على وجه أكمل، لكونها لا تمثل في هذه الحالة نفسها فقط، بقدر ما تمثل كرة القدم الوطنية بصفة عامة.
هذه الواقعية التي تحدث بها الرئيس الجديد للرجاء، كان تعتبر دائما قاعدة خاصة في تعامل مختلف المكاتب الجامعية مع الأندية المشاركة عربيا قاريا وحتى دوليا، وسبق للرجاء أن استفادت من هذا الامتياز، لكن رئيسها تناسى هذا المطلب المنطقي والواقعي وعاد ليطالب بالعكس.
تجاهل هذا الحق تؤكده رسالة الاحتجاج شديدة اللهجة التي بعثت بها إدارة الرجاء احتجاجا على تأجيل مباراة الوداد، والتي كان سيستضيف خلالها أولمبيك خريبكة في مؤجل الدورة 27 من البطولة الوطنية الاحترافية.
إدارة الرجاء وفي سابقة بالنسبة لهذا النادي العريق، تعدت مسألة الاحتجاج لتصل إلى التهديد بعدم خوض الجولتين الأخيرتين بالبطولة الوطنية، إلى حين إجراء جميع المواجهات المؤجلة؛ وهو ما سيفسح المجال لما أسمته تساوي الفرص بين جميع الأندية، مستغربة في نفس من إقدام لجنة البرمجة على تأجيل لقاء الوداد أمام أولمبيك خريبكة بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار.
صحيح أن برمجة مباريات الدورات الأخيرة من البطولة تتطلب نوعا من الحرص على تفادي تقديم امتياز لصالح هذا الفريق ضد فريق آخر، نظرا لحساسيات النتائج على ترتيب بعض الأندية سواء في مؤخرة الترتيب أو المؤخرة، إلا أنه “فوق طاقتك لا تلام” فهناك ناديان مغربيان يلعبان مباراتين نهائيتين قاريتين، وبالتالي لابد من تخصيص برمجة خاصة لكل من الوداد التي ستلعب ضد نادي الترجي التونسي، ونهضة بركان التي تواجه نادي الزمالك المصري.
احتجاج الرجاء ساندته بصفة مطلقة أندية أخرى كأولمبيك خريبكة والمغرب التطواني واتحاد طنجة، والتي عبرت بصفة جماعية عن رفضها للبرمجة التي توصلت بها والخاصة بالدورة الـ29 من البطولة الاحترافية، والمحددة زمنيا أيام 17 و18 و20 ماي الجاري.
إشكال حقيقي فعلا طرح في فترة حساسة، تغذيها مزايدة غير مفاجئة، بالنظر لتاريخ العلاقة المتشنجة عادة بين الغريمين التقليدين، وبالتالي فإن إصرار الرجاء يعود بالأساس إلى ضغوطات داخلية، ويبقى موقف الجامعة منتظرا في هذه الحالة لفض نزاع ظرفي ليس إلا…
محمد الروحلي