مسؤوليتنا نحن أيضا…

تخفيف التدابير الاحترازية في كل مناطق البلاد، وتأخير توقيت الإغلاق الليلي إلى غاية الحادية عشرة ليلا، وعودة بعض القطاعات والخدمات إلى نشاطها الاعتيادي، كل هذا حضي بترحيب المواطنات والمواطنين وعدد من المهنيين، وبدأ الأمل يتنامى بشأن الخروج من هذه المحنة الصحية والمجتمعية وتداعياتها.
لكن مقابل ما سلف، ظهر كذلك في عدد من مدننا تنام مخيف للاستخفاف، وغياب الالتزام بأي قواعد وقائية أو أي احتياط تحسبا لتراجع الحالة الوبائية وتدهورها من جديد.
لقد أقدمت السلطات الصحية والإدارية على التخفيف نتيجة ما سجلته الحالة الوبائية من استقرار، وتبعا أيضا لتقدم حملة التلقيح، وكل هذا تحقق بفضل جهد وطني كبير جدا تتقدم جبهته إلى اليوم الأطقم الصحية والسلطات الترابية، وهو ما يتطلب تثمينا من المواطنين، وأيضا مساندة واسعة.
لقد اكتسبنا اليوم كلنا بعض المعرفة والاستئناس بالقواعد الصحية العامة، وبالتدابير الاحترازية الضرورية، وخصوصا ما يتعلق بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتفادي الاختلاط المبالغ فيه، والتقيد بالنظافة المنتظمة، وهذه السلوكات الفردية والجماعية لا زالت مطلوبة اليوم، ويوصي بها الخبراء والمختصون عبر العالم، ويجب أن ندرك جميعا أهمية ذلك وحاجتنا إليه.
إن الاستمرار في الالتزام بهذه الاحتياطات البسيطة في سلوكنا اليومي هو أولا حماية لأنفسنا وذواتنا كأفراد، وحماية كذلك لأفراد أسرنا وأقربائنا وذوينا، إضافة إلى أنه يتيح لنا كلنا إدامة استقرار وضعنا الوبائي وتحسنه المستمر، والتقدم في طريق القضاء على الجائحة وإنقاذ وطننا وشعبنا.
بمجرد الإعلان عن تخفيف التدابير الاحترازية الجمعة الماضي، بدأت تظهر سلوكات التجاوز والاستهتار في الشارع وبالمحلات التجارية المختلفة وفِي وسائل النقل العمومي، ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي وحكايات الناس كثير مشاهد بهذا الخصوص، ويطرح هذا مسؤوليتنا كلنا، فرديا وجماعيا، كمواطنات ومواطنين، وضرورة الوعي بخطورة كل تهور في اتخاذ الاحتياطات الصحية والاجتماعية الضرورية في هذه الفترة الدقيقة، كما أن الأمر يفرض انخراط الإعلام السمعي البصري في حملات التحسيس والتوعية والتنوير للناس، والتذكير المستمر بأهمية الوقاية والتقيد بتوجيهات السلطات الصحية على هذا المستوى.
ويمكن أيضا لأئمة المساجد والخطباء والمرشدين والقيمين الدينيين المساهمة في التوجيه والتربية، ونشر السلوك الوقائي والوعي الصحي، علاوة على المؤسسات التعليمية وكل وسائل الإعلام، وحتى المهنيون من خلال فرض التقيد بالتدابير الوقائية على زبنائهم…
الحملات التواصلية والتحسيسية لا زالت مطلوبة، بل هي ضرورية اليوم، ويجب أن تكون  ذات نجاعة وجاذبية، وتلائم شروط المرحلة الوبائية والمجتمعية الحالية.
من المؤكد أن تخفيف إجراءات الإغلاق أملته حاجة عدد من القطاعات إلى العودة إلى العمل، وفرضته أيضا الحالة النفسية العامة التي صارت عليها فئات عديدة من شعبنا، وبالتالي من المصلحة اليوم أن تنجح بلادنا في العودة إلى الإيقاع الطبيعي والاعتيادي لحياتها الاقتصادية والاجتماعية، وهذا يفرض أن ندرك نحن أيضا، مواطنات ومواطنين، مسؤوليتنا، وأن نحرص على التقيد بتدابير الوقاية والاحتراز في حياتنا اليومية وعلاقاتنا وسلوكنا الفردي والجماعي.
لدينا كلنا مسؤوليتنا، ومن الواجب القيام بها.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top