مستقبل القراءة على السمارت فون وليس اللوح الإلكتروني؟

عديد من القراء الذين يقتنون الكتب الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون اليوم هواتفهم الذكية (السمارت فون) من أجل قراءتها .
فقد سجل أخيرا ارتفاع ملحوظ في عدد قراء الكتب الإلكترونية على أجهزة (السمارت فون) بدل الألواح الإلكترونية (Tablet) سواء في محطات الميترو أو أثناء فترة الاستراحة بعد ندوة أو اجتماع أو خلال فسحة  تناول التراويق في المعمل ..إلخ
فحسب استطلاع للرأي أنجزته شركة (نيلسون) Nielsen الرائدة على المستوى العالمي في دراسة عادات المستهلكين والحركة التجارية في الأسواق العالمية، وقد نشر هذا الاستطلاع على صفحات جريدة (وول ستريت جورنال) وشمل قرابة 2000 مستجوبا، فقد لوحظ ارتفاع في نسبة القراء من مقتنيي الكتب الإلكترونية الذين يستعملون الهواتف الذكية (السمارت فون) ليبلغ 54 % فيما لم تكن تتجاوز هذه النسبة أكثر من 24 % سنة 2012 .
أيضا لوحظ ارتفاع في عدد القراء على شاشات الهواتف الذكية حيث انتقل من 9 % سنة 2012 إلى 14 % سنة 2015 فيما عرف استعمال الألواح الإلكترونية (التابليتات) انخفاضا ملحوظا انتقل من  50 % إلى 32 %، وأكدت الصحفية (جينيفير مالوني Jennifer Maloney ) في استجواب أجرته مع عديد من القراء أن أجهزة (السمارت فون) قد مكنتهم من قراءة مريحة ومختلفة حتى وهم أحيانا جالسون في قاعات السينما أو وهم يهدهدون أطفالهم في المهد .
ومنذ أن بادرت شركات الإنتاج إلى اختراع هواتف ذكية بأحجام كبيرة زاد أيضا اهتمام الناس وإقبالهم على القراءة أكثر فأكثر.
إن ما يؤكد هذا الأمر هو ارتفاع عدد عمليات تحميل الكتب الإلكترونية بواسطة أجهزة (السمارت فون)  التي انتقلت من 28 % سنة 2012 إلى 45 % سنة 2015 .
إن هذا التحول في عادات القراءة واستعمال مختلف أسانيدها قد حفز كثيرا من الناشرين على التفكير في تكييف إصداراتهم الإلكترونية مع هذا الإقبال المرتفع يوما بعد يوم على هواتف (السمارت فون) مثل اعتماد استراتيجية تجارية جديدة على غرار ما أقدمت عليه دار النشر(راندوم هاوس Random House) و(سيمون آند شوستير Simon & Schuster) اللتان بادرتا إلى عرض كتب إلكترونية للجمهور بالمجان في المطارات ومحطات القطار وفي بعض الفنادق لكن في مقابل تحميلها في وقت لاحق في مكان آخر إذا كانوا راغبين في إتمام قراءتها بالكامل وهذا حسب ما أوردته جريدة (وول ستريت جورنال) دائما .
لكن إلى أي حد يمكننا أن نهتم ونتلذذ بقراءة الأعمال الأدبية على أجهزة (السمارت فون؟)
في رأي بعض الخبراء مثل (ماريان وولف Maryanne Wolf) الأخصائية في علم الأعصاب أو (ناعومي بارون Naomi Baron) أستاذة علم اللسانيات تعتقدان أنه من الصعب التركيز والاستفادة ما أمكن ذلك من القراءة على الهواتف الذكية (السمارت فون) بسبب أن استخاداماتها وتطبيقاتها قد تؤدي إلى نوع من الزابينغ zapping أي الخروج عن السياق بدل التركيز على الإطار.
إن عديدا من مستعملي السمارتفون أكدوا على نجاعة القراءة والمطالعة على شاشتهم الصغيرة خصوصا أن هذا الجهاز صار يرافقهم أينما حلوا وارتحلوا… فها هو الصحفي (كليف طومسون Clive Thompson) يعبر عن متعته الفائقة في قراءة رواية (الحرب والسلم) للروائي الروسي الشهير (تولستوي) على جهاز (السمارت فون) ويؤكد أن إمكانية ولوجه في مقدمة الرواية إلى موسوعة (ويكيبيديا) قد ساعده كثيرا على فهم الرواية بشكل أفيد وأشمل .
*Claire Levenson صحفية فرنسية مقيمة بنيويورك

> بقلم: كلير لوفانسون  *
ترجمة: عبده حقي

Related posts

*

*

Top