مسرحية «عنقود الريح» في عرضين جديدين بكل من البيضاء والرباط

تقدم فرقة أثر للفن والثقافة عرضين جديدين لعملها المسرحي لهذا الموسم «عنقود الريح»، بكل من الدار البيضاء (اليوم 16 فبراير الجاري بالمركب الثقافي سيدي بليوط على الساعة الثامنة مساء) والرباط (20 فبراير بمسرح محمد الخامس في نفس التوقيت)..
تدور أحداث مسرحية «عنقود الريح» التي ألفها الكاتب أنس العاقل، وأخرجتها الفنانة نعيمة زيطان، داخل منزل عتيق ويحمل قيمة تاريخية، تقطن بداخله «أسمهان» (فريدة بوعزاوي)، أستاذة تاريخ متقاعدة عن العمل وتعيش في عزلة عن العالم بسبب مرضها، بينما يقوم أخوها الأصغر خليل (منصف القبري) بالسهر على رعايتها. لقد ورثا المنزل عن أبيهما الذي ترك لهما وصية تتضمن شرطا مفاده ألا يباع المنزل إلا بعد تراضيهما، بينما يحظر بيعه للغرباء. تعرض مسرحية «عنقود الريح» من خلال المواقف الدرامية صراعا بين جيلين مختلفين، جيل يقدر الرأسمال اللامادي ويثمنه، وجيل لا يفكر إلا بمنطق القيمة المادية وقيم الاستهلاك، لكنها أيضا مفعمة بالمشاعر الإنسانية. إنها قصة أخ وأخت، الأخ الذي ينذر حياته من أجل رعاية أخته المصابة بمرض الزهايمر، إذ تميط اللثام عن معاناة أهل المريض ومحيطه، لكنها يمكن أن تكون أيضا قصة وطن يمثله المنزل، حينما يصبح لكل شيء ثمن، فإن الأوطان تباع للغرباء بالتقسيط!
ماذا تبقى لامرأة تدعى أسمهان بعدما تلاشت الذاكرة؟!
ذاكرة ماض وحاضر، وتيه نحو مستقبل تغيب معالمه. كيف لها أن تستنشق رائحة التاريخ في فضاءاتها الرحبة التي أثثتها أشجار الياسمين ذات زمن، وترنيمات عود أمها في بعض المساءات الدافئة، ثم تلك اللوحات التي شهدت عن ماضي بيت عتيق، في زقاق مدينة قد تكون صغيرة، لكن أسمهان تراها جميلة تختزل كل الحياة…. إنه تاريخها!
تستيقظ اسمهان، تبحث عن «الخليل» أخيها الحاضر في اليومي، والغائب في الذكرى، ثم تتساءل عن «الخليل» الحبيب السراب، ذلك الذي تردد أمواج البحر رسائله وقصائده… تحتسي قهوتها الصباحية، وتتراكم لديها الأسئلة: سؤال الحب، سؤال العائلة، سؤال التاريخ، سؤال الذاكرة… إلى أين يسير العالم عندما نفقد بعضا أو كلا من أشيائنا؟!!
« عنقود الريح» أو «البراني» عمل مسرحي مدته ساعة من الزمن، لكنه يعد بتساؤلات كبيرة بحجم الإنسان. ما الذي يتبقى من إنسانيتنا حينما يتحول اليقين إلى سراب؟!! وما الذي يحدث حينما تتحول الذاكرة إلى مرآة مكسورة؟!! إننا نجمع شظاياها في كل مرة، لكننا في نهاية الأمر لا نحصل إلا على بقايا صور تمثل أشلاء الذاكرة!

نص: انس العاقل
إخراج: نعيمة زيطان
أداء: فريدة بوعزاوي، منصف قبري
سينوغرافيا وفيديو: أمين أيت حمو
ملابس: فريدة بوعزاوي
إدارة الإنتاج: عواطف زيطان
إنتاج: فرقة أثر للفن والثقافة
عنوان المسرحية: عنقود الريح مدتها ساعة من الزمن
مشروع 2022
النوع: دراما اجتماعية
اللغة: الدارجة المغربية

Related posts

Top