يتواصل بمدينة Avignon الفرنسية تنظيم معرض الفنان التشكيلي المغربي يوسف سعدون إلى غاية موفى شهر مارس الجاري، وذلك بدعوة من Association Andlouse Alhambra في إطار الدورة 22 المهرجان الأندلسي للمدينة.
في هذا المعرض، يتمثل الفنان سعدون موضوع المهرجان، من خلال تناوله فن الفلامنكو حيث يعرض مجموعة من اللوحات الصباغية بأسلوبه التعبيري الذي يمزج بين فيه التشخيص والتجريد. وتمتد هذه المشاركة لمعارض أخرى مماثلة للفنان منذ دوراته الأولى، إلى جانب إنجازه لملصقات المهرجان وكذا تنشيطه للورشات الفنية وإنجاز الجداريات، إلى غير ذلك من أعماله الفنية التي نالت إعجاب الجمهور الفرنسي الذي صار يعشق فن الفلامنكو من خلال المهرجان.
وبالإضافة إلى لوحاته حول الاندلس وثقافتها وتاريخها، يقدم الفنان سعدون أعمالا أخرى تعكس أسلوبه التعبيري المتمثل في اشتغاله على الجسد ضمن نسق لوني أزرق، يدعونا الفنان من خلاله إلى إمعان النظر في بنية لوحاته الصباغية التي تبدو محتفية بذاتها ومتجاوزة لحالات التشظي عبر استنباط الواقع وهدم المسافة الفاصلة بين الجسد وموضوعه. يتعلق الأمر هنا بأجساد أخرى مختلفة، بخرائط وتضاريس جسمانية Corporelles مفتوحة على تعدُّد القراءات وطرح الأسئلة من جديد حول علاقتنا بأجسادنا التي لا تشبهنا بالضرورة..أجساد يُدرك الفنان من خلال تمظهراتها الطيفية ممكنات التأويل، حيث يُمارس بواسطتها لعبة الكشف والحجب..الحضور والنفي بنوع من الإيحاء الصباغي الذي يجعل أجساده متحرِّرة وغير خاضعة لأية رقابة أو وصلية برَّانية من منظور كون “السُّلطة لا تتحكَّم سوى في الواقعي، أمَّا الرمزي فهو موجود خارج نطاق نفوذها”، كما يقول جان بودريار..