افتتح بداية الشهر الجاري، ممر “زيفاغو” بالدار البيضاء، المعروف بـ”الكرة الأرضية”، والذي شيده المهندس المعماري فرانسوا زيفاغو في سبعينيات القرن الماضي، وسط العاصمة الاقتصادية للمغرب، وذلك بعد حوالي 5 سنوات من إغلاقه بهدف الإصلاح، وعملية إعادة التأهيل من جديد.
وأصبح بإمكان البيضاويين منذ عدة أيام العبور من النفق الأرضي، الذي أصبح في حلة مغايرة للنسخة القديمة بعد التجديد، والذي أشرفت عليه شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتهيئة، في إطار مشروع تحيين الأماكن العمومية الرئيسية بالبيضاء.

وتمت إعادة تأهيل فضاء “الكرة الأرضية” وممرها التحت أرضي تماشيا مع خطط الحفاظ على البعد الشعبي والرمزي لهذه المعلمة الحضارية، وتحويلها إلى فضاء ذو غاية تجارية وثقافية، تفاعلت معه ساكنة الدار البيضاء بإيجاب، حيث سارعت إلى اكتشافه بسرعة بعد افتتاحه في وجه العموم.
واستحسن البيضاويون الحلة الجديدة للفضاء، بعدما كان مهجورا، تغزوه الحشرات والروائح الكريهة للتبول والبراز والنفايات القذرة التي يتم رميها من قبل زوار وسط المدينة.

وكلفت عملية إعادة تأهيل هذا المشروع، 25 مليون درهم، وهم الورش توسيع الممر تحت أرضي ليتمكن من استيعاب التظاهرات الثقافية والفنية، إلى جانب إدخال تحسينات على جدران الممر من خلال توظيف عناصر من التراث المغربي الأصيل.
والحديث عن قبة “زيفاغو” لا يمكن أن يستقيم، بدون ذكر المعلمة التاريخية المقابلة له، وهي “برج الساعة”، التي تعود نشأتها (المعلمة) إلى فترة ما قبل الحماية الفرنسية، حيث تختزن الذاكرة الجمعية للبيضاويين، لم لا وأنها بالقرب من “باب مراكش” في السور الخارجي للمدينة القديمة، كما أنها تطل على ساحة الأمم المتحدة التي كان يطلق عليها سابقا بـ “ساحة فرنسا”.

يذكر أن والي جهة الدار البيضاء سطات سعيد احميدوش كان قد تفقد المشروع بعد الانتهاء من الأشغال، وذلك إلى جانب عمدة المدينة نبيلة ارميلي، حيث اطلع الوفد على مدى احترام دفتر التحملات الذي تم الاتفاق عليه، بالرغم من التأخر الحاصل في الزمن.
وفي زيارة لجريدة بيان اليوم لهذا الفضاء، بدا واضحا أن بعض البيضاويين لا زالو لم يستأنسوا بعد بعملية المرور من هذا النفق، حيث يستعلمون الممر القديم الذي يفصل الطريق الذي تمر عبره السيارات، وهو ما يقدم صورة غير حضارية تتناقض كليا مع التقدم الحاصل في المنشآت.

بيان اليوم

< تصوير: أحمد عقيل مكاو