مع عودة أبنائنا إلى المدارس تتصاعد مشاعر الخوف والقلق لدى الأسر حول صحة الأطفال وسبل وقايتهم من الأمراض عموما ومن فيروس كورونا على وجه الخصوص، خاصة مع تواتر الدراسات التي تفيد بنشر الأطفال للعدوى على الرغم من عدم تأثر معظمهم بمضاعفات الإصابة وعدم خطورتها.
وتتوالى نصائح الخبراء والأطباء عبر العالم من أجل مساعدة الأسر في جهودها من أجل حماية أطفالها، وكذا توجيه النصائح للأطفال أنفسهم وللمشرفين التربويين في المدارس، من أجل تبني سلوكات صحية تقي من الأمراض وتدعم مناعة الجسم ضدها، في إطار خطة عامة للتعايش مع الفيروس الذي ذلك أمد مكوثه بيننا.
أهمية السلوك الصحي في الوقاية
تلعب سلوكاتنا اليومية دورا حيويا في الحفاظ على صحتنا وفي الوقاية من الأمراض عموما. ومع انتشار وباء كورونا زاد الوعي العام بأهمية بعض الخطوات التي تبدو بسيطة ولكنها مهمة، وبالتالي ضرورة ترسيخ القيام بتلك الخطوات كعادات صحية عند أطفالنا، في البيت وفي المدرسة وخارجهما أيضا.
< استعمال المناديل المطهرة: ينصح الأطباء وعلماء الفيروسات باستخدام المناديل المطهرة لسهولة توافرها في حقائب الأطفال ولأنها تغنيهم عن الحاجة إلي صنبور الماء لغسل الأيدي بالماء والصابون، حيث تحتوي المناديل المطهرة على 60% من الكحول فيمكن استخدامها لتطهير الأيدي وكذلك الأسطح.
< تجنب سلام اليد: ينصح بعدم المصافحة باليد أثناء اللقاء سواء بين الأطفال أو الكبار لأن ملامسة الأيدي تعزز من فرص انتقال ليس عدوي كورونا فقط وإنما كثير من الفيروسات الأخرى التي قد يكون الشخص حاملا لها دون أن يعلم.
< تجنب قبلات اللقاء: ينصح أيضا بالابتعاد عن القبلات أثناء اللقاء كنوع من أنواع الترحيب المعتاد بل يحذر الخبراء من هذه العادة التي يصفونها بـ”القاتلة” أحيانا لان هناك فيروسات خطيرة قد تنتقل عبر النفس وعبر الفم والمنطقة المحيطة به. ولا يقتصر الامر على فيروس كورونا بل هناك أيضا عدد من الفيروسات الأخرى التي تتسم بخطورة مماثلة كالفيروس المسبب لمرض الهربس مثلا.
< أهمية ارتداء القناع: يجب على الأطفال ارتداء القناع داخل المدارس، خاصة بالنسبة للفئة التي يفوق سنها 7 سنوات. ونظرا لصعوبة إجبار بعض الأطفال على ذلك، يؤكد الخبراء على ضرورة التزام المعلمين أيضا بارتداء القناع لأنهم الأكثر تعاملا مع الأطفال.
< الحقيبة: وينصح بأن تكون الحقيبة قابلة للغسل، مع الانتباه عند شرائها هذا العام لأن تكون مصنوعة من القماش المضاد للبلل، لأنه من المحتمل أن تهبط عليها قطرات من رذاذ طفل مصاد فتنقل المرض إلى الآخرين.
< تغيير الملابس: يفضل تغيير الملابس التي يرتديها الطفل فور عودته من المدرسة وغسلها جيدا، وكذلك تطهير الحقيبة قبل إدخالها غرفة الطفل أما الحذاء فينصح بتركه خارج المنزل وتعامل الجوارب معاملة الملابس الدراسية فيجب غسلها جيدا.
< التباعد الاجتماعي: ينصح أيضا بالحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الأطفال في المدارس وذلك بأن يجلس كل طالب في طاولة بمفرده.
< التهوية الجيدة: كما يؤكد الأطباء على ضرورة التهوية الجيدة للفصول بفتح الشبابيك لعدم انتقال العدوى بين الأطفال، وذلك إذا ما كان هناك طفل أو معلم مصاب بالفيروس.
< منع الكثافة: وتؤكد نفس المصادر على ضرورة منع حدوث كثافة بين الطلاب داخل الفصول، ويحدث ذلك بتخفيض أيام الدراسة، لأن الكثافة الطلابية تطيح بكافة الإجراءات الاحترازية التي قد يتخذها التلاميذ والطلبة، إذ يمكن أن يكون تلميذ ملتزما بارتداء الكمامة وبإجراءات التعقيم، ولكن وجوده بين 60 طفلا آخرين في فصل واحد يشكل خطورة عليه بالتأكيد.
< فئة خطيرة من الأطفال: هناك فئة معينة من الأطفال هم مرضي السكري والقلب وضعف المناعة، وكذلك الذين ولدوا بكلية واحدة او ما شابه ذلك، وهي تعتبر فئة أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات من غيرها، لذلك فإن حماية هؤلاء الأطفال تتطلب مجهودا مضاعفا إذ لا تقتصر الحماية علي ارتداء الكمامة والتواجد في فصول جيدة التهوية بل يجب عدم خروجهم من المنزل لضمان سلامتهم الصحية.
الفيروسات تحارب مناعة الجسم
فيروس كورونا المستجد وجميع الفيروسات تحارب جهاز المناعة في جسم الإنسان في المقام الأول، وباختراق الفيروس لهذا الجهاز يخترق جسم الإنسان ويبدأ في إحداث المشكلات الصحية. لذا فإن حماية الأطفال من الفيروسات تتطلب تقوية الجهاز المناعي في أجسادهم ليكون حائط صد متين لـداء كورونا وغيره.
وينصح خبراء التغذية العلاجية بتناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي علي الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم وتحسن من كفاءة الجهاز المناعي.
< الأطعمة : كالبصل والثوم والفطر التي تحتوي على خصائص مضادة للفيروسات والجراثيم ومطهرة للجسم وتفيد في تعزيز دفاعات الجسم ضد فيروس كورونا أو غيره من الفيروسات الحاملة للأمراض. كما تحتوي هذه الأطعمة علي الأملاح المعدنية والكبريت والماغنسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والفسفور والزنك والكالسيوم.
< الفواكه: الفراولة والجوافة والبرتقال واليوسفي والبطيخ والكيوي والتفاح والكنتالوب.
< المشروبات: عصير الطماطم والشمندر الأحمر والمانجو ومشروبات العرقسوس والتمر والليمون والزنجبيل.
< الخضراوات: جميع الخضراوات تحسن مناعة الجسم وتمده بالفيتامينات والمعادن المختلفة لذلك ينصح استشاري التغذية العلاجية بتناولها دائمًا.
< المكسرات: اللوز والفستق والفول السوداني.
< السوائل الدافئة: يقول الأطباء أن فيروس كورونا يكره البيئة الدافئة لأنها تقلل من فاعليته لذلك ينصح بتناول السوائل الدافئة يوميا.
< الفيتامينات: فيتامين (سي) و (أ) و(د) و(أوميجا 3) التي تتواجد في الأسماك والتونة ويوضح اللأطباء أن المكملات الغذائية لها دور ايضا في تحسين كفاءة مناعة جسم الإنسان.
< البروتين: يصف خبراء التغذية البروتين الحيواني بالعامل الرئيسي في بناء الجهاز المناعي لجسم الإنسان لذلك ينصح بتناوله كما يوجد البروتين أيضا في اللبن والبيض والأسماك والفراخ واللحوم.
< ممارسة الرياضة: لدورها الهام في تحفيز الدورة الدموية.
< النوم الجيد: ينصح الأطباء بعدم السهر لكل من الأطفال والكبار لأن النوم الجيد يحسن من كفاءة الجهاز المناعي لجسم الإنسان، لذلك “يجب النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا”.