مغاربة مخترعون- الحلقة الثالثة-

انبثقت بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الطاقات الشابة، التي برز اسمها في عالم الابتكار والاختراع، فكلما شاركت في مسابقات دولية ما، إلا وحصل عدد كبير منها على جوائز ذهبية، أو فضية.. رافعين الأعلام المغربية، في كل من دولة؛ كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.. إلى غيرها من الدول التي تستضيف منتديات عالمية، خاصة بأحدث الاختراعات والابتكارات.
المخترعون المغاربة، الذين جلهم شباب ينتمون إلى الجيل الجديد، استطاعوا أن يتوصلوا من خلال أبحاثهم، من داخل مختبرات الجامعات المغربية، عبر ربوع المملكة، إلى اختراعات حديثة، تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحديث، في مجال الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، وكذا عالم السيارات، وصناعة المحركات..
وشكلت الجوائز التي حاز عليها ولا يزال المغاربة، في كبريات المسابقات العالمية، في ميدان الاختراع، حافزا ودافعا معنويا لهم، ما جعل المؤسسات المغربية، تنخرط، وتبادر بشكل تلقائي إلى تكريم هذه الطاقات، وتوفير الإمكانيات لها على قدر المستطاع. !
إلى جانب، هذا، يوشح جلالة الملك محمد السادس، في كل مناسبة وطنية، الشباب المغربي المخترع، وهو ما يشكل دافعا معنويا لباقي الطلبة، الذين يجتهدون في محاولة ابتكار واختراع أشياء جديدة، تنضاف إلى سلسلة الاختراعات السابقة للمغاربة.
واهتماما منها بالموضوع، تحاول بيان اليوم، طيلة أيام شهر رمضان، أن تقترب من هؤلاء المخترعين، واختراعاتهم الحديثة، بالإضافة إلى تتبع مساراتهم الدراسية، والجوائز التي حصدوها في مختلف الملتقيات الدولية، تعريفا منها بهذه الطاقات الشابة التي تستحق التشجيع والتنويه ودعمها معنويا، حتى تواصل مسارها في عالم الأبحاث العلمية بشكل ثابت.

أنيس كراما.. صاحب مقبس الكهرباء الذكي

أنيس كراما، مخترع مغربي، ابن العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، يبلغ من العمر 28 سنة، وهو حامل لشهادة مهندس دولة تخصص اتصالات، من جامعة الحسن الأول سطات، والاجازة في الهندسة الكهربائية من الجامعة نفسها، وشهادة البكالوريا شعبة العلوم والتقنيات الكهربائية، من ثانوية الخوارزمي، بالمدينة ذاتها.
المخترع المغربي، شارك في المسابقة الدولية للاختراع والابتكار في تورونتو الكندية، حيث حصل على الميدالية الذهبية، بمشروع “Ani-tech Smart plug”، والذي هو عبارة عن مقبس كهربائي ذكي، يمكن المستعمل من استخدام الكهرباء بكل أمان.
المقبس الكهربائي الذكي لصحابه كراما، يستطيع فحص سلامة الجهاز المربوط به قبل اتصاله بالكهرباء، كما أنه يعمل على حمايته من الصدمات الكهربائية، إذ يحتوي على نظام ذكي يستطيع التفريق بين الأجهزة الكهربائية، والإنسان.
والاختراع ذاته، يحمي المستهلك من الحرائق، الناتجة عن التماس الكهربائي، وذلك، من خلال نظام يمكن من مراقبة حرارة الجهاز الملحق به، وكذلك التيار المربوط به، لا سيما وأن عددا كبيرا من الأسر والعائلات على سبيل المثال بالمغرب، راحت ضحية التماسات الكهربائية.
وكان قد أوضح المهندس أنيس كراما، أن المقبس الكهربائي الذي اخترعه، يتصف بالذكاء، حيث يتصل بتطبيق على الهاتف المحمول، بيد أنه عندما يقع التماس كهربائي، يرسل بشكل مستعجل، رسالة إنذارية لصاحب المنزل يخبره بوقوع عطب ما في الجهاز.
وفيما يخص اشتغاله مع الهواتف واللوحات الذكية، أكد المخترع المغربي، أن المقبس يُمكن من شحنها بكل أمان، حيث يفصل الجهاز كهربائيا عند شحنه بالكامل، وكذلك عند إجراء أو استقبال مكالمة والجهاز على الشاحن.
وبخصوص حجم استهلاكه للكهرباء وطريقة مراقبته، أفاد أنيس كراما، أن المقبس يمكن المستعمل من تتبع استهلاكه للكهرباء في كل استخدام، وفي الوقت الواقعي، استنادا إلى مراقبته من خلال تطبيق ذكي في الهاتف المحمول.
وزاد شارحا، أنه ولحل مشكل الربط، يحتوي هذا المقبس على 5 في 1، حيث يكفي الضغط على واجهته لخروج مكعب يحتوي على 4 مقابس، من النظام نفسه و 4 وصلات “usb” لشحن الهواتف.
وأبرز المهندس والمخترع المغربي، كراما، بخصوص تتويجه بالميدالية الذهبية في المسابقة الدولية تورونتو، أنه جاء نتيجة لمجهود سنة ونصف من العمل على هذا المشروع، الذي حاول من خلاله حل مجموعة من المشاكل، التي يعانيها مستعملو الكهرباء.
ومن بين المشاريع التي اشتغل عليها أنيس كراما، نذكر، اختراعه لنظام ذكي يمكن من احترام قانون السير بطريقة أوتوماتيكية، حيث إن السيارة هي المتحكم في السرعة بناء على إشارات تحديد السرعة، وكذلك التوقف أمام إشارات التوقف.
بالإضافة إلى ابتكاره لنظام ذكي آخر يمكن إضافته في السيارة، حيث يسمح بالتطبيق الأوتوماتيكي لإشارات المرور دون تدخل السائق.
ويعتبر أنيس كراما من بين الشباب المخترع، الذي حمل راية المغرب، في أكبر المنتديات، معتزا بمغربيته ومكانة المبتكرين المغاربة في بلده، ومدى الاهتمام والمسايرة، التي يحظون بها، في مختلف اللقاءات الدولية، الخاصة، بمجال البحث العلمي. داعيا المبتكرين المغاربة، إلى إكمال المسيرة، ورفع علم المغرب عاليا.

> يوسف الخيدر

Related posts

Top