احتفى ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في دورته العاشرة، مساء الأربعاء الماضي، بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، بكل من الكاتب والمفكر عبد السلام بنعبد العالي والكاتب والروائي محمد عز الدين التازي.
ويعد ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، تظاهرة عربية كبرى تهدف إلى تسليط الضوء على المثقفين والكتاب والأدباء العرب الذين أسهموا في خدمة الثقافة العربية في العصر الحديث، من خلال برنامج تكريم تشرف عليه دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وبهذه المناسبة، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة – عبد الإله عفيفي، إن هذا الحفل يعد لحظة متميزة، خاصة وأنه ينظم بمدينة الرباط، التي تتجسد على أرضها قيم المحبة والإخاء، وتتجلى فيها أسمى صور ومعاني التسامح والتعايش، وتحتضن مشاريعا وأوراشا تنموية كبرى من الجيل الجديد.
وأضاف أن هذا الحفل يعد مناسبة للاحتفاء بالثقافة المغربية، من خلال تكريم رمزين من رموزها كتتويج لشراكة فاعلة، خلاقة ومتواصلة ما بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مهنئا بهذه المناسبة المتوجين بهذه الجائزة.
ونوه بهذه المبادرة التي بلغت دورتها العاشرة، والتي كرست اهتمامها بالاحتفاء بالمفكرين والمبدعين، وتكريم إنجازاتهم المرموقة وإسهاماتهم في بناء صرح ثقافة عربية عصرية، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك فإن وزارة الشباب والثقافة والتواصل لم تذخر أي جهد في الانخراط في مثل هذه المبادرات التي تسعى إلى إشاعة قيم التعاون والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية ودعم جهود العمل الثقافي العربي المشترك.
وبدوره، قال رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة عبد الله العويس، في كلمة له خلال هذا اللقاء، إن هذه المناسبة الثقافية تنعقد للمرة الثانية في المملكة المغربية، مشيرا إلى أن تعدد المناسبات الثقافية بين دائرة الثقافة في حكومة الشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، تمثل نموذجا للتعاون الثقافي العربي الذي نتج عنه العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة.
وأعرب عبد الله العويس عن اعتزازه بهذا التعاون من أجل تنظيم هذه الدورة الجديدة من ملتقى الشارقة ، لتكريم كل من الكاتب والمفكر عبد السلام بنعبد العالي والكاتب والروائي محمد عز الدين التازي تقديرا لعطاءاتهما وجهودهما في خدمة الثقافة العربية.
من جهته قال الكاتب والمفكر عبد السلام بنعبد العالي، في كلمة له خلال هذا الحفل، إنه يمكن اعتبار التكريم أخلاقيا محفزا على العمل والمثابرة، أو يمكن أن يعتبر اجتماعيا نوعا من أنواع الاعتراف، مشيرا إلى أن هذا الاحتفاء يكتسي أهمية لأنه يغدو وسيلة لإبراز أسماء فاعلة في مجال الثقافة من حين لآخر. واعرب عن شكره لدائرة الثقافة في حكومة الشارقة لأنها اقترحت إسمه من بين مجموعة من الأسماء التي تعمل في مجال من مجالات الثقافة المعاصرة.
أما الروائي محمد عز الدين التازي، فنوه في كلمة له بهذه المبادرة، وتحدث عن تجربته في مجال الكتابة، مستحضرا خمسين سنة من مساره الإبداعي المتواصل، حيث استلهم أعماله من الواقع، في صوره المتعددة والمتباينة ، في قالب إبداعي دون الوقوع في فخ الواقعية الفجة أو التسطيح أو الكتابة المناسباتية ، مشيرا إلى أنه كان يسعى إلى البحث عن رؤيا جمعية ثقافية، اجتماعية وسياسية تتأمل الحياة والموت والإنسان والكون.
وأضاف أن “الكتابة أصبحت عشقا ” ، معتبرا أنها تمثل “مساحة للحرية من خلالها ينفذ إلى فهم الواقع بتجلياته ومظاهره المتعددة “.
وتميز الحفل بتقديم الكاتب والمترجم محمد آيت حنا لشهادة في حق الكاتب والمفكر عبد السلام بنعبد العالي، حيث تحدث عن إسهاماته كمفكر ومترجم وفيلسوف، وما يميز مسيرته الأكاديمية وأعماله وكتاباته ومقاربته للفلسفة.كما تميز اللقاء، بتقديم الناقد نجيب العوفي لشهادة في حق الكاتب والروائي محمد عز الدين التازي، حيث تحدث عن غزارة إنتاجاته الأدبية التي تتميز بجودة أدبية ولغوية في الكتابة، معتبرا أنه كاتب عابر للأجيال، تعددت أعماله كقاص وروائي وناقد وباحث وكاتب لأدب الطفولة.
وقد توج الحفل بتسليم شهادة التكريم للمحتفى بهما.
ملتقى الشارقة الثقافي يكرم الأديبين عبد السلام بنعبد العالي ومحمد عز الدين التازي
الوسوم