من العربي بن مبارك إلى النصيري .. أسود الأطلس تواصل الزئير في عرين الليغا

أعاد التوهج اللافت الذي يبصم عليه حاليا الدولي المغربي يوسف النصيري في البطولة الإسبانية لكرة القدم إلى الواجهة قصة الحضور المتألق لـ “أسود الأطلس” منذ بداية منافسات الليغا، من خلال نجوم كبار يتقدمهم الجوهرة السوداء الراحل العربي بن مبارك مع أتليتيكو مدريد، وعبد الله الأنطاكي (مالغا) مع ملقة، ثم الحارس العملاق بادو الزاكي مع مايوركا، ويتواصل زئيرهم حاليا وبقوة في عرين الليغا من خلال المتألقين ياسين بونو و يوسف النصيري.
والواقع أن “الليغا”، وهي الجهاز المسير لكرة القدم الإسبانية، اعترفت بهذا الحضور في أكثر من مناسبة، وكان آخرها في شهر غشت الماضي عندما بثت عبر بوابتها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، شريط فيديو تحت عنوان “حقيقة لا مفر منها .. نجوم مغاربة شرفوا تاريخ الكرة العربية والإفريقية في الدوري الإسباني” يستحضر على مدى 3 دقائق و 54 ثانية، العطاء المتميز للدوليين المغاربة في الدوري الإسباني لكرة القدم.
قصة التألق المغربي في الليغا كتب فصولها الأولى الجوهرة السوداء الراحل العربي بن مبارك، حيث كانت تجربته الاحترافية الأكثر نجاحا في مسيرته الكروية رفقة أتلتيكو مدريد سنة 1949، إذ شكل أسطورة كرة القدم المغربية قوة هجومية ضاربة ساهمت في تتويج “الكولتشو نيروس” بلقبي الليغا لموسمي 1951 و1952 إضافة إلى كأس الملك سنة 1951، وتلخصت مساهمة بن مبارك مع ناديه الإسباني خلال تلك الفترة بتسجيله 56 هدفا خلال 113 مباراة في 5 مواسم قبل أن يعود مجددا لفرنسا سنة 1953.
وبعد ذلك شكل الدولي المغربي عبد الله الأنطاكي الملقب بـ “مالغا ” النسخة الثانية من العربي بن مبارك، إذ التحق سنة 1956 بغرناطة قادما من فريق سطاد المغربي، و لعب له لثلاثة مواسم، ليجاور في سنة 1959 ملقة، حيث قضى معه 13 سنة كلاعب، ثم تحول إلى مجال التكوين داخل النادي الذي قررت إدارته اعترافا بما أسداه اللاعب المغربي من خدمات لألوان الفريق وتكريما لعطائه وتخليدا لاسمه في السجل التاريخي للفريق، إطلاق اسمه على إحدى البوابات الرئيسية للملعب الرسمي للنادي المسمى “لاروزاليدا”.
الحضور المغربي في الليغا واصل توهجه في الثمانيات مع جيل قاده الحارس العملاق بادو الزاكي الذي احترف في ريال مايوركا وحقق معه نتائج جيدة، لعل أهمها التأهل لنهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخ النادي سنة 1990، ولمع اسم عميد مايوركا من خلال تصدياته المتعددة لضربات جزاء أشهر لاعبي كرة القدم الدوليين، وفي مقدمتهم الهولندي رولاند كومان واختير كأحسن لاعب أجنبي في الدوري الإسباني سنة 1986-1987، علاوة على إحرازه لقب أحسن حارس مرمى سنوات 1986-1987 و1988-1989 و1989-1990.
نفس العطاء والتوهج رافقا مسيرة صخرة دفاع “أسود الأطلس” الكابيتانو نور الدين نيبت في صفوف فريق ديبورتيفو لاكورونيا ابتداء من سنة 1996، حيث عاش معه لمدة ثماني سنوات أزهى فترات المجد الكروي، إذ خاض رفقته 260 مباراة سجل خلالها 15 هدفا متوجا حضوره الملفت بلقب البطولة الإسبانية سنة 2000، وبعدها بسنتين بكأس إسبانيا ، ليصنع إلى جانب مواطنيه مصطفى حجي وصلاح الدين بصير فرحة تاريخية لساكنة منطقة لاكورونيا الإسبانية.
وتحت شعار الاستمرارية في التألق، برز بعد ذلك جيل آخر من اللاعبين المرموقين ضم موحا اليعقوبي نجم أوساسونا ونبيل باها ونور الدين أمرابط والمهدي كارسيلا الذين جاوروا ملقة لفترات متقاربة، ثم يوسف العربي الهداف التاريخي لغرناطة في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم (2013-2017)، حيث سجل إجمالي 35 هدفا، ليتخطى رقم بورتا الذي كان قد سجل 34 هدفا بقميص الفريق، وهو الرقم الذي ظل محافظا عليه منذ 1975.
وحاليا، طفا على سطح كرة القدم الإسبانية اسما الثنائي المغربي ياسين بونو حارس المرمى المتألق، ويوسف النصيري المهاجم الهداف، حيث أضحيا بإجماع كبار المحللين الرياضيين الإسبان الورقيتين الرابحتين في يد مدرب اشبيلية جولين لوبيتيغي، على اعتبار أن بونو حقق نهاية استثنائية خلال الموسم الماضي كونه كان أحد مهندسي الفوز السادس لفريق إشبيلية بالدوري الأوربي ليتوج بذلك بنهائي بطولة أكثر من رائع بفضل أدائه المتميز ومهاراته الكبيرة، فيما يقود النصيري فريقه إلى حصد النتائج الإيجابية، بل أضحى إلى حدود الدورة 20 من الدوري الإسباني يعتلي صدارة هدافي الليغا إلى جانب المارد الأوروغوياني لويس سوارس مهاجم أتلتيكو مدريد ب 12 هدفا، متفوقا على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي صانع ألعاب برشلونة بفارق هدف واحد، فضلا عن أربعة أهداف أخرى وقعها في عصبة الأبطال الأوربية التي يتواجد ضمنها النادي الأندلسي في دور ثمن النهائي.

Related posts

Top