من يقرر في الأمور التقنية داخل الرجاء؟

يسابق مسؤولو فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، الزمن قصد الحسم في أقرب الآجال، في خليفة المدرب البلجيكي مارك فيلموتس المتخلى عنه، بعد شهرين فقط من التعاقد معه.
وطبيعي أن تتقاطر على إدارة الرجاء، مجموعة من السير الذاتية لمدربين مغاربة وأجانب، وطبيعي أيضا أن تكثر الاتصالات، سواء الهاتفية أو المباشرة، من طرف مجموعة من الوكلاء والسماسرة، بهدف فرض هذا الاسم أو ذاك، إلا أنه من غير الطبيعي أن تعيش الإدارة التقنية لناد كبير كالرجاء، فراغا مهولا، في مجال لا يتحمل الانتظار أو التأجيل.
أولا، ومن حيث التدبير السليم والهيكلة المبنية على أسس واضحة، من غير المقبول أن يجد الفريق نفسه أمام غياب بديل جاهز، لتحمل المسؤولية في انتظار التعاقد مع مدرب جديد، ومن المفروض أن يكون هناك مدرب مساعد، ضامن للاستمرارية، والاختيار هنا يجب أن يكون من طرف إدارة الفريق، ومن الأفضل أن يكون مغربيا، وليس أجنبيا يأتي به المدرب داخل حقيبته، يرتبط به مصيره، سواء في حالة البقاء أو الرحيل.
ثانيا، لابد من وجود إدارة تقنية بمسؤوليات واضحة ومحددة، مهمتها الإشراف على كل ما هو تقني داخل النادي، انطلاقا من الفئات الصغرى، مرورا بالمدرسة ومركز التكوين، وصولا إلى الفريق الأول، إدارة تقنية تشتغل باستمرار كفريق عمل، تتابع وتراقب وتخطط وتنفذ، وتعد تقارير وتحسم في الاختيارات التقنية، ويتم الرجوع للحسم في كل ما هو تقني.
وغياب إدارة تقنية بهذه الهيكلة والصلاحيات، لا يهم الرجاء فقط، بل يسري على الأغلبية الساحقة للأندية الوطنية، حيث يفضل الرؤساء الانفراد بكل السلط والصلاحيات، لأسباب لم تعد تخفى على أحد.
بالنسبة للرجاء، يقال إن المكتب المسير يستعين حاليا بلجنة مؤقتة، مكونة من لاعبين سابقين، لها مهام محددة في الزمان والمكان، تناقش السير الذاتية المعروضة، وبعد الحسم في الاختيار، سيتم حلها تلقائيا، مع توجيه كلمة الشكر على “الخدمة” التي أسدتها.
هكذا تتم الأمور داخل فريق يجر وراءه تاريخا كبيرا، وتسانده قاعدة جماهيرية عريضة بالداخل والخارج، إلا أن ناد بهذه القيمة، وهذه الحمولة التاريخية، لم يتحول للأسف إلى مؤسسة قائمة الذات، على غرار الأهلي والزمالك، وبعض الأندية التونسية، والقياس هنا عربي، حتى لا نبالغ بالمقارنة بأوروبا والعالم.
ننتظر الحسم في اختيار خليفة فيلموتس، ونترقب معرفة المقاييس التي سيبنى عليها هذا الاختيار، لأن الإشكال الحقيقي يكمن في غياب المنطلقات الصحيحة التي تمكن من الحسم، والتقليل من هامش الخطإ، لأن المعضلة الكبرى تكمن في تكرار نفس الأخطاء التي تقود حتما إلى نفس النتائج …

محمد الروحلي

Related posts

Top