تحتضن ورزازات حاليا فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح.
وتقترح الدورة الحادية عشر لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح بورزازات، التي تنظمها جمعية فوانيس ورزازات، خلال الفترة الممتدة إلى 31 مارس الجاري، مجموعة من الفقرات الفنية والتكوينية المتنوعة.
وتم خلال هذا الافتتاح، الذي عرف حضور عامل إقليم ورزازات، السيد عبد الرزاق المنصوري، ورؤساء الجماعات المحلية بالإقليم، وفعاليات ثقافية من جهة درعة-تافيلالت، تقديم وصلات موسيقية من قبل فرقة سفر لموسيقى العالم، وإحدى الفرق الموسيقية الافريقية، وعرض كوميدي للفنان المغربي سفيان نعوم.
وأكد مدير المهرجان، اسماعيل الواعرابي، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان “خطوة أخرى بعد عشر سنوات من الإصرار على مواصلة التنوير المستند إلى مرجعية فكرية غايتها تحقيق نهضة ثقافية وترسيخ الإيمان بالتنمية الحقيقية التي تتخذ من الفنون أداة الإقناع والإقلاع والارتقاء”.
وأبرز الواعرابي أن القائمين على هذا الموعد الثقافي “ملحون على الابتعاد عن كل السبل المؤدية إلى الارتزاق بالتنمية الثقافية ابتعادا تفرضه سلطة الجمال ونقاء الفن”.
وقال مدير المهرجان في الكلمة، التي عنونها برسالة أماناي، “نستطيع أن نستشعر كم هو عظيم هذا الفن وكم يمتلك من سحر في تآلف القلوب”.
وقدمت بالمناسبة الفرق المسرحية الست المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، التي ستتنافس على نيل سبع جوائز، وكذا أعضاء لجنة التحكيم والبرنامج العام لهذه التظاهرة.
ويشمل برنامج المهرجان تقديم عروض مسرحية شرفية، ضمنها مسرحية “شابكة” لفرقة الأوركيد بني ملال، ومسرحية كاموفلاج لفرقة فوانيس المسرحية، فضلا عن عروض تتوزع ما بين مسرح الطفل ومسرح الشارع، كمسرحية “كوالة بنادم” لفرقة مسرح النون والفنون من المغرب، ومسرحية “لحبل والسطل” لفرقة نادي خشبة الحي من المغرب، ومسرحية “أبسايد داون” لفرقة (تياتر ستوديو) من روسيا.
وتم استعراض أهم الفرجات الفنية التي سيعرفها المهرجان التي تتنوع بين التراث والتشكيل والرسم السريع والموسيقى والكوميديا والحلقة والتماثيل الحية، إضافة إلى معرض المكياج، ينشطها الفنان الكوميدي سفيان نعوم، والفنان عبد الإله أمال المعروف بلمسيح، وفرقة (سي إس إس باليت 225) للرقص الإفريقي من الكوت ديفوار، والفنان فهد شطينة، والفنان عماد بشار، والفنان التشكيلي يونس بنسعمر، وفرقة سفر لموسيقى العالم والفن المسرحي بورزازات، وفرقة أحواش ورزازات، وفرقة دق السيف المهدية بزاكورة، وفرقة رقصة النحلة قلعة مكونة.
ويتضمن برنامج المهرجان أيضا تنظيم ندوة حول موضوع “رهانات وجماليات الفرجة المسرحية الجديدة”، بمشاركة أساتذة باحثين ومهتمين بالشأن الثقافي، وعقد جلسات تقييمية ونقدية بعنوان “الرؤى الفنية للعروض المسرحية.. سبل أخرى للنقاش والتطوير”، تسعى إلى مقاربة العروض المسرحية المشاركة من وجهة نظر فنية.
ويقترح المنظمون ورشات تكوينية تروم إغناء الرصيد المعرفي للشباب حول مواضيع “السينوغرافيا”، وإعداد الممثل، و”الحلقة والحلايقي”، و “الارتجال المسرحي” و “الماكياج المسرحي”، و”المسرح كأداة لتعلم اللغة الأجنبية (الانجليزية نموذجا)”، و”تقنية اللعب بالأكسيسوار، والارتجال والتعبير الجسدي”، و”مسرحة المناهج”.
كما تتميز فقرات هذه التظاهرة بتنظيم رواق للفن التشكيلي للفنان محمد ملال، وعرض في الماكياج الفني للفنانة ايمان مطيع، وعرض للتماثيل الحية للفنان ياسين مختوم.
ويقام على هامش المهرجان معرض للكتاب المسرحي، يضم منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وإصدارات الباحثين الحاضرين في الدورة، وكذا توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية.
مسرحية “شابكة”
قدمت فرقة الأوركيد، عرضها المسرحي “شابكة” المقتبس من نص مسرحية “على باب الوزير” للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد، وذلك ضمن فقرات افتتاح المهرجان الذي يسعى إلى “ترسيخ الثقافة المسرحية مشاهدة وممارسة وبحثا، والانفتاح على تجارب مسرحية متنوعة دوليا ووطنيا، وإكساب المسرح المكانة اللائقة به ضمن خريطة الفنون النشيطة بجهة درعة-تافيلالت، وكذا التعريف بالتجربة المحلية في الميدان المسرحي”.
ويندرج عرض هذه المسرحية، التي تحظى بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، في إطار الاحتفال بالتراث الموسيقي الملتزم باقتباس وتوظيف أغاني مجموعة المشاهب.
وتحكي المسرحية حياة أسرة تتكون من الأب (عبد الله شيشة)، وهو موظف متقاعد منهك بمتاعب الحياة، ويحاول جاهدا التغلب على مصاعبها، والأم المعلمة المتقاعدة (حنان خالدي) التي تتسم تصرفاتها بالصدق، والابن (نبيل البوستاوي) الذي تتغير مواقفه وفقا للمستجدات.
وتعيش هذه الشخصيات الثلاث على صراعاتها الروتينية، في سخرية من الحياة، بين متشبث بالمبادئ ومتطلع لحياة أفضل مهما كانت الظروف والأحوال.
وتعتبر مسرحية “شابكة” من بين الأعمال الفنية التي اختارتها فرقة الأوركيد لتبصم بها تجربتها الاحترافية على خشبة المسرح.
وقد قام بإخراج المسرحية، التي تنضاف إلى مجموعة من أعمال فرقة “الأوركيد” من بينها “لن أنساك أيتها العقارب”، الفنان أمين ناسور.
جائزة التأليف المسرحي
عادت جائزة المسكيني الصغير للتأليف المسرحي، التي يمنحها مهرجان “أماناي” الدولي للمسرح، إلى المؤلف المسرحي سعيد موزون.
وسلمت لسعيد موزون هذه الجائزة بمناسبة افتتاح المهرجان.
وحصل المسرحي سعيد موزون، وهو أستاذ للغة العربية بأكدز ويتابع دراساته في الماستر المتخصص في المرح وفنون الفرجة بالرشيدية، على جائزة المسكيني الصغير للتأليف المسرحي، في دورتها الثانية، عن نص مسرحي بعنوان “باقة ورد للجنون”.
ويؤكد المنظمون أن هذه الجائزة تأتي لتشجيع الشباب على اقتحام عالم الكتابة المسرحية والارتقاء بها وتقييمها، مشيرين إلى أنها تشكل “فرصة للتنافس الشريف في مجال يتسم بالجمال وتختلف معايير تقييمه”.
وتم اختيار اسم المسكيني الصغير لهذه الجائزة في إطار الاحتفاء “بما أسداه للمسرح المغربي من عطاء متفان ونضال فني مستمر أغنى الساحة الفنية والخزانة المغربية بالعديد من العطاءات”.
ويعتبر المسكيني الصغير من كتاب المسرح المرموقين على المستوى العربي والمغربي، وتعود تجربته إلى عدة عقود، حيث بدأ نشر إسهاماته الثقافية في سنة 1960، وانضم في سنة 1965 إلى اتحاد كتاب المغرب.
وسبق للمسكيني الصغير، الذي يتوزع إنتاجه الثقافي بين القصة والمسرح والشعر، أن ساهم في تأسيس مركز المسرح الثالث والأبحاث الدرامية، وأشرف على إدارة مجلة “المدينة” وتأليف مسرحيات مثل “سرحان” و”العقرب والميزان”، و”ست مسرحيات للطفل”، و”رجل اسمه الحلاج”.