مهرجان مكناس الخامس للدراما التلفزية ينطلق اليوم

احمد سيجلماسي
ينطلق اليوم بمكناس « مهرجان الدراما التلفزية «  المهرجان الذي كان يعقد في السابق تحت مسمى « مهرجان الفيلم التلفزيوني « ، وذلك لفسح المجال في وجه أجناس درامية أخرى للعرض والتباري إلى جانب جنس « الفيلم التلفزيوني « ، الذي تم التركيز عليه وحده في الدورات السابقة . وحسب مدير المهرجان الممثل محمود بلحسن ، في ندوتين صحافيتين ، نظمت الأولى ببيت الصحافة بطنجة صباح الأحد 28 فبراير الماضي على هامش الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم ، ونظمت الثانية بمكناس مساء الجمعة 11 مارس الجاري ، يتضمن برنامج الدورة الخامسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، المنظم في الفترة من 18 إلى 23 مارس الجاري بالمركز الثقافي محمد المنوني والقاعة الكبرى للمعهد الفرنسي ، فقرات متنوعة نذكر منها بالأساس : مسابقة للأفلام التلفزيونية تشارك فيها ثمانية أفلام من إنتاج القناتين الأولى والثانية هي « شهادة حية « لسعيد آزر و « سوء فهم « لياسين فنان و « صمت الذاكرة « لعبد السلام الكلاعي و « البهلوان « لمحمد الشريف الطريبق و « نهار زوين « لهشام العسري و « حفيد الحاج « لرشيد الوالي و « ليلة العمر « ليونس كنبوج وبشرى بلواد و « جنب البحر « لمراد الخودي ، وأخرى للمسلسلات المغربية تشارك فيها أربعة مسلسلات هي « دار الضمانة « لمحمد علي المجبود و « مقطوع من شجرة « لعبد الحي العراقي و « حميمو « لزكية الطاهري وزوجها أحمد بوشعالة و « حبال الريح « لإدريس الروخ ، وتكريمين لكل من الممثل محمد رزين والممثلة زهور السليماني ، وورشة تكوينية في تقنيات كتابة السيناريو يؤطرها الروائي والسيناريست المعروف عبد الإله الحمدوشي ، وندوة حول موضوع « قانون المهن الفنية وأثره على الإنتاج الدرامي « ، وصبحية للأطفال …
تتبارى الأعمال الدرامية المغربية على ست جوائز: الإخراج والسيناريو والتشخيص ذكورا وإناثا وأحسن فيلم وأحسن مسلسل ، أمام لجنة تحكيم تترأسها كاتبة السيناريو والمخرجة السينمائية والتلفزيونية فريدة بنليزيد وتضم في عضويتها إلى جانبها الممثلة خديجة أسد والممثلين ياسين أحجام والمصري عبد العزيز مخيون والدكتور أحمد بدري ، مدير سابق للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط .
وفي إطار انفتاحه على الدراما التلفزيونية العربية تستضيف دورة 2016 لمهرجان مكناس الشقيقة الأردن ، كضيف شرف ، حيث سيحل ببلادنا وفد رسمي يمثل قطاع التلفزيون الأردني وضمنه ثلة من الفنانين ، كما ستعرض في حفل الإفتتاح الحلقة الأولى من مسلسل « بوابة القدس « للمخرج رضوان شاهين . وفي إطار الشراكة التي تجمع مهرجان مكناس بتلفزيون أبو ظبي ستتم برمجة حلقات من مسلسلي « العراب « لحاتم علي و « الأخوة « لأحمد يعقوب المقلة ، وهما من إنتاج الإمارات العربية المتحدة .
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان مكناس للدراما التلفزية ينظم سنويا ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، من طرف جمعية العرض الحر ، بتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية وبشراكة مع مجلس جهة فاس – مكناس و الجماعة الحضرية للعاصمة الإسماعيلية .

تكريم الممثل  محمد رزين :
 
محمد رزين من الممثلين المغاربة الكبار الذين لم تتح لهم فرص كثيرة ، في الدراما  الوطنية ، لإظهار إمكانياتهم الهائلة في تشخيص مختلف الأدوار البسيطة والمركبة . فرغم ظهوره المبكر على شاشة التلفزيون المغربي ، بعد سنوات قليلة من انطلاقة هذا الأخير في الستينات من القرن الماضي ، في أعمال كانت تبث آنذاك بشكل مباشر ، ورغم وقوفه أمام كاميرا السينما لأول مرة في فيلمي « القنفودي « ( 1978 ) لنبيل لحلو و « السراب « ( 1979 ) لأحمد البوعناني ، ورغم الرصيد المحترم من الأعمال المسرحية التي شارك فيها منذ مرحلة الهواية ( من 1962 إلى 1968 ) مرورا بمرحلة التكوين بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص والفن المسرحي بالرباط ثم التدريس به والإنخراط في أنشطة فرقة « القناع الصغير» و فرقة المسرح الوطني محمد الخامس وغيرهما من الفرق المسرحية الأخرى وصولا إلى الإنفتاح على تجارب المخرجين المسرحيين الشباب أمثال فوزي بن السعيدي في مسرحية « الفيل « وغيره ، لم يتم استغلال وتوظيف قدرات هذا الممثل القدير الهائلة في التشخيص بالشكل والحجم المطلوبين في السينما والتلفزيون والمسرح  .
تجدر الإشارة إلى أن الممثل المتميز محمد رزين ( 70 سنة ) شارك في أكثر من  ثلاثين عملا سينمائيا وتلفزيونيا أجنبيا صورت بالمغرب ، نذكر منها على سبيل المثال أفلام « ألف ليلة وليلة « ( 1990 ) المخرج الفرنسي الراحل فيليب دوبروكا و « مولود في مكان ما « (2013) للفرنسي من أصول جزائرية محمد حميدي و» صورة مجسمة للملك « (2014) من بطولة الأمريكي طوم هانكس وإخراج الألماني توم تيكفر  وسلسلة « الإنجيل «كلها تقريبا …  
أما تجربته مع السينما المغربية فعمرها يقارب أربعين سنة انطلقت مع أول فيلم روائي طويل لنبيل لحلو ولازالت مستمرة إلى وقتنا الحالي . أهم مكونات فيلموغرافيا محمد رزين السينمائية في شقها المغربي نستعرضها كرونولوجيا كما يلي :
القنفودي ( 1978 ) لنبيل لحلو ،السراب (1979 ) لأحمد البوعناني ،ليلة القتل ( 1992 ) لنبيل لحلو ،كنوز الأطلس ( 1997 ) لمحمد أومولود عبازي ، مكتوب ( 1997 ) لنبيل عيوش ،كيد النساء ( 1999 ) لفريدة بنليزيد ،عطش ( 2000 ) لسعد الشرايبي ، الدار البيضاء يا الدار البيضاء (2002)لفريدة بنليزيد ،خربوشة ( 2008 ) لحميد الزوغي ،الخبز المر ( 2008 ) لحسن دحاني ، أكادير إكسبريس (2015) ليوسف فاضل …
هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال التلفزيونية كفيلم « آخر طلقة « (1995) لعبد الرحمان مولين  ومسلسلات» جنان الكرمة « لفريدة بورقية و « خلخال الباتول « لجمال بلمجدوب و « صالون شهرزاد « (2012) من إخراج المصري أمير رمسيس و « دار الضمانة « (2015) لمحمد علي المجبود و « مقطوع من شجرة « (2015) لعبد الحي العراقي …
إن تكريم محمد رزين ، في افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية مساء الجمعة 18 مارس الجاري، بعد تكريمه سابقا بالملتقى السينمائي التاسع لمشرع بلقصيري سنة 2015 وبالملتقى الوطني الرابع لسينما القرية بزرهون سنة 2008 وغيرهما ،  يمكن اعتباره تكريما لجيل من الفنانين الرواد الذين ساهموا في الدفع بعجلة الدراما المغربية إلى الأمام محققة بفضل مجهوداتهم تراكما يمكن الإعتزاز به .

تكريم الممثلة زهور السليمانيSans titre-2المشهورة بلقب ”فليفلة” أبانت عن موهبة متميزة في المسرحمن خلال عدة مسرحيات مع أشهر الفرق المسرحية بالمملكة :
مسرحية «اولاد اليوم»، «جدار الخوف» لعبد العضيم الشناوي، «النور و الديجور» للطيب الصديقي، «انسيب الوزير» لميلود الحبيشي؛ كما شاركت في أشهر المسلسلات من بينها «عز الخيل امرابطها»، «خمسة و خميس»، «ستة من ستين» لفريدة بورقية، «الدار الكبيرة» لحميد الزونجي، «اولاد الناس» لفريدة بورقية. كما سطع نجمها في السينما بالمشاركة في العديد من الأفلام السينمائية الأجنبية «شوف شوف حبيبي»، «البحث عن سارة» فضلا عن العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل ، «الورطة» لمصطفى الخياط، «طفولة مغتصبة»، «عبرو في صمت»، «سارق الأحلام» لحكيم النوري و «الزفت» للطيب الصديقي.
وقد جاء في بلاغ المنظمين أنه في عالم اليوم، حيث  تلعب الصورة دورا مركزيا في صنع الحدث، وهي حاملة للمعرفة والثقافة والتاريخ. ومنذ ظهور التلفزة إلى اليوم، استطاعت هذه الأداة أن تكون حاضرة في حياة الإنسان والشعوب، وأن تمارس تأثيرا قويا على مشاعر وعقول الناس، ومن هنا كان اختيار محور (صورة المغرب والمغربي في الدراما التلفزية ). فكيف تحضر صورتنا في هذا التخييل الدرامي؟ هل تعبر عن واقع معيش؟ أم عن واقع مفترض؟ هل تسوق لصورة نموذج؟ أم تعبر عن صورة – حلم؟
وباختصار، هل إبداعنا الدرامي وصل إلى أن يخلق ما يمكن أن نسميه بالشخصية المغربية؟

Top