تقام يومي الثلاثاء والأربعاء مباراتا نصف نهاية كأس العرش لكرة القدم عن موسم 2020-2021، وهو موعد سنوي مؤجل بسبب تراكم الاستحقاقات، وما ترتب عن ظروف وباء كورونا الطاحنة.
وحسنا عملت إدارة الجامعة، بعدما برمجت المباراتين معا بملعب فاس، خروجا عن المألوف، وتقديرا لأهمية إعطاء الفرصة لباقي المدن، قصد احتضان المواعيد الكبرى، ولعل أبرزها مسابقة كأس العرش، لما لها من رمزية ودلالات عميقة، وبعد وطني لا تخفى قيمته على أحد.
يلتقي يوم الثلاثاء فريقا نهضة بركان ويوسفية برشيد في مباراة المتناقضين، فالفريق الأول احتل رتبة متقدمة بالبطولة الوطنية، كما استطاع التتويج على الصعيد القاري، بالفوز بكأس الاتحاد الإفريقي، بينما حكم على الفريق الحريزي بمغادرة القسم الأول، بعد خمس مواسم من تحقيق الصعود.
صحيح أن الظروف المختلفة بين الفريقين، سيكون لها تأثير بالغ على مجريات المواجهة، إلا أن التجربة علمتنا أن الطموح والرغبة في تجاوز الصعاب كثيرا ما ألغت الكثير من الفوارق، وساهمت في إحداث التوازن المطلوب، مع العلم أن عدم استقرار الأداء بالنسبة لفريق عاصمة الليمون طيلة الموسم، يمكن أن يلعب لصالح الخصم صاحب الإمكانيات المحدودة، والذي يعيش وضعا صعبا من جراء السقوط للقسم الثاني، وتوقيف رئيسه نور الدين البيضي لمدة أربع سنوات.
بالنسبة للمواجهة الثانية، والتي ستجمع فريق الوداد البيضاوي بالفتح الرباطي، فتبدو أكثر قوة وندية وإثارة، خاصة وأنها تجمع بين فريق تألق قاريا ووطنيا، ويسعى لتحقيق ثلاثية تاريخية، في مواجهة فريق حقق مسارا متميزا خلال النصف الثاني من الموسم، توجهه بالوصول للمربع الذهبي، على أمل إنقاذ موسمه، متسلحا بطموح مدريه وخبرته الميدانية، وعنفوان لاعبيه الشباب.
وما يعطي أهمية لهذا الموعد وجود طرفين تألقا على الصعيد القاري، في مواجهة ناديين يطمحان لإنقاذ موسهما، وعدم الخروج خاويي الوفاض.
المؤكد أن المباراتين ستعرفان حضورا جماهيريا ملحوظا، خاصة المباراة الثانية، حيث ضرب جمهور الوداد كالعادة موعدا للتألق والإبهار، وتخصيص مساندة مطلقة للاعبي فريقه، وهذا العامل المحفز، أخذه بعين الاعتبار المدرب جمال السلامي، حتى لا يتأثر لاعبوه الشباب، بوجود جمهور لا يعرف المستحيل…
مربع ذهبي يعد بالكثير من الندية والصراع الرياضي، دون الغاء عنصر المفاجاة، كما عودتنا على ذلك مسابقة الكأس…
>محمد الروحلي