موكب الشموع بسلا.. احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف

كان لساكنة مدينة سلا يوم السبت الماضي موعد مع موسم الشموع الذي يخلد الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، ويجسد تشبث الساكنة بعادات وتقاليد دأبت على الاحتفال بها منذ قرون.
وجاب موكب الشموع، الذي انطلق بعد صلاة العصر من باب بوحاجة وصولا إلى ضريح سيدي عبد الله بن حسون، أهم شوارع المدينة، حيث تابعه جمهور غفير اصطف على امتداد مسار الموكب، والذي تميز بمشاركة مجموعات فولكلورية قدمت من كافة أنحاء المملكة.
وتشكل هذه التظاهرة، التي نظمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ذكرى سنوية يعمل الحسونيون على تنظيمها وصيانتها كونها موروث ثقافي تركه لهم السلطان أحمد المنصور الموحدي منذ الدولة السعدية بالمغرب بعدما احتفل به عقب انتصار المغرب في معركة وادي المخازن التي شارك فيها القطب “عبد الله بن حسون” كي يصبح منذ ذاك الحين الحسونيون أمناء على هذا الشكل الاحتفالي البهيج.
كما تميز هذا الحفل بحضور فرق تراثية عديدة من مختلف مناطق المملكة منها عيساوة وكناوة وعبادات الرمى ودقة المراكشية والطقطوقة الجبلية وأحواش إلى جانب رقصات قدمها مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء حضرت جميعها لإحياء تظاهرة تاريخية يسميها ساكنة مدينة سلا بـ”دور الشمع”.
وتستقطب هذه التظاهرة، والتي تتميز بها مدينة سلا، عددا متزايدا من الزوار والسياح الأجانب، في احتفال يعكس تاريخا يحفل بالتقاليد العريقة للشرفاء الحسونيين.
وبهذه المناسبة، أبرز منسق التظاهرة، عبد السلام البكاري، الخصوصيات المميزة للاحتفال بهذا الموسم، الذي ينظم سنويا منذ أربعة قرون من طرف الشرفاء الحسونيين، والذي يتخذ أبعادا دينية وفنية وثقافية.
وقال البكاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “موكب الشموع من السنن الجميلة والحميدة التي تسنها مدينة سلا والشرفاء الحسونيون، والتي تمتد جدورها إلى سنة 1578 على يد أحمد المنصور الموحدي”.
وأضاف أن “الموسم يستهل بعرض شموع يصل وزنها إلى 50 كلغ، باعتبارها شموع تختلف عن الشموع العادية مصنوعة من الخشب السميك ومغلفة بالورق الابيض ومزينة بأوراق الزهر، حيث أن شكلها يهدف من خلاله إلى الحفاظ على الثراث الاسلامي، والهوية والعمارة الإسلامية”.
من جهته، أبرز نقيب الشرفاء الحسونيين، عبد المجيد الحسوني، أهمية هذا الحدث المنظم هذه السنة تحت شعار ” مغرب الإبداع والعرفان والقيم الإنسانية”، بهدف نشر القيم والمبادئ الإسلامية.
وأوضح أن هذا التقليد يعكس في عمقه الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للتراث المادي واللامادي للمملكة.
ويتميز برنامج موسم الشموع تنظيم حفلات من التراث الموسيقي الأصيل، بالإضافة إلى ندوات.

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top