إذا كان هناك لاعب استحوذ على القدر الأعظم من الاهتمام أثناء بطولة كوبا أمريكا، فهو بالقطع ليونيل ميسي، الفائز بلا ألقاب، والذي احتفى به الجمهور البرازيلي ومشجعو الفرق المنافسة.
ففي غياب نيمار، أصبح ميسي هو النجم الأبرز في نسخة حافلة بالمفاجآت من كوبا أمريكا حيث شهدت خروجا مبكرا لنجوم مثل الأوروغوانيين لويس سواريز وإدينسون كافاني والكولومبي خاميس رودريغيز، وانتهت بالنسبة للبرغوث هو الآخر على نحو غير عادل بالنسبة له.
وصل ميسي إلى البرازيل في موقف لا يحسد عليه حيث كان مطالبا بالفوز بكوبا أمريكا مع فريق تحوم حوله الشكوك ومدرب لا يتمتع بالخبرة.
وغادر نجم “ألبيسيليستي” دون أن يحصد اللقب، رغم شعوره بالانتصار نظرا لأنه كان محط الأنظار طوال مدة البطولة.
فقد نال صاحب القميص رقم 10 قدرا هائلا من الإطراء، بدء من مدرب البرازيل تيتي الذي قال إن “ميسي لا ينتمي لكوكب الأرض”، والفنزويلي رافائيل دوداميل “فاز باللقب أم لا مع الأرجنتين، فهو أفضل لاعب في التاريخ”، ومدافع الـ(سيليساو) تياغو سيلفا الذي اعتبر أنه “الأفضل في التاريخ”.
أما في الشارع فقد كان التقدير أكبر رغم أنه يلعب في صفوف الغريم اللدود للبرازيل، لكن ميسي يعد مثلا أعلى في كبرى دول أمريكا الجنوبية، لذا كان يقابل دائما بترحاب كبير من قبل الجمهور لدى وصوله إلى كل فندق أو معسكر تدريب أو ملعب أو حين يذكر اسمه في الإذاعة الداخلية أثناء المباريات، بل وحتى حين تعرض للطرد أمام تشيلي.
ووصل الأمر لدرجة أن توجه عدد من البرازيليين إلى ملعب مينيراو بقميص “راقصي التانغو” رقم 10 في يوم مباراة الفريقين في نصف النهائي.
محاطا بمجموعة من اللاعبين الشباب الذين يكنون له إعجابا وكذلك المخضرم سيرخيو أغويرو، أصبح ميسي المتحدث الرسمي ومصدر الحافز المعنوي للأرجنتينيين.
وللمرة الأولى في مسيرته، وافق ميسي على الإدلاء بتصريحات عقب كل لقاء. في البداية للدفاع عن عمله مع المنتخب، ثم لاحقا من أجل التحقق من حالة الملاعب، وأخيرا للتنديد بما اعتبره مؤامرة لتسهيل حصول البرازيل على اللقب.
وفتح نجم برشلونة الإسباني النار على التنظيم وتقنية حكم الفيديو (فار) واتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول). كانت رسالته ذات صدى واسع للدرجة التي أجبرت الاتحاد على إصدار بيان للرد على ما صرح به ميسي.
ورغم عدم وصوله حتى للنهائي، خلافا لما حدث في النسختين الماضيتين، أنهى ميسي البطولة مزيلا كل الشكوك حول استمراره مع منتخب بلاده حيث لم يعد أحد يشكك في مسألة تفانيه والتزامه.
ميسي .. النجم الفائز بلا ألقاب في كوبا أمريكا
الوسوم