نبيل بنعبد الله يؤكد أن حزب التقدم والاشتراكية وشبيبته سيظلان يرفضان أنواع الاستغلال التي تتعرض لها الشعوب

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن حزب “الكتاب” وشبيبته الاشتراكية سيظلان يحملان القيم والمبادئ والتوجهات القائمة على الانفتاح والتضامن والأخوة والتفاهم ونبذ الخلافات ومواجهة جميع أنواع الاستغلال التي يمكن أن تتعرض لها الشعوب، والمناهضة لكل ما يمكن أن يؤثر سلبا على المسار المشترك للإنسانية جمعاء.
وأضاف بنعبد الله الذي كان يتحدث خلال افتتاح النسخة الأولى من الملتقى الدولي للشباب الذي احتضنته مدينة طنجة، من الجمعة إلى غاية أمس الأحد، أن هناك حاجة حقيقية لتجاوز النزعة الفردانية نحو العمل المشترك والتعاون والتفاهم.
وسجل بنعبد الله، في كلمته أمام عشرات الشباب من عدد من الدول تمثل القارات الخمس، أن هناك مجموعة من التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم والتي تبرز الصراع نحو السيطرة والسيادة الاقتصادية لدى بعض الدول وخصوصا الكبرى منها على حساب الدول الأخرى.
وعاد بنعبد الله للوقوف على ما تركته جائحة كورونا من مشاكل اقتصادية واجتماعية عالمية، حيث قال إن الجائحة عرت على الآثار المدمرة للخلافات والصراعات مقابل ضرورة التعاون والتآخي.
وشدد بنعبد الله على أهمية العمل المشترك بين مختلف المجتمعات لتجاوز الآثار السلبية التي تركتها الجائحة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، والتي أثبتت، وفق تعبيره “فشل النماذج الليبرالية الرأسمالية في إيجاد الحلول المناسبة للشعوب”.
ويرى زعيم حزب التقدم والاشتراكية أن الشباب في مختلف دول العالم جدير بتحولات إيجابية تعطيه المكانة التي يستحق وتعطيها عالما خاليا من الصراعات والخلافات، وعالم تسوده قيم التآخي والتآزر والتضامن لمواجهة التحديات المشتركة.
وجدد المتحدث التأكيد على أن العالم عرف انتكاسة في المبادئ والقيم ورجع لنفس النزعات والتوجهات كأنه لم يعش الجائحة بآثارها وانعكاساتها، منبها إلى خطورة تنامي هذا الوضع الخطير الذي يدق ناقوس الخطر بمختلف الدول، خصوصا في ظل احتمالية أن تعود هذه الجائحة واحتمالية تفشي أوبئة أخرى.
وأبرز الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن هذه التحولات السلبية تجعل الجميع معنيا نأن بمصير ومسار هذا العالم بمختلف أقطاره، وتفرض على جميع القوى الديمقراطية والشبابية أن تواجه الوضع وأن تواجه نوعا من اللامبالاة للقوى الكبرى.
في هذا السياق دعا بنعبد الله الشباب إلى الانخراط في النقاشات السياسية وفرض الذات في مختلف المجتمعات من أجل مواجهة هذا المد من التحولات التي تعصف بالعالم وتزيد من مشاكله.
كما دعا بنعبد الله إلى تقوية الفضاء الديمقراطي من خلال مشاركة فاعلة للشباب تقطع حالة الضبابية ومشكلة الديمقراطية التمثيلية في العالم، مشددا على ضرورة إعادة الأمجاد للفضاءات السياسية الشبابية من خلال الحضور والمشاركة وتكثيف التعاون، مذكرا بالتجربة المغربية التي قادها مناضلات ومناضلون طيلة العقود الماضية، والتي دافعوا من خلالها على قضايا بارزة في محافل دولية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة وقضايا الديمقراطية وغيرها من القضايا الأساسية.
في هذا الصدد، لفت بنعبد الله إلى الإجماع العربي والمغاربي في محافل عالمية ودولية على القضية الفلسطينية التي قال إنها شكلت على الدوام نقطة للتلاقي والنضال المشترك للشباب العربي والمغاربي في مختلف المحافل.
وأكد زعيم حزب “الكتاب” في هذا الصدد، أن حزب التقدم والاشتراكية وضع اهتمامات كثيرة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددا على أنه سيظل عبر مختلف هيئاته، في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني التي يهضمها الاحتلال.
وتوقف المتحدث عند الأوضاع المأساوية التي تعيشها فلسطين في ظل إرادة دولية غربية بالأساس تسعى إلى طمس القضية كي لا تحتل الواجهة الإعلامية والسياسية، موضحا أن هذا التعتيم يكشف الوجه الحقيقي للقوى الغربية ومعايير تصنيفها للأمور، إذ كان من الأولى، وفق تعبيره، أن يحاكم قاتل الصحفية شيرين أبوعاقلة أمام المحكمة الدولية.

في هذا الإطار، قال بنعبد الله “علينا جميعا كديمقراطيين أن نعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة وأن نستمر وأن نحيي هذه الشعلة ونواصل هذا النضال حتى تنتصر فلسطين وأن يتم إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
جمال الشوبكي: القضية الفلسطينية مركزية بالنسبة شعوب المنطقة وللإنسانية جمعاء
من جانبه، قال جمال الشوبكي سفير فلسطين بالمغرب إن القضية الفلسطينية تشكل قضية مركزية بالنسبة للإنسانية وشعوب المنطقة، منوها بالملتقى الدولي الأول للشباب الذي احتضنته مدينة طنجة والذي احتفى بفلسطين.
وتابع الشوبكي أن هذه الدينامية تؤكد أن الجيل الصاعد من الشباب بمختلف الدول يؤمن بالقضية الفلسطينية وأنه سيظل حاملا لها، عكس ما يريده الاحتلال الذي قال إنه يسوق الأكاذيب ويزو التاريخ.
ولفت سفير فلسطين بالمغرب إلى أن الاستقرار والسلام بالعالم لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود احتلال إسرائيلي يقوم على أساس التمييز العنصري وتعميق الأزمات ومحاصرة قطاع غزة وباقي المدن الفلسطينية المحتلة، وكذا اغتصاب المزيد من الأراضي في ظل نهج سياسة الاستيطان.
وندد الشوبكي بالممارسات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي من محاصرة وقتل وقمع وتشريد لآلاف الفلسطينيين، وفي محاولاته المتكررة لتهويد القدس، وترويج الأكاذيب وتزييف التاريخ وتحريف الحقائق، مجددا تأكيده على أن القضية الفلسطينية مهما حاول الاحتلال ستظل في قلوب كل العرب وكل المغاربيين يدافعون عنها ويقدمونها كقضية أساسية عادلة بالرغم من التعتيم الغربي وصمت المنتظم الدولي.
يونس سراج: القضية الفلسطينية كانت دائما قضية عادلة ولا تزال
بدوره قال يونس سراج، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، إن القضية الفلسطينية كانت دائما قضية عادلة ولا تزال، وستبقى قضية مركزية في وجدان المغرب الرسمي والشعبي خاصة لدى الأوسط الشبابية الحاملة للقيم الحقوقية والتحررية والتنويرية.
ولفت سراج إلى أن المغرب دأب على دعم القضية الفلسطينية بمواقفه ومبادراته الرسمية التضامنية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، من خلال عدد من المبادرات، بالإضافة إلى مواقف مختلف القوى وعلى رأسها حزب التقدم والاشتراكية وشبيبته الاشتراكية الذي قال إن له مواقف رائدة وتاريخية وثابتة من خلال عدة محطات تنظيمية وأنشطة وازنة؛ وزيارات ميدانية لقيادة الحزب للأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، سجل الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية أن هناك حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لشباب متكتل عبر العالم، وإلى شباب متنور متملك للقيم الحقوقية، وراهنية العيش المشترك، ومؤمن بالتعدد الثقافي والاختلاف الفكري واحترام الآخر.
سعيد البقالي: الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات والرؤى بين شباب العالم
إلى ذلك قال سعيد البقالي مدير الدورة الأولى للملتقى الدولي للشباب إن هدف الملتقى هو تبادل الخبرات والرؤى وخلق جو من التفاهم والتسامح ومناقشة القضايا التي تهم العالم وعلى رأسها القضايا التي تهم الشباب.
وتابع البقالي أن هناك مجموعة من القضايا التي تطرح نفسها للنقاش وعلى رأسها القضايا الاجتماعية والاقتصادية والقضايا المتعلقة بالبناء الديمقراطي وخيارات التنمية وسؤال الاستدامة ومواضيع تتعلق بالمعرفة والهوية في زمن ما بعد جائحة كورنا.
كما يهم الملتقى، حسب البقالي، إبراز التسامح ومجابهة أفكار التعصب ونبذ الخلافات والتوجه نحو المستقبل بتعاون وعمل مشترك بين مختلف القوى الشبابية عبر العالم ووقف صراعات السيطرة والنزعة نحو الانفراد.
وأكد البقالي على أن الملتقى يشكل عرسا شبابيا حقيقيا يروم الاجتماع بين مختلف المنظمات الشابية ر وإبراز قدرات هذه الفئة، وخلق مبادرات دولية تنطلق من طنجة.
غسان سداوي: شباب العالم فخورين بالمشاركة في هذا العرس الشبابي الذي احتضنه المغرب
من جانبه، قال العراقي غسان سداوي الأمين العام للملتقى الدولي للشباب إن الدورة الأولى من الملتقى الدولي للشباب الذي تحتضنه مدينة طنجة المغربية تعد من اللقاءات التاريخية التي تأتي لأول مرة منذ سنوات بعد توقف بسبب انتشار الجائحة.
وأوضح سداوي أن شباب العالم فخورين بالمشاركة في هذا العرس النضالي الشبابي الذي احتضنه المغرب، مشيرا إلى أن الملتقى الدولي للشباب تمكن من جمع الشباب من خمس قارات بدون خلفيات، وبدون حاجة للغة مشتركة وبغض النظر على الانتماء السياسي، معتبرا أن الإنسانية هي الأسمى.
وشدد سداوي على أن الشباب هم عماد الأوطان والمستقبل الذي يحتاج إلى كثير من الدعم وإلى إعطاءه الكلمة، مشيرا إلى الملتقى مدرسة للشباب تسعى لإحلال السلام والدفاع عن الحقوق والعيش باستقرار، بعيدا عن الاحتلال والتعصب والإرهاب.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top