اعتبر مجموعة من الكتاب والباحثين، التأموا في ندوة نظمت بالدار البيضاء في إطار فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر، أن القراءة والتوزيع تعتبر من أبرز المعيقات التي تعترض الإقبال على الكتاب الأمازيغي .
وأبرز المتدخلون في الندوة التي حملت عنوان “صناعة الكتاب الأمازيغي: الإنتاج والنشر والتوزيع والتلقي”، أن التأليف في مجال اللغة الأمازيغية ليس وليد اليوم، وإنما وجد منذ القدم، حيث لم يصل مما تم تأليفه إلا القليل ، موضحين أن هناك تأليفا باللغة الأمازيغية في المجال الديني، وأيضا في المجال اللغوي، ثلته مرحلة الكتاب الجمعوي بدءا من ستينيات القرن الماضي مع مجموعة من المؤلفين والجمعيات .
وتابعوا أنه مع تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، جرى مأسسة إصدار وتوزيع الكتاب الأمازيغي، حيث يشرف المعهد على إصدار مجموعة من الأعمال تغطي مجالات الأدب واللغة والسوسيولوجيا، والتاريخ، والأنتروبولوجيا، والتكنولوجيات الحديثة وغيرها، لافتين إلى أن الكتاب الجمعوي عرف ازدهارا كبيرا على يد مجموعة من الجمعيات كجمعية تاماينوت (الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية)، ورابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية، التي تجاوزت إصداراتها 100 إصدار.
وفي هذا الصدد توقف الأستاذ لحسن زهور، ( مؤلف باللغة الأمازيغية، خاصة المجال السردي) عند إكراهات النشر باللغة الأمازيغة، وكذا مجموعة من المشاكل التي تقف حجرة عثرة في وجه الإصدار باللغة الأمازيغية، لاسيما التمويل بالدرجة الأولى، ثم إشكال الإنتاج.
وبشأن صناعة الكتاب الأمازيغي في المغرب، تساءل.. هل هو صناعة فعلا مقارنة مع صناعة الكتاب باللغة العربية أو الفرنسية ؟ وفي معرض جوابه قال إن الكتاب الأمازيغي عرف تقدما ملموسا خاصة مع ظهور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وبعد ذلك تناول الشق المتعلق بالتوزيع، حيث اعتبره ضعيفا جدا، لأن “دور النشر لا تهتم كثيرا بالكتاب الأمازيغي”، موضحا أن المكتبات تعتمد معايير خاصة في قبول الكتب من أجل بيعها، إذ أن بعضها “ترفض قبول الكتاب المكتوب باللغة الأمازيغية بحرف تيفناغ بمبرر عدم الإقبال عليه “.
وشدد على أن المشكل برمته يكمن في القراءة، واستطرد قائلا “مادامت اللغة الأمازيغية لم تتجاوز بعد السلك الابتدائي إلى الإعدادي، ثم الثانوي والجامعي فإنه لا مجال لتجاوز مشكل القراءة وبالتالي بيع الكتاب الأمازيغي”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن التوزيع هو “مشكل اقتصادي بالدرجة الأولى بحكم أن شركات التوزيع لها أهداف ربحية أكثر منها ثقافية أو علمية “.
وفي ذات السياق، تناول جمال أبرنوص، من جامعة وجدة، موضوع الترجمة الأدبية الأمازيغية، وأكد، باعتباره من المهتمين بالكتاب الأمازيغي والمترجمين من اللغات الأخرى إلى اللغة الأمازيغية، أن المترجم يجب أن ينطلق من الجانب الذي يتقنه مع الانفتاح على الفروع الأخرى.
وركز في مداخلته التي عنونها بـ “مسالك المعجم في الترجمة الأدبية إلى الأمازيغية ” على إشكالية المعجم، وذكر أنه رغم ضعف المجال النقدي ، فإن الترجمة إلى الأمازيغية عرفت انتقالا نوعيا.
وخلص أبرنوص إلى أن المترجمين يصنفون إلى عدة أصناف، الصنف الأول هو الذي يلجأ بكثرة إلى الاقتراض ، ثم الصنف الثاني الذي يقوم بتطهير اللغة من الاقتراض ، ثم الصنف الأخير والوسطي وهو الذي يجمع بين هذا وذاك.
وفي السياق ذاته تحدث العربي موموش، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عن الكتاب الأدبي الأمازيغي وتأثيره في المتلقي، وأنهى مداخلته بتوصيات تخص إنتاج وتوزيع الكتاب الأمازيغي.