خلقت العودة القوية لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، وتحقيقه نتائج مثيرة، ما يمكن تسميته ب»الذعر»، داخل مجموعة من الأندية القابعة بأسفل الترتيب…
فانطلاقا من المرتبة العاشرة نزولا إلى السادسة عشرة والأخيرة، الكل بدأ يستشعر الخطورة، ويمتلكه التخوف من جاذبية، يمكن أن تجره نحو القاع…
والمثير للانتباه أن الكل الأندية المهددة، تجر وراءها تاريخا طويلا، وأغلبها سبق أن توج بلقب البطولة باستثناء الدفاع الجديدي، المكتفي بلقب يتيم على مستوى كأس العرش.
إلا أن هناك معطي أساسيا يتمثل في كون الأندية المهددة إلى حدود الدورة الثالثة والعشرين، عاشت أو تعيش مشاكل داخلية، جعلتها غير قادرة على ضمان التوازن المطلوب مسارها…
فاتحاد طنجة عاش اهتزازات كثيرة بإدارته التسييرية، نتج عنها ارتباك أثر على جل مكوناتها، تطور الأمر إلى حدود التخبط في الكثير من الاختيارات، والنتيجة احتلال المرتبة الأخيرة منذ بداية الموسم الجاري…
بنفس عدد النقط، أصبح يجاوره فريق أولمبيك خريبكة الذي عاش أغرب حالة غير مسبوقة على الصعيد الوطني، ثلاث لوائح تقدمت دفعة واحدة، بهدف الظفر بمكسب الإشراف على تسيير الفريق الفوسفاطي، صراع قوي كان من الطبيعي، أن ينعكس على أداء الفريق داخل الملعب، مع العلم أنه طيلة السنوات الأخيرة، عانت «لوصيكا» من تسيير غير سليم تماما.
بالمرتبة الرابعة عشرة وبفارق خمس نقط يتواجد الدفاع الحسني الجديدي، الفريق الذي سقط فجأة بدوامة الخصاص المالي الفظيع، دون أن ننسى أنه عاش رخاء ملحوظا، قبل دخول وباء كورونا حيز التطبيق، إلا أن مسؤوليه لم يعرفوا كيف يدبرون الأمور بشكل جيد، تحسبا لمواجهة كل الحالات الطارئة…
بالمرتبة الثالثة عشرة وبفارق نقطة واحدة، تتواجد المولودية الوجدية، وتماما كما هو الحال بالنسبة لفريق عاصمة دكالة؛ فإن الخصاص المالي فعل فعلته، بعد أن أصبح رئيسه غير قادر تماما على الوفاء بالتزاماته، ونتج عن ذلك امتناع عن خوض الحصص التدريبية، وكثرة الاحتجاجات، وبالتالي كان طبيعيا أن يتأثر الأداء العام لجل المكونات…
قبل كل هذه الأندية تتواجد شباب المحمدية، فريق الرئيس هشام أيت منا، فبدايته كانت مقبولة، والنتائج الإيجابية التي حققها هي التي سمحت له بالابتعاد نسبيا عن المركز الأخيرة، لكن خلال الدورات الأخيرة، حدث تراجع في الأداء، وبات من الأندية المهددة بالنزول، وسبب كل هذا غياب الموارد المالية لتلبية حاجيات الفريق، في حين نجد رئيسه ينشط بقوة داخل المواقع الإلكترونية، واثارة الصراعات، ويتناسى أن هناك التزامات عليه الوفاء بها.
بالمرتبتين 12 و 13، يتواجد فريقا المغرب التطواني وحسنية أكادير، وهناك نقيض فيما يخص أداءهما، فبقدر ما تسجل «الحمامة البيضاء» تراجعا ملحوظا، بقدر ما تحقق «غزالة سوس» صعودا ملحوظا، بثلاثة انتصارات متتالية، أكسبته 12 نقطة دفعة واحدة، وجعلت الحسنية تحسن من رتبتها.
بالنسبة للفريق التطواني، فهناك غموض يلف تسييره؛ ارتباك بإدارته التقنية، كثرة التغييرات، تراكم مستحقات اللاعبين، والنتيجة كما ترون.
أما الفريق الأكاديري، فغياب التوافق داخل كوكبة المسيرين والمنخرطين، حول تصور موحد لطريقة التسيير، أثر بدرجة كبيرة على مشواره.
كل هذه الأندية التي ذكرناها لها تاريخ طويل، إلا أن هناك قاسما مشتركا آخر، ألا وهو غياب التسيير المحكم، القادر على ضمان التوازن المطلوب، وطبيعي أن ينعكس ذلك على نتائجها ومسارها…
>محمد الروحلي