نقطة تزن ذهبا

على امتداد تاريخ كرة القدم الوطنية الحافل بالإنجازات والتعثرات، لم يسجل كل هذا الاهتمام الكبير والتعبئة غير المسبوقة، وهذا الانخراط الشعبي والرسمي، وما تبعه من تسخير لإمكانيات ضخمة، إذ تحولت فجأة العاصمة الإيفوارية أبيدجان إلى قبلة ومحج لأسطول شركة الخطوط الملكية المغربية، المنخرطة إلى أبعد الحدود في هذه العملية التي توصف بالوطنية، لنقل الآلاف من الراغبين في دعم الفريق الوطني في لقائه الحاسم أمام فيلة الكوت ديفوار.
الإقبال الكبير للجمهور الرياضي الوطني إلى درجة أن الشركة المذكورة، عجزت عن تلبية كل الطلبات لتستفيد شركات طيران أخرى من عائدات هذه الإقبال المتزايد، حيث لجأ العشرات من المحبين والصحفيين لشركات أخرى كالخطوط الفرنسية والتونسية وغيرهما، على أمل إيجاد تذكرة سفر تمكنه من حضور المقابلة النارية.
وزارة الصحة تعيش هي الأخرى تعبئة استثنائية من أجل توفير اللقاح الضروري بالنسبة لأي زائر لبلدان القارة السمراء، كما اجتهدت جامعة كرة القدم في توفير تذاكر دخول الملعب، ونفس التعبئة تعيشها السفارة المغربية أبيدجان المستعدة لضمان تنظيم وتسهيل تواجد ميسر للآلاف من المواطنين المغاربة، سواء كانوا مسؤولين في البعثة الرسمية أو متفرجين عاديين.
جامعة كرة القدم اجتهدت في توفير التذاكر لحضور المباراة، وبالرغم من تلكؤ الجانب الإيفواري في تخصيص العدد المطلوب من الجانب المغربي، فقد تم توفير العدد المطلوب من التذاكر.
ودائما في سبيل ضمان حضور سلسل لكل مواطن مغربي قصد أبيدجان من أجل تشجيع الفريق الوطني المغربي، فإنه يتواجد هناك منذ عشرة أيام وفد جامعي يضم إداريين وأصحاب تجربة، تفاديا لكل ما يمكن أن يعرقل هذا الحضور الذي ينتظر أن يقدم الدعم المطلوب للعناصر الوطنية.
كل هذه التعبئة غير المسبوقة هي في سبيل الحصول على نقطة واحدة، لكنها نقطة تزن ذهبا، نقطة فقط كافية لحجز تذكرة المجموعة الثالثة المؤهلة مباشرة لمونديال روسيا صيف السنة القادمة، نقطة واحدة تمكن كرة القدم الوطنية من العودة للواجهة الدولية، بعد غياب دام عقدين من الزمن.
نقطة واحدة تطلبت تفكيرا طويلا، واجتماعات ماراطونية، وانخراط مؤسسات وطنية كبرى، من وزارات ومؤسسات مختلفة، تنتمي للقطاعين العام والخاص، وهيئات المجتمع المدني والجماعات والأفراد، إنها بالفعل تعبئة وطنية كبرى انخرط فيها الجميع بكثير من التلقائية والحماس المنقطع النظير.
كل هذا المجهود لابد وأن يتوج بنتيجة إيجابية، ألا وهي تأهيل المنتخب للمونديال القادم، وهذه أمنية غالية تمتلك كل مغربي ومغربية، سواء الذين سافروا فرادى وجماعات إلى أبيدجان، أو الذين سيتابعون مباراة السبت أمام شاشات التلفزة يساندون “أسود الأطلس” بالقلب والروح والأمنية الصادقة…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top