نماذج سيئة من شمال القارة

عكست التداعيات التي رافقت قرار الكاف بإجراء المقابلة النهائية لعصبة الأبطال الأفريقية بين الوداد المغربي والأهلي المصري، استخفافا كبيرا في التعامل مع الأحداث، وإظهار شوفينية وتعصبا من خلال ردود الأفعال مبالغ فيها، إلى درجة العدوانية، وصولا إلى حالات من التطرف الأعمى.

تداعيات أفرزت تخلفا كبيرا في التفكير، وضيق في الأفق، أظهره المسؤولون الجدد عن الأهلي المصري، النادي المرجعي، وواحد من القلاع الشامخة بهرم الرياضة العربية والافريقية، إلا أن قيمة النادي ووزنه ومرجعيته، ضرب بها عرض الحائط، أمام أطماع الهيمنة والاستحواذ، والأنانية المفرطة.

فكيف سمح محمود الخطيب ومن معه، أن يداس على الأرض بكل القيم التي بنى عليها النادي، وذلك بالانسياق وراء ظرفية النتائج، وتحويل النادي، الى مجرد كيان خارج القانون، وفوق كل القرارات وضد المؤسسات؟

ما صدر من تفاعلات سيئة، من تهديد ووعيد وتخوين، وحرب بلاغات بلغت 46 بلاغا في أقل من شهر، وما تعرض له رجال الأمن المغربي داخل الملعب، من شتيمة وإهانة وعنف لفظي، يعكس درجة الهيستيريا التي أصابت جوقة الخطيب، مدعومة بإعلام رياضي فقد هو الآخر البوصلة، تحول إلى مجرد بوقة يضرب كل القيم والمثل العليا للواجب المهني.

فالتمادي في الهيستيريا، وصل حد التهديد بالانسحاب ساعات قليلة قبل موعد انطلاق المباراة، بالإصرار على إبقاء المدرجات فارغة، للحيلولة دون حضور جمهور محايد، مع أن أهمية الحدث تقتضي التنازل والترفع، قصد إعطائه القيمة التي يستحقها.

 بعد نهاية المباراة، والاعلان عن تتويج مستحق لوداد الأمة، وصل حقد الأهلاويين مداه، الى درجة عدم إظهار أية سلوك رياضي من طرف الطاقم التقني والإداري واللاعبين، أثناء مراسيم تسلم ميداليات المرتبة الثانية، ليختم اللاعب عمرو السولية المشهد الحزين، بإلقاء ميداليته على الأرض، أثناء خروجه من الملعب.

 تصرفات غير مقبولة تماما من طرف أغلب مكونات تمثل للأسف ناد القرن، كان من المفروض إظهار سلوك أفضل، مما قدموه قبل وأثناء، وبعد المباراة النهائية بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء.

فكيف تنظر باقي دول القارة الأفريقية ما يصدر من سلوكات صادمة من بعض دول القارة؟

الأكيد أن كل من تابع الأحداث، استغرب لهذا المنحى الخطير الذي طبع سلوك رياضيين يمثلون دولا محترمة، بتاريخها الطويل، وقيمة شعوبها. ومن المؤسف أن يظهر البعض سعارا ولهاثا غير مسبوق، يصدم حقيقة باقي دول القارة.

 ففي كل مناسبة رياضية عادية، تخرج أصوات المتعصبين بكثير من الحقد والمغالاة، تزيغ بالحدث عن الإطار الرياضي الصرف، ليتم تحويلها إلى مسألة حياة أو موت.

أمثلة كثيرة صدمت المتتبعين، مصدرها بعض رموز الفساد، كما حدث خلال مهزلة سطاد رادس التونسي، وقبل ذلك بأربع سنوات، لا يمكن نسيان تداعيات المقابلة التي سبق أن جمعت منتخبي مصر والجزائر برسم تصفيات مونديال البرازيل سنة 2014، والتي كادت أن تتحول إلى حرب مفتوحة بين البلدين…

 هذه مجرد نماذج وهناك أمثلة عديدة، تؤكد أن أسرة كرة القدم الافريقية ينتظرها عمل كبير من أجل اقتلاع جذور الفساد. وللأسف فقلاع الفساد تأخذ من بعض دول شمال القارة وطنا لها…

محمد الروحلي

Related posts

Top