هل إيبينغي هو المدرب المناسب لنهضة بركان؟

حصد فريق نهضة بركان هزيمة قاسية، أمام نادي أسيك ميموزا الإيفواري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف).
هزيمة ثقيلة، جاءت بعد أسبوع فقط من انتصار غير مقنع بميدانه في نفس المسابقة، أمام فريق الدرك من النيجر، فرغم تسجيل خمس أهداف، إلا أن شباكه تلقت ثلاثة أهداف دفعة واحدة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ هذا النادي، على الأقل خلال العشر سنوات الأخيرة.
سجل الخط الأمامي للنهضة ستة اهداف، لكن شباكه تلقت نفس العدد من الأهداف، أي أن الفريق يعاني من غياب الحصانة على مستوى المنظومة الدفاعية، ويظهر ذلك من خلال حدوث أخطاء فادحة، وتراجع واضح في أداء بعض اللاعبين الأساسيين في مقدمتهم البوركينابي يوسوفو دايو، هذا اللاعب المحترف الذي أصبح يتألق مع منتخب بلاده، عكس ما يقدمه حاليا مع الفريق المغربي.
وبكل تأكيد، فإن نتيجتي الجولة الأولى والثانية بدور المجموعات، غير منعزلتين عن المستوى العام الذي أصبح يقدمه الفريق البركاني منذ الموسم الماضي، ويكرره بداية هذا الموسم، نتائج ضعيفة، غياب الحصانة الدفاعية، ابتعاد عن دائرة التنافس وطنيا، وإقصاء مبكر السنة الماضية في كأس (الكاف)، كلها معطيات تؤكد أن الأمور ليست على ما يرام، داخل فريق يتوفر على كل إمكانيات التألق وطنيا وقاريا…
ويظهر من خلال المباريات أن نهضة بركان فقدت الكثير من المستوى الذي أهله للفوز بكأس الاتحاد الإفريقي سنة 2020، وقبلها وصوله للمباراة النهائية، ووجوده كل موسم ضمن كوكبة المقدمة بالدوري المغربي، كما سبق أن فاز بكأس العرش.
هذا المسار الايجابي، جاء بفضل التوفر على كافة الإمكانيات والمتطلبات الضرورية، ووجود كوكبة من لاعبين متميزين، تتعزز كل موسم بعناصر جاهزة، كما يشرف على الإدارة التقنية الكونغولي فلوران إيبينغي، المدرب الذي يتوفر على تجربة قارية غنية، سواء مع الأندية أو المنتخبات.
أمام هذه الحالة، يطرح تساؤل واحد، يتلخص في أسباب تراجع فريق لديه كل هذه الإمكانيات المالية والتقنية، كما يتمتع باستقرار على جميع المستويات؟
الإجابة عن هذا السؤال تقودنا مباشرة إلى عمل الطاقم التقني، فافتقاد الفريق ككل للشراسة، وروح اللعب الجماعي والقتالية في الأداء، والتكامل بين الخطوط، وهي مميزات كانت إلى حدود الأمس القريب، وراء تألق فريق عاصمة الليمون، إلا أنها وبصورة مفاجئة اختفت بسرعة، وأصبح الفريق يظهر بشكل عادي جدا…
فهل إيبينغي هو المدرب المناسب لفريق كنهضة بركان؟
سؤال محير حقيقة، والإجابة عنه تكمن في أسس ماهية الاختيار، التي بنى عليها مسؤولو النهضة اختيارهم لهذا الكونغولي، قصد قيادة فريق بطموحات كبيرة، لأن المحير في الإشكالية، هو أن إيبينغي لم يظهر ولو جزء بسيط من الإمكانيات التي جعلت منه اسما محترما على الصعيد الإفريقي…
ننتظر المواجهة الصعبة القادمة ضد نادي سيمبا التنزاني خلال الجولة الثالثة، لنرى ما إذا كانت نهضة بركان قادرة على تجاوز مرحلة الفراغ الطويلة، واسترجاع ولو نسبيا المستوى الرائع الذي أهلها للمنافسة على الألقاب؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top