أكدت وزارة الصحة أن الأخبار المتداولة من قبل بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية، الأحد المنصرم، حول وفاة مرضى “كوفيد 19” بمستشفى دوق دو طوفار بطنجة بسبب نقص في مادة الأوكسجين “عارية من الصحة”.
وأشار بلاغ لوزارة الصحة، أول أمس الاثنين، إلى أن “إدارة مستشفى دوق دو طوفار بطنجة تنفي نفيا قاطعا ما نشرته هذه المواقع الإلكترونية، حول وفيات مرضى “كوفيد 19″ بسبب نقص في مادة الأوكسجين”.
وأضاف المصدر نفسه أنه على عكس الأخبار المتداولة “فقد عرف المستشفى عملية تثبيت خزان ثان للأوكسجين ذي سعة أكبر من أجل دعم البنية التحتية لتزويد جميع المصالح الاستشفائية بهذه المادة الحيوية وذلك تحسبا لأي طارئ”، لافتا إلى أن “عملية التثبيت هاته تمت بحضور الشركة المناولة والطاقم البيوطبي للمركز الاستشفائي الجهوي، في احترام تام لشروط السلامة والحفاظ على ظروف الاستشفاء والعلاج”.
وشدد البلاغ على أنه “بخصوص الوفيات المسجلة، وعددها ثلاث وفيات، فإنها كانت نتيجة لمضاعفات مرض كورونا، وليس لها أية صلة بأي نقص في مادة الأوكسجين”.
وخلص البلاغ إلى أن إدارة مستشفى دوق دو طوفار “تستنكر بشدة هذه الادعاءات الزائفة التي من شأنها أن تزرع الخوف والهلع وعدم الثقة لدى المرضى وذويهم، كما من شأنها أن تحبط المجهودات التي تبذلها الأطقم الطبية والتمريضية والتقنية الذين هم في غنى عن هذه التصرفات خصوصا في هذه الظرفية الصعبة في مواجهة هذه الجائحة”.
من جهة أخرى، وصفت نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء – سطات، الوضعية الوبائية الراهنة بالجهة بالمقلقة جدا، مرجعة ذلك إلى الكثافة السكانية وسرعة تفشي فيروس كورونا فيها. وأشارت، خلال اللقاء المباشر الذي نظمته مبادرة “طارق بن زياد”، إلى أن هذه الجهة التي تتمركز فيها ثلث الإصابات المسجلة على الصعيد الوطني، تسجل 12 ألف حالة نشطة في اليوم الواحد، بالنظر للدينامية الواسعة التي تعرفها.
وأضافت الرميلي، أن جهة الدار البيضاء – سطات كانت تسجل إصابتين فقط خلال الأسبوع، وذلك في الشهور الأولى لظهور الوباء بالمملكة، لكن عدد الإصابات الآن وصل إلى 11500 حالة في الأسبوع الواحد، أي بعد مضي زهاء 44 أسبوعا من محاربة الوباء، حيث ارتفعت الإصابات خلال شهري شتنبر وأكتوبر.
وقالت نفس المسؤولة إن عدد حالات الإصابة بدأ يرتفع بعد رفع الحجر الصحي، وقد تفاقم الوضع بعد 20 يوليوز الأخيرة، مشيرة في هذا السياق إلى أن 5 في المائة من الحالات اليومية تكون حرجة، مما يستدعي نقلها إلى أقسام الإنعاش والعناية المركزة، مضيفة، أن معدل انتشار العدوى يبلغ 2.5 في المائة بالجهة، وهو مرتفع بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، كما أن الحالات الصعبة التي وصلت متأخرة إلى مراكز الاستشفاء الخاصة بالوباء، تسببت في ارتفاع معدل الوفيات إلى 1.2 في المائة بالجهة، بينما يصل نفس المعدل إلى 1.7 على الصعيد الوطني. كما لفتت الرميلي إلى الوضعية النفسية والجسدية المهزوزة للأطباء والممرضين، مبرزة، أنهم منهكون للغاية، وأن عددا أصيب منهم بالفيروس، بينما تشتغل البقية دون توقف في وضعية استثنائية صعبة للغاية بعد إلغاء العطل السنوية. ودعت الرميلي المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية وعلى رأسها ارتداء الكمامة بشكل صحيح و التباعد الجسدي وتفادي الازدحام والتجمعات.
هذا، وقد سجلت المملكة إلى حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس الاثنين 2526 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و2788 حالة شفاء، و64 حالة وفاة.
وأوضحت وزارة الصحة أن الحصيلة الجديدة المسجلة خلال الـ24 ساعة الماضية، رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 225 ألفا و70 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 187 ألف و101 حالة بنسبة تعاف تناهز 83.1 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 3826 حالة، لتستقر نسبة الفتك عند 1.7 بالمائة.
وتتوزع الحالات المسجلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة، بين كل من الدار البيضاء-سطات “864 حالة”، والرباط-سلا-القنيطرة “675”، والشرق “262”، وطنجة- تطوان-الحسيمة “174”، وسوس-ماسة “172”، ومراكش-آسفي “125”، وبني ملال-خنيفرة “98”.
كما تم تسجيل 64 حالة بجهة فاس-مكناس، و56 حالة بجهة الداخلة وادي الذهب، و31 حالة بجهة درعة-تافيلالت، وثلاث حالات بجهة العيون – الساقية الحمراء، وحالتين بجهة كلميم-واد نون.
وبخصوص حالات الوفاة، أشارت الوزارة إلى أنه تم تسجيل 14 حالة بجهة الشرق، و10 حالات بجهة الدار البيضاء-سطات، و9 حالات بجهة سوس-ماسة، و8 حالات بكل من جهة طنجة – تطوان – الحسيمة وجهة مراكش – آسفي، و4 حالات بكل من جهة فاس – مكناس، وبني ملال – خنيفرة، و3 حالات بكل من جهة الرباط – سلا – القنيطرة وجهة درعة – تافيلالت، وحالة واحدة بجهة العيون – الساقية الحمراء.
وبحسب نفس المصدر، فقد أصبح معدل الإصابة التراكمي بالمغرب يناهز 8.619 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 7 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ 24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 17 ألف و273 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى 3 ملايين و142 ألف و601، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 34 ألف و143.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 33 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 842 حالة، 66 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ”كوفيد-19″ فقد بلغ 36.5 في المائة.
> سعيد أيت اومزيد