قام وفد مكون من القناصل الشرفيين للمملكة المغربية لدى جمهورية الشيلي، يومي 09 و10 يونيو الجاري، بزيارة إلى جهة الداخلة – وادي الذهب، بهدف استكشاف فرص التعاون والاستثمار التي تزخر بها المنطقة.
وأجرى الوفد الشيلي، الذي يقوده أوزفالدو راؤول أندرادي لارا القنصل الشرفي للمملكة المغربية بسنتياغو، مباحثات مع والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ونائب رئيس المجلس الجهوي الداهي حرمة الله، ومدير المركز الجهوي للاستثمار منير هواري، تم خلالها الاطلاع على ما تشهده الجهة من تطور في عدد من القطاعات الاقتصادية، ومناقشة آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأبرز أوزفالدو راؤول أندرادي لارا، في تصريح للصحافة، أن المملكة تنعم بالأمن والاستقرار، لاسيما في جهة الداخلة – وادي الذهب، مؤكدا أن هذا العامل يكتسي أهمية محورية بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين.
وأضاف أندرادي لارا، الرئيس السابق لمجلس النواب الشيلي 2016-2017، أن البلدين يتقاسمان نفس الرؤى والتوجهات، معتبرا أن الزيارة تشكل مناسبة لتعزيز الانفتاح على آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، لاسيما في قطاعات الطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري.
وأكد أندرادي لارا، وهو رئيس سابق للحزب الاشتراكي 2010-2014، أن الشيلي، البلد ذو الاقتصاد المفتوح، والوحيد في أمريكا الجنوبية الذي أبرم أكبر عدد من اتفاقيات التبادل الحر مع بلدان أخرى، يتطلع إلى العمل مع المغرب من أجل تحقيق مزيد من التقدم والازدهار للجانبين معا.
من جهتها، أكدت القنصل الشرفي للمملكة المغربية في منطقة ماغالانيس (أقصى جنوب الشيلي)، كريستينا باز أوريانا كويزادا، أن جهة الداخلة – وادي الذهب هي مركز اقتصادي رئيسي نحو أمريكا اللاتينية، مبرزة أن مكانة الجهة ستتعزز على نحو متزايد مع تشييد ميناء الداخلة الأطلسي مستقبلا.
وأضافت أوريانا كويزادا أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز سبل التعاون الثنائي في مختلف المجالات، من بينها على الخصوص الفلاحة وتربية الأحياء البحرية وتحلية مياه البحر.
من جانبه، أبرز مدير المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة – وادي الذهب، منير هواري، أن هذا اللقاء شكل فرصة لاستعراض المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار التي توفرها الجهة، وكذا التعريف بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس.
وأكد هواري أن المشاريع المهيكلة التي تعرفها جهة الداخلة – وادي الذهب هي بمثابة رافعة أساسية ستمكن الجهة من دعم موقعها كبوابة لولوج السوق الإفريقية ومنصة للتبادل التجاري بين عدد من القارات.
وأشار إلى أنه تم إطلاع الوفد الشيلي على عدد من القطاعات الحيوية بالجهة، كالطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري وتربية الأحياء البحرية، مضيفا أن اللقاء كان مناسبة للتشاور في ما يخص إرساء مبادلات تجارية واستقطاب رؤوس أموال من دولة الشيلي للاستثمار في عدد من القطاعات بجهة الداخلة – وادي الذهب.
وبهذه المناسبة، تابع أعضاء الوفد عرضا قدمه هواري، سلط خلاله الضوء على مختلف المشاريع الكبرى المنجزة والتي ما زالت قيد الإنجاز، والتي ستجعل من الداخلة محورا إقليميا بين أوروبا وإفريقيا، مثل مزرعة للرياح بقوة 900 ميغاواط، وميناء الداخلة الأطلسي، والمنطقة الحرة لغرب إفريقيا، وكذا مشروع تحلية مياه البحر لسقي 5000 هكتار من الأراضي الفلاحية.
كما تطرق هواري، خلال هذا العرض، العديد من المؤهلات الاقتصادية التي توفرها الجهة في قطاعات الصيد البحري، وتثمين منتوجات البحر، وتربية الأحياء المائية، والطاقات المتجددة، والسياحة، والفلاحة.
ويتضمن برنامج الوفد الشيلي زيارة عدة مواقع اقتصادية في جهة الداخلة – وادي الذهب، من بينها مشروع الميناء الأطلسي وميناء المدينة وبعض الوحدات الصناعية لإنتاج وتثمين الأسماك السطحية الصغيرة.