ولولة الروح حكايات عن مصائر متقاطعة

ولولة الروح”، للمخرج عبد الاله الجواهري، والذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي، (3ملايين و400 ألف درهم)، هو الفيلم  الذي يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لصنف الأفلام الطويلة، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان السينما المتوسطية بتطوان، وقد تم عرضه، مساء الأربعاء الماضي.

يعود الفيلم في أحداث القصة التي تناولها الى فترة السبعينيات، من خلال العديد من الحكايات المتداخلة، خلال ما يسمى بسنوات الرصاص،  حكايات ومصائر تتقاطع في البناء الدرامي للفيلم، حيث يتوفق الشريط في إعادة بناء بيئة تلك الفترة بأكسسوراتها وديكوراتها، ونوع السيارات المستعملة فيها، مستعينا بالفضاءات الفارغة، ومشاهد الخلاء، التي تعددت في مشاهد الفيلم،  كتب سيناريو الشريط، عثمان أشقرا وضم نخبة من أجود الممثلين  من بينهم بنعيسى الجيراري وسعيدة باعدي وجيهان كمال ومحمد الرزين وحسن باديدا وعبد النبي البنيوي وعبد الحق بلمجاهد وصلاح ديزان والوجه الجديد يوسف عربي الذي بصم عن دور أول موفق نسبيا، ويلعب دور إدريس  وهو ضابط شاب تخلى عن دراسة الفلسفة والتحق بالشرطة، حيث يفشل في اختياره لهذا التوجه الذي لا يتلاءم مع نفسيته و تكوينه، في هذا الفيلم لا توجد بطولة فردية، كل الشخوص أبطال، (بديدا) الحارس، بطل، بحنينه للماضي وعلاقته بكلبه، الفنان الكبير محمد الرزين، في دور الشيخ مع الفنانة السعدية باعدي في دور الشيخة، أيضا بطلان تلتقي وتتقاطع عندهما كل أحداث الفيلم، والمدرس المناضل الذي يتم اعتقاله في الأخير أيضا بطل من موقعه، حتى المرأة القتيلة التي ظلت قضيتها لغزا حتى النهاية بطلة بشكل من الأشكال. 

في ولولة الروح هناك مجهود واضح على المستوى التقني، ومشاهد إبداعية جميلة، وتم في الفيلم الاعتماد على تقطيع السيناريو الى أجزاء تجمع بينها لوحات من فن العيطة، وتشكل مداخل أو عناوين لكل فصل من فصول حكاية تتحدث عن الاعتقال التعسفي والنضال السياسي، وعن التراث الشعبي، عن أشخاص يعيشون ظروف قاهرة وصراعات ذاتية، بين تقديس الماضي وحاضر مرفوض ومسكوت عنه، وحب مهزوم، وجريمة وعنف، ومع احتواءه على بعض الكادرات  والمشاهد الجميلة، يبقى السؤال الرئيسي هنا عن طبيعة الجديد الذي يقدمه “ولولة الروح”، بالإحالة على فترة قاسية من التاريخ المغربي، استهلكت من طرف عدد من السينمائيين المغاربة؟ أو توظيف التراث الشعبي، وقد تناولته العديد من الأفلام نذكر من بينها دموع الشيخات أو جوق العميين، وغيرها؟ وأين يكمن الجديد في معالجة هذه التيمات؟ وما هي الإضافة النوعية التي يحملها، والأهداف التي يتوخاها، أو الخطابات التي يرسلها للمتلقي بخصوص القضية التي أعاد معالجتها؟.

ولولة الروح فيلم ينضاف الى لائحة السينما التجريبية التي تخوض غمارها في السنوات الأخيرة، موجة المخرجين الجدد، وهي سينما اختلفت فيها أدوات الاشتغال، لكنها مازالت تواجه هوية غير واضحة.

> بقلم سعيد الحبشي

Related posts

Top