ويستمر تخليد ذكرى نصف قرن…

اكتمل عام2022، وهو الذي يصادف ذكرى نصف قرن على ميلاد «البيان»، ونعانق سنة أخرى في مرحلة ما بعد الخمسين سنة.
لقد سبق أن أعلنا عن برمجة عديد تظاهرات خلال العام الذي ودعناه لتخليد الذكرى، واستطعنا إنجاز بعضها فعلا، لكن الوقت لم يسعفنا لتنفيذ باقي البرامج الاحتفائية.
«البيان»، في نسختيها العربية والفرنسية، بقيت منذ نشأتها تجسد(معركة وجود يومية)، أي أنها خلقت وعاشت واستمرت ضمن النفس الوطني النضالي الذي تمثله، ولهذا هي قوية بمشروعها التحريري والفكري والثقافي والسياسي والقيمي، وهذا هو رأسمالها الحقيقي الذي جعلها مؤسسة صحفية وطنية مرجعية في ذاكرة ومشهد إعلامنا الوطني الجاد.
«البيان»تفوقت دائما في المزج الذكي بين التزامها التحريري والفكري وبين انشغالاتها الوطنية وحرصها المهني وأفقها الحداثي والعقلاني، ولذلك تنتصر دائما للوطن أولا، وللمهنة وأخلاقياتها، وللمصداقية السياسية والصحفية، وبقيت، بذلك، بيتا لعدد من الصحفيات والصحفيين والكتاب والباحثين والمحللين والمبدعين، وساهموا جميعهم في تمتين ركائز(دار البيان)، كعنوان مرجعي في سردية الصحافة المــــــغربية.
وحيث أن التحدي المطروح اليوم أمام الصحافة الوطنية المــــــغربية هو تحدي الوجود والاستمرار أولا فإن»البيان»، بدورها، تجابه التحدي ذاته، وتنخرط ضمن مكونات الجسم المهني وقطاع الصحافة ببلادنا في مسلسلات إنعاش القطاع وتأمين استمراريته، والسعي لتأهيله وتطويره، ومن ثم تمكين بلادنا من مواصلة امتلاك صحافتها الوطنية ذات المصداقية، وتقوية ثقة المجتمع في إعلامه، وكسب مثل هذه الرهانات الكبرى هو عمق احتفالنا، والعنوان الذي نريده لتخليد خمسينية»البيان».
لن نلتصق باليوم الأخير في عام الذكرى، ولن نضع لسنة الإحتفال سقفا زمنيا محددا وصارما، ولكن الاحتفال سيستمر بمعنى الرهانات التي نشترك في خوضها مع كامل المهنة،  وربحها هو الاحتفال الحقيقي لنا في بيتنا الخاص، ولكل المهنة في بلادنا.
في»البيان»سنواصل استحضار ذاكرة الجريدة وإعادة نشر بعض المواد المتميزة من مسيرة نصف قرن، ونحتفي بالرواد والمؤسسين ومن سبقونا، وبالمنجز المهني والإبداعي لكبارنا وكبيراتنا في هذه الدار العريقة.
في»البيان»سنفتح قلوبنا للزملاء والفاعلين السياسيين والمثقفين والاقتصاديين والمناضلين ليتكلموا عن تجربتنا ومسارنا من الزوايا التي يشاؤونها أو كانوا مساهمين من خلالها.
في»البيان»سنلتقي مع القراء والأصدقاء والشركاء لنقيم احتفالات الاستمرار والصمود والتقدم لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة.
العام الجديد، 2023، سيكون بدوره عام تخليد الخمسينية، وسنواصل النظر لمسيرة نصف قرن، وفي الآن نفسه السير إلى الأمام من أجل تمتين المقاولة الصحفية الحالية، وبناء شروط استمرارها وتقدمها، وأساسا تعزيز وجودها وبقائها ممتلكة للمصداقية السياسية والمهنية والأخلاقية…
اخترنا تمديد عام الذكرى، بسبب تراكم المشكلات والمثبطات أمام كامل القطاع في السنة المنصرمة، وهو ما لم يترك لنا كلنا الوقت للتنفس، وللإحساس بالتخلص من مواجهة تحدي الوجود الذي يتربص بكل المهنة في بلادنا.
واخترنا مواصلة استحضار الذكرى أيضا، لأن مرور  نصف قرن من الصمود يحفزنا على الاستمرار، وعلى تقوية المواجهة لتحدي الوجود، ويجعلنا نعتز  بما نمتلكه من تاريخ في هذه المهنة وعلى هذه الأرض، ولذلك يوجد في الحكاية ما يستحق خوض المعركة باستمرار.
«البيان» تلج عامها الواحد والخمسين، وتعلن أنها مستمرة في تخليد ذكرى نصف قرن من عمرها المهني والنضالي الوطني.
مستمرون إذن، ونسير إلى الأمام…

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top