‎طنجة عالية أيضا بفريقها…

توج فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بأول لقب في تاريخ هذا الفريق العريق، كإنجاز غير مسبوق، جاء بعد ثلاث سنوات فقط من عودته لحظيرة قسم الكبار.
هذا التتويج المستحق على بعد دورة من انتهاء البطولة الوطنية، عكس الدينامية الداخلية التي يعشيها نادي البوغاز، بعد مسار متوازن تمكن الفريق الطنجاوي من التوقيع على موسم جيد، رغم تعثر البداية، حيث وضع الثقة في ابن النادي المدرب إدريس لمرابط الذي خلق ثورة دخل مكونات الفريق، وغير الأمور في اتجاه إيجابي، فاجأ أغلب المتتبعين.
صحيح أن المنافسة لم تكن قوية مع بداية بطولة هذا الموسم، بعد تعثر سقطت فيه الأندية التقليدية، كالوداد والرجاء، وعدم التوفر على نفس ثان بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي وحسنية اكادير، إلا أن الفريق الطنجاوي، عرف كيف يستغل الظرف ويتمسك بالزعامة للعديد من الدورات.
ففي 29 دورة حقق الفريق 14 فوزا، 10 تعادلات و5 هزائم، سجل خطه الأمامي 34 إصابة، ودخلت مرماه 21 هدفا كأقوى خط دفاع بالبطولة الوطنية، وأفضل هداف للفريق هو المهدي النغمي بـ 13 هدفا، وهو المستغنى عنه من طرف الإدارة التقنية لفريق الجيش الملكي تحت قيادة المدرب السابق عزيز العامري.
والمطلوب هو أن يفتح التتويج عهدا جديدا داخل فريق ينتمي إلى مدينة كبيرة مفتوحة على المستقبل، تطورت عمرانيا وصناعيا بشكل متسارع، كما يتوفر على ملعب بموصفات دولية وجمهور غيور يساند الفريق في كل الأحوال والظروف، ويبقى الدعم المالي هو المشكل الذي يطرح إشكالا بالنسبة للفريق بين الفينة والأخرى، وهذا يحتم على مسؤولي النادي وفعاليات المدينة الاقتصادية والهيئات المنتخبة والسلطات المحلية، البحث عن موارد قارة قادرة على ضمان السيولة المطلوبة في أفق مواسم قادمة ستختلف جملة وتفصيلا عما سبق بحكم أن نادي المدينة الأول، سيلبس ثوب البطل، وهو مطالب بتمثيل كرة القدم الوطنية أفضل تمثيل على الصعيد القاري.
اتحاد طنجة من بين الفرق القليلة التي لم يسبق لها أن فازت باللقب، وهذه العودة القوية شكلت فرصة لتحقيق حلم جمهور هذه المدينة الجميلة، التي تغني بجمالها المرحوم الحسن السلاوي في أغنيته الشهيرة: “طنجة يا العالية… عالية بسواريها”، التي كانت ولا تزال مدينة كبيرة باقتصادها ورواجها التجاري، وثقافتها ومفكريها وأدبائها، وفنها وتطورها العمراني، والمطلوب الآن هو أن يواكب رياضيوها هذا التحول الكبير لمدينة كانت تعرف لسنوات طوال بالمدينة “الدولية”.
ومن الآن فصاعدا، فإن طنجة هذه لن تبقى عالية بسواريها فقط، بل أيضا بناديها الرياضي الأول على مستوى المدينة، والعلو هنا يتطلب جهدا كبيرا وإمكانيات مهمة، فالوصول إلى القمة سهل، لكن الأصعب ضمان البقاء بنفس العلو، بل بنفس السمو…

محمد الروحلي

Related posts

Top