ذكر وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي أن اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب بباريس في دورة السنة القادمة، يشكل مفخرة لنا، بالنظر إلى حجم الإشعاع الواسع وجودة البرنامج والتنظيم المشهودين بهما له.
كان ذلك خلال لقاء صحفي ترأسه برفقة فانسون مونطان رئيس النقابة الوطنية للنشر بفرنسا، بحضور ميشال فيلزي مدير شركة ريد إكسبو/فرنسا، بمقر جهة الدار البيضاء سطات مساء أول أمس الأربعاء، في إطار بدء التحضير لتنظيم فعالية المغرب ضيف شرف المعرض المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 24 و 27 مارس القادم، والذي توج بتوقيع اتفاقية المشاركة المغربية في هذا المعرض.
وأكد الصبيحي على أن استعداد بلدنا للمشاركة في هذا المعرض، يعتبر أمرا طبيعيا لاعتبارين أساسين: أولا لكون التظاهرة المتميزة تتيح لنا فرصة استثنائية للتعريف بغنى وتنوع الثقافة المغربية بشتى تعابيرها الأدبية والفنية، سواء لدى الجمهور الواسع أو بالنسبة لمهنيي الكتاب بفرنسا، وكذا لدى مهنيي حوالي خمسين بلدا آخر مشاركين في هذا المعرض. وثانيا لكون هذه المشاركة تعكس عمق ومتانة وجودة العلاقات التاريخية والثقافية المتميزة بين المغرب وفرنسا، القائمة على التقدير المتبادل والتي يعبر عنها المستوى الراقي والمتفرد للتعاون الثقافي الذي يجمع البلدين.
وأبدى الصبيحي عزم الوزارة جعل مشاركة المغرب كضيف شرف لمعرض الكتاب باريس في مستوى هذه العلاقات الثنائية المتميزة وكذا في حجم هذا الحدث الثقافي الكبير، لأجل إبراز صورة المغرب المتفرد بثقافته والمنفتح على التنوع وعلى قبول الاختلاف.
واستحضر ما شكله الدستور المغربي لسنة 2011 من تقدم كبير على مستوى الاعتراف وتثمين التنوع الثقافي واللغوي ضمن الهوية الوطنية الموحدة، وإقرار الحق في الثقافة وفي الولوج إليها وبدعم الإبداع الثقافي والفني في احترام تام لحرية الفكر والإبداع.
فالثقافة بالنسبة إلينا – يضيف الصبيحي- تشكل مرتكزا لبناء لحمة الاندماج الاجتماعي ومدخلا هاما لتحقيق الحداثة والتقدم. فقد باشرت السلطات العمومية مجموعة من العمليات المهيكلة على مستوى سياسة القرب الثقافي، ودعم الإبداع الثقافي والفني لإرساء اقتصاد ثقافي قائم على الصناعات الثقافية وحماية وتثمين التراث الثقافي الوطني. وبشكل أخص، تم وضع آلية جديدة لدعم الكتاب والنشر، وتشمل هذه الآلية مجموعة من المجالات: نشر الكتب، والمجلات الثقافية، وإحداث وتطوير المجلات الثقافية الإلكترونية، والمشاركة في المعارض الوطنية والدولية للكتاب، وإقامة المؤلفين، وإحداث وتنشيط المكتبات، والتحسيس بأهمية القراءة العمومية، بالإضافة إلى مجال الطباعة والنشر الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
ولقد مكن هذا البرنامج من الاستجابة بشكل كبير لتطلعات الكتاب ومهنيي الكتابة والنشر، كما يدل على ذلك تنامي عدد المشاريع المقدمة للدعم والذي بلغ 1195 خلال الدورتين الماضيتين للسنة الجارية، والتي حظيت 814 منها بدعم لجنة الانتقاء. إضافة إلى إنجاز مجموعة من العمليات: تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب، تنظيم 12 معرضا جهويا للكتاب، معرض كتاب الطفل والناشئة، تعزيز شبكة المكتبات، برنامج التحسيس بالقراءة العمومية، تنظيم جائزة المغرب للكتاب وجائزة الحسن الثاني للمخطوطات.
كل هذه العمليات – يؤكد وزير الثقافة – تبرهن على أن المغرب يشهد حيوية ثقافية في مجال الكتابة والأدب، توجت بحصول عدد من الكتاب المغاربة رجالا ونساء بمختلف التعابير اللغوية الوطنية، أو ترشيح أعمالهم لجوائز أدبية مرموقة.
بنفس المناسبة، أكد سيبستيان فرينو مدير معرض الكتاب بباريس، على أن “اختيار المغرب للمشاركة كضيف شرف في هذا المعرض، يروم إبراز الوجه الحضاري للمغرب وغنى تنوعه الثقافي.. وأن هذا اختيار أملته عدة اعتبارات منها العلاقات الثقافية الجيدة التي تجمع بين المغرب وفرنسا، فضلا عن غنى الثقافة المغربية في شتى الميادين”.
وبدوره، أكد فانسان مونتان رئيس النقابة الوطنية للنشر بفرنسا، على “الأهمية الكبيرة التي يكتسيها التنوع الثقافي في المملكة المغربية، والذي يعكس غنى التاريخ الثقافي المغربي.. وأن هذه الأهمية تكمن أيضا في استثمار عدد من المؤسسات والمقاولات حاليا، في الثقافة، وفي قطاع الكتاب الذي يعد في الوقت الراهن، صناعة وتجارة”.
يجدر التذكير بأن الاتفاقية المنظمة لمشاركة المغرب كضيف شرف في معرض الكتاب بباريس (دورة 2017)، التي وقعها إلى جانب وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، فانسان مونتان رئيس النقابة الوطنية للنشر بفرنسا، و كورين مينيكو مديرة قطب “ريد معارض فرنسا”، تتعلق بعملية تدبير المشاركة المغربية في هذه التظاهرة خاصة من حيث المواعيد والآجال.
عبد العالي بركات