‎ أيام البرمجيات ذات المصدر المفتوح بخريبكة

أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي  والبحث العلمي وتكوين الأطر جميلة المصلي مؤخرا بخريبكة، أن  المغرب منخرط في تعزيز البنية الأساسية للإنترنت وتقوية القدرات التكنولوجية، كما  يراهن على إحداث مسارات جامعية في البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء.
وأضافت المصلي، في كلمة لها خلال افتتاح فعاليات النسخة الخامسة لأيام  البرمجيات ذات المصدر المفتوح التي تنظمها المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية  بخريبكة تحت شعار “أنترنيت الأشياء: رافعة المغرب الصناعي والرقمي الجديد”، أن  المغرب استعان في هذا المجال بخبرة مجموعات عالمية من قبيل “مايكروسوفت” التي  ستعمل على دعم ووضع خبرتها ومعارفها رهن إشارة الطلبة والأساتذة بكل من بني ملال  ومراكش وأكادير.
وأضافت خلال افتتاح هذا اللقاء، الذي حضره ، على الخصوص، عامل إقليم خريبكة عبد  اللطيف شدالي ورئيس جامعة الحسن الأول ورئيس المجلس العلمي المحلي لخريبكة  والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية والأطر التربوية، أن المجموعة الأميركية  “إنتل” ستعمل من جانبها على ضمان تكوين جيد في هذا المجال بمؤسسات التعليم العالي  بمدينة تطوان، في حين ستشتغل “آي بي إم” بمدن الدار البيضاء وسطات والجديدة من  خلال وضع منصتها المفتوحة “بطاقة غاليليو” رهن إشارة الجامعات المغربية وذلك  لتكوين الأطر المغربية في مجال إنترنت الأشياء، مبرزة أن المغرب سيشرع لأول مرة في  ابتكار حلول مرتبطة بإنترنت الأشياء وذلك عبر بحث تخرج لطلبة اشتغلوا عليها عبر  منصة إنتل غاليليو.
وأكدت الوزيرة، من جهة أخرى، أن الجامعة تشكل فضاء لإنتاج المعرفة ونقلها  واستثمار مزاياها في توطين العلم والتكنولوجيا، ومجالا مؤهلا لتخريج النخب وتطوير  البحث العلمي والتكنولوجي، مشددة على ضرورة العمل بكل جدية ومسؤولية على ورش إصلاح  منظومة التربية والتكوين لكي يشكل قاطرة لتحقيق النهضة الحضارية للمجتمع على كافة  المستويات.
وأشارت إلى أن مفهوم “إنترنت الأشياء” بدأ يتجسد على أرض الواقع باعتباره يترجم  بشكل جلي التفاعل الإيجابي بين البرمجيات ذات المصدر المفتوح والتطور الاقتصادي  بفضل التحكم في الأشياء عن بعد وقيادتها عن طريق الشبكة العنكبوتية، مضيفة أن  القطاع الصناعي يعتبر من أكثر القطاعات استعمالا لتطبيقات هذا المفهوم حيث يراهن  العالم على أن يصل عدد الأجهزة المرتبطة بالإنترنت إلى 20 مليار جهاز سنة 2020 من  أجل الانتقال رسميا إلى عالم الأشياء، وربط جميع مناحي الحياة بالإنترنت.
من جانبه، أكد مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية أديب الجنان، أن الحديث عن التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليس ترفا فكريا، بل هو دعوة لبذل مزيد من الجهد للانخراط في تأهيل العنصر البشري، رأسمال المغرب الذي يعول عليه لرفع تحديات الألفية الجديدة المتمثلة في إنجاح عبور المملكة المغربية إلى الاقتصاد الرقمي الذي يرتكز على الحصول على المعرفة والمشاركة فيها وابتكارها قصد تحسين نوعية الحياة في كافة المجالات والاستفادة من الفرص التي تتيحها المعلوميات والتطبيقات التكنولوجيا المتطورة والمرنة ذات العوائد المجدية.
وشدد على ضرورة توظيف البحث العلمي لبلوغ التغييرات الإستراتيجية في طبيعة المحيط السوسيو اقتصادي وتأهيله ليستجيب وينسجم مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات وعالمية المعرفة والتنمية المستدامة بالمفهوم الشمولي والتكاملي، مضيفا أن من التحديات الجديدة تلك المتمثلة في تحويل مدننا إلى مدن ذكية عبر البنية التحتية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كحاجة ملحة من أجل تطوير الحياة الحضرية وتحقيق الرفاهية للمواطنين.
وأبرز مدير المدرسة أن رفع تحديات هذه الأوراش والانخراط في إنجاحها رهين بالاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها الرأسمال الفكري والمعرفي واعتماد التعلم والتدريب المستمرين وإعادة التدريب وتشجيع البحث والتطوير الناجع والفعال كمحرك للتنمية والتغيير، مؤكدا أن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، بمواكبة ودعم من الوزارة الوصية ورئاسة جامعة الحسن الأول، عملت على تعزيز بنيات المؤسسة بمركز البحث والتنمية الذي سيرى النور في المستقبل المنظور من أجل توفير بنية تحتية داعمة للبحث العلمي والإبتكار ولمسار الطالب المهندس.
ويهدف هذا اللقاء العلمي، الذي عرف مشاركة أكاديميين وباحثين وفاعلين في مجال الأنترنت والاقتصاد الرقمي، إلى حث الطلبة المهندسين على الاهتمام بمستجدات تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي غدت من أهم ركائز الاقتصاد الحديث والاقتصاد الرقمي باعتباره ورشا كبيرا وتحديا جديدا يدخله المغرب، انسجاما مع إرادة وتطلعات تأهيل العنصر البشري لتمكين المغرب من ولوج الاقتصاد الرقمي العالمي.
 كما تروم هذه الدورة، التي نظمت على مدى يومين، تحسيس الطالب المهندس بأهمية التطورات المتسارعة في مجال البرمجيات المفتوحة من جهة، ودفع المقاولات لاستعمال البرامج المفتوحة المصدر عن طريق إبراز فعالياتها و مرونتها وقدرتها على منافسة كبريات الشركات عبر العالم من جهة أخرى.

Related posts

Top