سجلت الولايات المتحدة 20 ألف مصاب بكورونا في يوم واحد في حصيلة لم يسبق لها مثيل في العالم، تعكس مدة توحش الفايروس وخاصة في مدينة نيويورك الأكثر تضرّرا.
وتخطى عدد الوفيّات الناجمة عن وباء كوفيد-19 في البلاد ثلاثة آلاف، بينما ارتفع عدد الإصابات المؤكّدة بالفايروس إلى أكثر من 163 ألفاً، بحسب حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز.
ووفقاً للحصيلة فقد سجّلت الولايات المتحدة لغاية اليوم وفاة ثلاثة آلاف وثمانية أشخاص من أصل 163 ألفاً و429 شخصاً تأكّدت مخبرياً إصابتهم بفايروس كورونا المستجدّ المسبّب لمرض كوفيد-19، منها نحو 20 ألف إصابة جديدة.
وبات أكبر عدد من الإصابات المؤكدة في العالم بالولايات المتحدة، وهو عدد من المرجح أن يرتفع مع زيادة الفحوص.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي، أن الاقتصاد يأتي في المرتبة الثانية وأولويته الآن هي إنقاذ أرواح الناس من الوباء المتفشي، مضيفا أن أكثر من ألف شخص يخضعون لاختبار عقار كلوروكين.
وأوضح أن الأجهزة الصحية الأميركية أجرت اختبارات تشخيص فايروس كورونا على نحو مليون شخص. وكان تعرّض ترامب لانتقادات شديدة بسبب بطء إدارته في التصدّي للوباء في بادئ الأمر.
وبعدما كان يأمل في عودة الحياة في الولايات المتحدة إلى طبيعتها بحلول عيد الفصح في 12 أبريل، أعلن ترامب تمديد العمل بإجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة للحدّ من تفشّي الوباء حتى نهاية أبريل، راضخاً في ذلك للتحذيرات التي وجّهها كبار العلماء في البلاد بشأن الأزمة المتزايدة.
ترامب في وجه العاصفة
وسجل البنتاغون أول حالة وفاة بكورونا، حيث قالت وزارة الدفاع إن أول جندي توفي بسبب بالفايروس، في الوقت الذي أعلنت فيه الوزارة عن زيادة حادة جديدة في عدد الجنود المصابين.
وقال البنتاغون إن الجندي كان أحد أفراد الحرس الوطني في نيوجيرزي وأكدت الفحوص إصابته بفيروس كوفيد-19 وكان يُعالج بالمستشفى منذ 21 من مارس آذار. وتوفي الجندي يوم السبت.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أنه تأكدت إصابة 568 جنديا بالفيروس ارتفاعا من 280 يوم الخميس.
وفي إطار جهود مكافحة الوباء، وبعد ثلاثة أيام من إقرار حزمة بقيمة 2.2 تريليون دولار تهدف إلى تخفيف التداعيات الاقتصادية للوباء، بحث الكونغرس الأميركي خطوات إضافية مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات جراء العدوى في البلاد.
ويناقش الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب زيادة المدفوعات للعمال ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، الذين من المرجح أن يكونوا ضمن أكثر الفئات تضررا بسبب تسريح الشركات لملايين الموظفين، فضلا عن إلغاء التكاليف التي يتحملها المصاب بفايروس كورونا.
تسجيل أول وفاة بكورونا في الجيش الأميركي
بدورها، قالت شركة فورد موتور إنها ستنتج 50 ألف جهاز تنفس صناعي خلال الـ100 يوم المقبلة في مصنع في ميشيغان بالتعاون مع وحدة الرعاية الصحية في شركة جنرال إليكتريك ويمكنها بعد ذلك صنع 30 ألف جهاز شهريا حسب الحاجة لعلاج المرضى المصابين بفايروس كورونا.
وقالت فورد إن التصميم المبسط لجهاز التنفس الصناعي يمكن أن يفي باحتياجات معظم مرضى كوفيد-19 ويعتمد على ضغط الهواء دون الحاجة لكهرباء.
وطالب المسؤولون في ولايات تضررت بشدة من فايروس كورونا إدارة الرئيس دونالد ترامب وشركات التصنيع التعجيل بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي للتكيف مع زيادة في عدد المرضى الذي يحتاجون للتنفس الصناعي.
وكشفت مشاهد مروّعة من مستشفيات في نيويورك، الولاية الأكثر تضرّراً بالوباء، وفي أنحاء أخرى من البلاد أنّ المنظومة الصحيّة الأميركية عاجزة عن التعامل مع الأزمة وتفتقر إلى إمدادات أساسية مثل الكمّامات والألبسة الواقية وكذلك أيضاً إلى معدّات منقذة للحياة مثل أجهزة التنفّس الاصطناعي.
وسبق أن حذر المستشار الرئاسي لشؤون الأوبئة أنتوني فاوتشي من إمكانية أن يحصد فيروس كورونا المستجدّ أرواح ما بين مئة ومئتي ألف شخص في الولايات المتحدة، وهو سيناريو وصفه ترامب بأنّه “مروّع”.
شركات أميركية تسابق الزمن لإيجاد لقاح ضد كورونا تسابق مخابر شركات صنع الأدوية عقارب الساعة من أجل التوصل إلى لقاح ضد فايروس كورونا المستجد وضع حد لهذا الوباء الذي اجتاح دول العالم.
وأعلنت شركة الصيدلة الأميركية “جونسون أند جونسون” أنها ستجري تجارب سريرية على البشر للقاح محتمل ضد كورونا المستجد بحلول سبتمبر وقد يصبح جاهزا للاستعمال مطلع السنة الجديدة.
وقالت المجموعة الأميركية في بيان إنها وقعت اتفاقا مع هيئة البحث المتقدم والتطوير في مجال الطب الحيوي التابعة للحكومة الأميركية، لاستثمار مليار دولار لهذا الغرض.
وبدأت الشركة العمل في يناير على لقاح اختباري مستخدمة التقنية المعتمدة في تطوير لقاح محتمل ضد فيروس إيبولا.
وتقوم هذه التقنية على الخلط بين فايروس الأنفلونزا العادي غير القادر على التكاثر مع أجزاء من كوفيد-19 في محاولة لتحفيز استجابة مناعية لدى الإنسان.
وقال المدير العلمي في الشركة بول ستوفيلز “لقد اختبرنا عدة لقاحات محتملة على حيوانات لاختيار الأفضل من بينها، وقد استغرق الأمر 12 أسبوعا”.
وأكدت شركة “جونسون أند جونسون” أنها تعزز قدرتها على الإنتاج في الولايات المتحدة ودول اخرى لتوفير أكثر من مليار جرعة من اللقاح عبر العالم.
ولم تتوصل شركات الصيدلة حتى الآن إلى أي لقاح فعال ضد فايروسات تندرج في إطار عائلة كورونا، إلا أن المسؤول أعتبر أن الفرصة متاحة هذه المرة لأن الفريق العامل عليه هو نفسه الذي كان يطور لقاحا محتملا لفايروس سارس في 2002-2003.
وقد توقف عمل هذا الفريق يومها بسبب السيطرة على الوباء بعدما تسبب بوفاة 800 شخص.
وأوضح ستوفيلز “السؤال المطروح هو: هل نحمي من الإصابة أو من شكل خطر من المرض؟ فبالنسبة للكثير من الأمراض مثل الأنفلونزا يكون اللقاح السنوي للحماية من الشكل الخطر منها وليس من الإصابة دائما”.
كما باشرت بدورها، شركة “موديرنا” الأميركية تجارب سريرية على لقاح، على غرار المجموعة الصينية “كانسينونبايو”.
ولا يتوافر حتى الآن أي لقاح أو علاج ضد وباء كوفيد-19، وتعمل الدول على تشديد تدابير الحجر الصحي كإجراء فعّال لمجابهة سرعة تفشي كوفيد-19.
وباتت الولايات المتحدة الأميركية الأكثر تضرّرا من فايروس كورونا، حيث تخطت عدد الوفيات عتبة الـ3000 وبلغ عدد المصابين حوالي 160 ألف شخص.
وتصاعدت المخاوف من انهيار المنظومة الصحية التي باتت عاجزة عن استيعاب العدد الكبير من المصابين في قوت وجيز.