وقعت شركة نقل الرباط-سلا على عقد يقضي باستيراد 22 عربة جديدة من ألستروم، قصد تعزيز خطي النقل الرابطين بين العدوتين الرباط وسلا، حيث وصل حجم الصفقة إلى 45 مليون أورو.
ويأتي عقد هذه الصفقة، حسب البلاغ الصحافي للشركة، الذي توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منه، بعد الاقبال الكبير الذي قوبلت به هذه الوسيلة في التنقل، من طرف سكان مدينتي سلا والرباط، موضحة أن عدد المسافرين في عرباتها وصل إلى أكثر من 150 مليون مسافر منذ سنة 2011.
وعن حيثيات هذه الصفقة، كشفت الشركة أن الحاجة المتزايدة لساكنة المدينتين لهذه الوسيلة، عملت شركة نقل الرباط-سلا على إضافة 7 كلومترات جديدة إلى 19 كلومتر القديمة التي تقطعها عرباتها، الشيء الذي تطلب معه أسطولا جديدا من عربات الترامواي، الذي وصل إلى 44 عربة بعد الحاجة إلى 22 عربة جديدة ستعمل شركة ألستروم على تأمينها.
وقال المدير العام، لأستروم المغرب، إبراهيم سزا، “نحن سعداء بهذا الطلب الجديد، الذي يعكس الثقة المشتركة بين ألستروم وشركة نقل الرباط-سلا، وفخورون أيضا بمواصلة الإسهام في تطوير النقل المستدام بين مدينتي سلا والرباط، من خلال الاعتماد على وسائل نقل صديقة للبيئية”.
وتتيز العربات الجديدة حسب البلاغ الصحافي للشركة، بطول 32 متر، وتتسع لنقل 606 راكب أثناء كل رحلة، علاوة على توفرها على 12 بوابة، تستجيب لحاجيات الركاب من خلال تسهيل ولوجهم إلى العربة بشكل مريح، خصوصا في صفوف المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وكشفت ألستروم أن العربات الجديدة التي تشرف على صناعتها في لاروشيل بمدينة فرنسا، سيتم تصميمها على مقاس جيد يتماشى وجمالية المدينة وخصوصيتها المعمارية، مضيفة أن باقي الأجزاء الأخرى في المشروع ستتم صناعتها بدولة إيطاليا، كاللوحات والأجهزة والمعدات الالكترونية، فضلا عن نظام الجر الذي تعتمد عليه عربات الترامواي.
وأوضحت شركة ألستروم أنها ستعمل على إخضاع هذه العربات الجديدة إلى الاختبار والتجربة، التي من المقرر أن تكون جاهزة منذ 26 شهرا بعد توقيع العقد، في إطار خدمات ما بعد البيع.
وتأتي هذه الصفقة بعد إشراف جلالة الملك محمد السادس، الاثنين الماضي، بحي بطانة بمدينة سلا على إعطاء انطلاقة مشروع تمديد الخط 2 لترامواي الرباط ـ سلا، الذي يتطلب استثمارات بقيمة 1.7 مليار درهم.
وسينطلق مقطع الرباط (2.4 كلم) من المحطة النهائية الحالية لمستشفى مولاي يوسف بحي العكاري، مرورا بشارع “السلام” إلى غاية التقاطع مع شارع “الكفاح”، كما يرتقب في إطار هذا التمديد، بناء أربع محطات للتوقف.
ومن المقرر أن يتم في هذا الإطار إنجاز 8 محطات للتوقف، وبناء منشأة فنية مخصصة للترامواي “جسر على طريق عين حوالة” بطول 390 متر، وارتفاع 7.5 متر، وعرض 11.8 متر، وطريق تحت أرضية، من أجل مصاحبة مشروع التمديد، ستتعزز حظيرة الترامواي باقتناء 22 عربة جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك مشاريع تمديد أخرى للخطين 1 و2 لترامواي الرباط سلا توجد في طور الدراسة.
وبعد مرور أزيد من 6 سنوات على الشروع في الاستغلال، يسجل ترامواي الرباط ـ سلا نحو 110 آلاف مسافر في اليوم، أي ما مجموعه 164 مليون مسافر منذ إعطاء انطلاقته، مساهما بذلك في إحداث 400 منصب شغل دائم، وتقليص انبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكربون المقدر بـ 10 آلاف طن في السنة.
جدير بالذكر أن شركة ألستروم بالمغرب تشغل 350 مستخدم، كما تعد شريكا صناعيا له تهدف إلى تقوية البنية التحتية للسكك الحديدية، حيث ساهمت في العديد من المشاريع الهيكلية، مثل نقل عربات الترامواي من مدينة طنجة إلى مدينتي الرباط والدار البيضاء، ناهيك عن تزويدها بـ 20 قاطرة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بالغضافة إلى إشرافها على 47 قاطرة بوحدة فاس.
يوسف الخيدر