في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يبرز مدير التعاون والشراكة بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (قطاع التعليم العالي والبحث العلمي) أنس بناني أسباب الانخفاض الملحوظ في تسجيل الطلبة الأجانب، خاصة من البلدان جنوب الصحراء، بالجامعات المغربية، ويتوقف أيضا عند الأهمية الخاصة التي يكتسيها البعد الدولي في ما يتعلق بالخبرة وتقاسم المعرفة والتجربة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي.
إلى أي حد أثر وباء كوفيد 19 على تسجيل الطلبة الأجانب، وخاصة أولئك المنحدرين من البلدان جنوب الصحراء، في الجامعات المغربية خلال الموسم الدراسي الحالي 2020-2021؟
قبل تناول تفاصيل السنة الدراسية الحالية 2020-2021، قد يكون من المفيد التذكير بأن المغرب هو أحد الوجهات الأكاديمية الأكثر إقبالا من طرف الطلاب المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
في هذا الصدد، نستقبل، مع كل سنة جامعية جديدة، أزيد من 6 آلاف طلب تسجيل، نحو 80 في المائة منها من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وبالنسبة للسنة الجامعية 2020-2021، تأثرت، بشدة، حركة تنقل الطلبة على المستوى العالمي جراء وباء (كوفيد 19)، وبلدنا ليس استثناء، فإغلاق الأجواء الوطنية للبلدان والتدابير الصحية الوقائية المتخذة للحد من انتشار الفيروس، دفع بالطلبة، بشكل عام، في جميع أنحاء العالم إلى مراجعة أولوياتهم وإعادة جدولة أو تأجيل مشاريعهم الدراسية في الخارج.
على مستوى الوزارة، قمنا بتشكيل لجنة يقظة لمتابعة تطور الوضع بشكل يومي، بالتشاور مع شركائنا الوطنيين والدوليين من أجل بلورة مختلف السيناريوهات الممكنة.
وبالنظر للوضعية الوبائية العالمية المسجلة خلال الفترة ما بين ماي وشتنبر 2020، وهي فترة انطلاق عملية التسجيل للطلبة الأجانب، كان المخرج الوحيد الممكن هو تعليق قبولهم لهذا العام الدراسي.
ومع ذلك، فإن التفكير في مثل هذا الحل الممكن الذي تم اعتماده في العديد من البلدان لم يثن المملكة عن الوفاء بالتزامها التضامني والدائم بالتعاون جنوب-جنوب على الخصوص.
ووفاء بهذا الالتزام، قررنا ضمان استمرارية برامج الاستقبال لفائدة الطلبة الأجانب من خلال اعتماد مقاربة تنبني على محورين يتمثلان في تشجيع خريجي التعليم العالي المغربي والمقيمين حاليا في المغرب على التقدم بطلب التسجيل في دراسات أعلى من تلك التي اقترحتها في البداية بلدانهم الأصلية، وقبول الطلبة الأجانب الجدد في الشعب الدراسية التي يمكن الولوج إليها من خلال التعلم عن بعد ، في انتظار تحسين الوضعية الوبائية.
صحيح أن الإحصائيات المسجلة من حيث تسجيل الطلاب الأجانب الجدد بعيدة كل البعد عما اعتدنا على تحقيقه، لكنها تظل، مع ذلك، مهمة للغاية في ظل الظروف الحالية.
هل يمكن أن نتطلع إلى الرفع من عملية تسجيل الطلبة الأجانب خلال العام الدراسي المقبل؟
بطبيعة الحال، فقد قررنا تدارك التأخر المسجل برسم السنة الجارية، خاصة مع الآفاق الواعدة بتلقيح فعال ومعمم. لكن هذا لا يعتمد فقط على عزيمتنا، يجب أن نظل حذرين فيما يتعلق بالتطور المحتمل للوباء والمقاربات التي سيتبناها شركاؤنا، وكذلك القرار الذي سيتخذه المعنيون بمسألة التنقل، أي الطلاب أنفسهم.
لماذا تشجع الجامعة المغربية تسجيل الطلبة الأجانب؟
من حيث المبدأ الجامعة المغربية هي قبل كل شيء مؤسسة مواطنة معبأة بقوة في تنفيذ التزامات المملكة تجاه شركائها، وفي تكريس التوجهات الاستراتيجية التي قررها جلالة الملك محمد السادس في مجال تعزيز وتنويع روابط الصداقة والتعاون والتضامن مع الدول الشقيقة والصديقة للمغرب، سيما دول إفريقيا جنوب الصحراء.
على المستوى الأكاديمي البحث، الجامعة المغربية واعية بالأهمية الخاصة التي يكتسيها البعد الدولي من حيث الخبرة، وتبادل المعرفة والتجربة، والموارد في مجال البحث العلمي، وكذلك في استقطاب الطلاب الأجانب الشباب القادرين على إثراء الحرم الجامعي بثقافتهم وتنشيط الفصول والمدرجات بمواهبهم.
من الضروري الإشارة إلى أن الطالب الأجنبي يشكل موضوع منافسة بين كبريات الجامعات في العالم. فالاطلاع على إحصائيات اليونسكو يظهر لنا أن الجامعات في البلدان المتقدمة تحتكر الحصة الكبرى من الطلاب المتنقلين البالغ تعدادهم خمسة ملايين حول العالم. إن استقبال طالب أجنبي يعتبر ثقافة جديدة تثري الحرم الجامعي ومسألة تحفز المنافسة وتسهم في تعزيز صورة وسمعة الجامعة المغربية.
ما هي الجنسيات الأكثر حضورا داخل الجامعات المغربية؟
وفي الجانب الإحصائي وبالنسبة للسنة الجامعية 2019 – 2020، قمنا بتسجيل حوالي 5 آلاف طالب أجنبي منحدرين من 76 بلد شريك في مختلف المؤسسات العليا في المغرب، 86 في المائة منهم من بلدان إفريقية.
وبخصوص البلدان الأكثر استفادة من التنقل الوافد، نجد على وجه الخصوص، موريتانيا ومالي والنيجر والسنغال وغينيا بيساو وفلسطين واليمن.
> مها رشيد (و.م.ع)