يبدو أن نتائج فريق الدفاع الحسني الجديدي لا تستقر على حال بالبطولة الاحترافية لكرة القدم، فمرة أخرى وبعد آخر فوز في ختام مرحلة الإياب، يعود “فارس دكالة” إلى مسلسل الإخفاقات، إذ بات يحصد الهزيمة تلو الأخرى، إذ لم يذق طعم الفوز خلال مبارياته الخمسة الأخيرة، الأمر الذي أجج غضب الأنصار، حيث باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن يدخل فريقهم مرحلة الحسابات المعقدة في ما تبقى من جولات. ويمكن تفسير هذا التراجع المخيف للنتائج بـ 5 أسباب أساسية هي على الشكل التالي:
- الأزمة المالية الخانقة
لا يختلف اثنان في كون الدفاع الحسني الجديدي يمر من أزمة مالية خانقة أرخت بظلالها على نفسية اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم مدينين للنادي برواتب أكثر من ثلاثة أشهر، إضافة إلى منح توقيع بعض اللاعبين، والتي تلجأ إدارة الفريق إلى تسويتها عبر دفعات، هذه الأزمة ناتجة عن تملص الشركاء من واجباتهم تجاه الفريق الدكالي أو تراجع قيمة المنحة المخصصة، وخاصة المقدمة من طرف المكتب الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي للمدينة.
- الحرمان من الانتدابات
في ظل الأزمة المالية ومع وجود نزاعات بين لاعبين سابقين وإدارة الفريق في ردهات محكمة التحكيم الرياضي الدولية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اتخذت هذه الأخيرة قرار حرمان “فارس دكالة” من دخول سوق الانتدابات الشتوية، وهو ما فوت على الفريق فرصة تطعيم المجموعة بلاعبين قادرين على قيادة الفريق للخروج من الوضعية الحالية، وأمام هذا الوضع لجأت الإدارة التقنية إلى إلحاق مجموعة من اللاعبين من الفريق الرديف بالفريق الأول، بيد أن أغلب هؤلاء تنقصهم الخبرة اللازمة للمنافسة على أعلى مستوى .
- غياب الجماهير
ما يزال غياب دعم الجماهير الدكالية لفريقها يطرح أكثر من سؤال، ففي الوقت الذي يفترض أن يقف الأنصار بجانب فريقهم من أجل مساعدته للخروج من دوامة النتائج السلبية، نجد أن أغلب الجماهير تلجأ لمقاطعة المباريات، علما أن العناصر الشابة تحتاج أيضا دعما معنويا من طرف المشجعين، قصد تقديم مردود كروي يروق تطلعاتهم .
- التفريط في الركائز
لتخفيف حدة الأزمة المالية الخانقة، وجدت إدارة الدفاع الحسني نفسها مضطرا لتسريح مجموعة من أهم ركائز الفريق سواء عن طريق الإعارة أو البيع النهائي، الأمر يتعلق بكل من المهاجم جومة مسعود الذي تم تسريحه خلال الميركاتو الشتوي إلى نادي الفيصلي السعودي المنتمي للقسم الثاني على سبيل الإعارة لمدة أربعة أشهر مقابل 300 ألف دولار، هذا بالإضافة إلى التخلي عن لاعبين أساسيين، وهم عبد الفتاح حدراف المنضم للجيش الملكي، وعبد الحميد بوبا لحسن الذي وقع لنادي أتلتيكو دي ألكوركون الإسباني، علما أن الفريق فك ارتباطه أيضا باللاعبين يونس أولاد زيان والمعطي تميزو بالتراضي. هي مغامرة غير محسومة النتائج من المسؤولين الجديديين فرضت على المدرب التونسي لسعد الشابي الاستنجاد ببعض العناصر الشابة رغم نقص التجربة لتعويض المغادرين وسد الخصاص في تركيبته البشرية، لاسيما وأن الدفاع ممنوع من الانتدابات بسبب ثقل مديونيته.
- بنك البدلاء
لا يملك الشابي على مستوى مقاعد البدلاء لاعبين بمقدورهم تغيير نتيجة المباراة حين تمنح لهم الفرصة، إذ أن أغلب الملتحقين لم يبرهنوا على أحقية حمل قميص الفريق الأول بالنظر لمردودهم المتواضع أو غير المستقر وخاصة من تم إلحاقهم من فريق الأمل، إذ يلزم يحتاج معظمهم إلى العمل أكثر لضمان رسميتهم .وأمام عدم وجود بدلاء في المستوى المطلوب تضيع الآمال المعلقة من أجل لعب أدوار طلائعية سواء في البطولة الاحترافية أو منافسات كأس العرش.
- الإرهاق البدني
تأثرت العناصر الرسمية بكثرة المباريات وبدا ذلك واضحا على أغلب العناصر، من خلال عياء مفرط وانهيار بدني ملحوظ خاصة في الدقائق الأخيرة من المباريات، إذ غالبا ما ينهزم الفريق الدكالي في الدقائق الأخيرة قبل نهاية كل المباراة، الأمر الذي يفرض على المعد البدني بذل المزيد من المجهودات لتأهيل اللاعبين المصابين والحفاظ على الطراوة البدنية المطلوبة طيلة المباراة .
الجديدة: عبد الله مرجان