عبد العالي بركات
خلال الفترة الممتدة من ثاني عشر إلى الحادي والعشرين من شهر فبراير الجاري، تقام فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة. وبالمناسبة قدمت اللجنة المنظمة الخطوط العريضة لهذه التظاهرة السنوية ذات الإشعاع الدولي؛ ففي كلمة لوزير الثقافة الأمين الصبيحي – التي تليت بالنيابة عنه – تمت الإشارة إلى أن هذه الدورة تتميز باستقبالها دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، بالنظر لما حققه هذا البلد على مستوى تطوير صناعة النشر والكتاب، سواء على مستوى بنيات النشر أو تنظيم معارض كبرى، أو الجوائز الثقافية والأدبية، وكذا بالنظر للروابط التاريخية والثقافية الممتازة التي تجمعه ببلدنا..
وعلى مستوى البرنامج الثقافي المسطر لهذه الدورة، أشارت كلمة الوزير إلى أنه سيواصل تأصيل وتوسيع الحوار الثقافي المباشر بين المفكرين والمبدعين وقرائهم من زوار المعرض، وتجدير المقاربة النقدية لأبرز القضايا الثقافية والسوسيو ثقافية مغربيا وعربيا ودوليا. كما ستشهد هذه الفعالية حفل تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي ينظمها بيت الشعر المغربي، فضلا عن العديد من الندوات والموائد المستديرة الموضوعاتية والفقرات التكريمية، بالإضافة إلى البرنامج المتكامل الخاص بفضاء الطفل.
ولعل أبرز إضافة تعرفها هذه الدورة، حسب كلمة وزير الثقافة، تتمثل – على مستوى تقوية البعد المقاولاتي والتعاقدي للنشر- في إطلاق منصة بيع الحقوق التي سيتم خلالها، على امتداد ثلاثة أيام، تنظيم لقاءات مهنية، بتعاون مع مصلحة التعاون والعمل الثقافي التابعة للسفارة الفرنسية واتحاد الناشرين بالمغرب، سيشارك فيها الناشرون، ومقتنو حقوق النشر، والمهنيون الباحثون عن جديد المطابع، والوكلاء الأدبيون الوافدون من حوالي عشرين بلدا.
هذا ويشارك في المعرض 668 عارضا، ينتمون إلى 44 دولة، يتوزعون على 276 عارضا مباشرا و392 عارضا غير مباشر.
أما في ما يخص البرنامج الثقافي المواكب لهذه الدورة، فسيتم تنظيم 132 نشاطا ثقافيا، ضمنها 50 نشاطا مخصصا للطفل، بمعدل 13 نشاطا في اليوم. وسيبلغ عدد المتدخلين من المحاضرين والمبدعين والمفكرين والفنانين والمؤطرين 283 متدخلا، من ضمنهم 30 سيؤطرون وينشطون فضاء الطفل، وسيحفل البرنامج في عمومه بالعديد من الموائد المستديرة والمحاضرات واللقاءات المباشرة مع الكتاب والمفكرين، إضافة إلى المحاور الغنية لبرنامج ضيف الشرف الذي ستحضره ثلة من الأسماء الثقافية والفنية والإعلامية الإماراتية.
وفي ما يخص المساحة الإجمالية لفضاء العرض؛ فإنها تبلغ 20000 متر مربع، يشغل رواق وزارة الثقافة ضمنها مساحة 336 متر مربع، وهناك أربع فضاءات للمحاضرات.
كما ذكرت كلمة وزير الثقافة بأن هذه الدورة تتزامن مع استمرار الوزارة في بناء الورش الكبير للمغرب الثقافي، وكذا في سياق بلورة برنامج النهوض بالصناعة الثقافية، ومن ضمنه تأهيل قطاع النشر والكتاب، ويتجلى ذلك في الصيغة الجديدة للدعم القائمة على طلبات العروض، وتهم هذه الصيغة مجمل حلقات صناعة الكتاب، مع إيلاء أهمية خاصة لتقوية الحلقات الضعيفة منها. حيث مكنت هذه الصيغة خلال السنتين الماضيتين، من دعم 879 مشروعا، موزعا على مجالات نشر الكتاب، ونشر المجلات الثقافية، وإطلاق وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية، والمشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، ومشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين، وإحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع والقراءة العمومية والتحسيس بها، والنشر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة. وامتدادا لهذه الحركية – تضيف كلمة وزير الثقافة- تم خلال السنة السالفة تنظيم أول دخول أدبي بالمغرب، من طرف اتحاد الناشرين المغاربة، بشراكة مع وزارة الثقافة، وذلك على مستوى أكثر من 25 مدينة.
668 عارضا في الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء

الوسوم