95 في المائة من الناخبين التونسيين يؤيدون الدستور الجديد الذي يمنح رئيس الدولة صلاحيات واسعة

أيد 95 في المائة من الناخبين التونسيين الدستور الجديد الذي ينقل الحكم إلى النظام الرئاسي، وذلك بحسب النتائج الرسمية للاستفتاء الذي أجري الاثنين ويمثل الاستحقاق الرئيسي في خطة الرئيس قيس سعيّد لـ”تصحيح المسار”.
وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر في وقت متأخر من مساء أول أمس الثلاثاء قبول الهيئة مشروع نص الدستور الجديد للجمهورية التونسية المعروض على الاستفتاء بعد أن أيده 94.6 في المئة.
وقال بوعسكر للصحافيين إن العدد الإجمالي للمشاركين في الاستفتاء بلغ حوالي 2.8 مليون ناخب من أصل 9.3 مليون يحق لهم التصويت، وقد صوّت حوالي 2.61 مليون بـ”نعم” على الدستور الجديد.
ويمنح الدستور الجديد صلاحيات واسعة لرئيس الدولة، كما ينصّ على أن يتولى الرئيس السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعيّنه ويمكن أن يقيله.
كذلك يملك الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، صلاحيات ضبط السياسة العامة للدولة ويحدد اختياراتها الأساسية، ولمشاريعه القانونية “أولوية النظر” من قبل نواب البرلمان.
واتهمت “جبهة الخلاص الوطني”، وهي تحالف أحزاب معارضة في تونس، الثلاثاء الهيئة الانتخابية بـ”تزوير” أرقام نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور، زاعمة أن الاستفتاء “فشل”.
وقال نجيب الشابي، رئيس الجبهة التي تضم حزب النهضة الإسلامي أكبر فصيل في البرلمان المنحل، إن السلطات “ضخمت أعداد” المقترعين. وقالت الجبهة إنها لا تزال تعترف بدستور 2014 باعتباره الدستور الشرعي.
وقبل سنة، جمّد الرئيس سعيّد أعمال البرلمان وحله لاحقا وأقال رئيس الحكومة في عملية وصفها بأنها “تصحيح للمسار”، بعد سنوات من الشلل الحكومي والتدهور الاقتصادي.
وأمام الرئيس مهمة شاقة لإيجاد الحلول لذلك، خصوصا بعد ارتفاع نسبة البطالة والتضخم وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، التي زادت الأزمة الروسية – الأوكرانية من تراجعها.
والثلاثاء، أعلن صندوق النقد الدولي أنّ بعثة من خبرائه اختتمت زيارة إلى تونس في إطار التفاوض على برنامج مساعدات، مشيرا إلى أنّ المحادثات بين الجانبين حقّقت “تقدما جيّدا”. ويقدّر خبراء أن يبلغ حجم القرض حوالي ملياري يورو.
وكان سعيّد قد تحدث عن “مرحلة جديدة” في خطاب ألقاه ليلا أمام مؤيديه في وسط تونس العاصمة، قائلا إن “ما قام به الشعب درس. أبدع التونسيون في توجيهه للعالم”.
وأضاف “اليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى. من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والعمل، وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته”.

Related posts

Top