مكنت الحملة الموسعة التي يشنها الأمن الإسباني على أباطرة الحشيش على الحدود البحرية المغربية-الإسبانية، من إلقاء القبض على أكبر بارون مغربي للمخدرات الملقب بـ “ميسي الحشيش” أو “ملك المخدرات”، وذلك في عملية وصفت بالنوعية من طرف الاستخبارات الإسبانية.
وتمكن الحرس الإسباني، من إلقاء القبض على الرأس المدبر للمجموعة الدولية التي تنشط في شبكة دولية لبيع المخدرات، بعد اشتغال طويل على ملفه، حيث كان قد فر خلال ماي الماضي من الجزيرة الخضراء على متن قاربه بعدما ألقي القبض على 19 عنصرا من أفراد مجموعته.
وحجزت السلطات الإسبانية أثناء تدخلها الأمني 13 طنا من المخدرات، إلى جانب الأسلحة النارية التي توظفها الشبكة أثناء تنفيذ عمليتاها، وأوضحت الاستخبارات الإسبانية أنها كانت تترصد عن كثب خطوات هذه الشبكة بهدف فك لغزها الذي ظل محيرا للأمن الإسباني نظرا لخطورة قائدها.
وتعود حيثيات إلقاء القبض على الحاج عبد الله أو “ميسي المخدرات” كيفما يحلو أن ينادوه به، إلى مداهمة الاستخبارات الإسبانية لمحل إقامته بعدما كان يقيم حفلا كبيرا رفقة أصدقائه من الإسبان والمغرب، بحضور فنان جزائري تمت دعوته لتنشيط الأمسية، وهي الفرصة التي كانت تتحينها السلطات الإسبانية منذ سنة 2016، حيث انطلقت مسيرة البحث عن “ميسي الشبح” الذي كان يفلت مع كل مرة من قبضة الأمن المغربي والإسباني، بعدما أصبح المطلوب رقم واحد بالقارة الأوروبية.
وكشفت تقارير إسبانية أن الحاج عبد الله “الملقب بميسي”، شخصية خارج العادة، لم لا وأنه حير المسؤولون الأمنيون والحكوميون الإسبان بتخطيطاته الجهنمية، حيث كان يتحرك بكل حرية بين المغرب وإسبانيا كما لو أن البلدين ملكا له، والسبب في هذا الأمر يرجع إلى تعاونه المستمر وشراكاته مع مختلف المتدخلين في مجال التهريب.
وأفادت المصادر الإسبانية ذاتها أن “ميسي الحشيش” يتوفر على ثروة مالية مهمة تقدر بالملايير، أكسبته ثقة من يشتغلون معه في الشبكة، حيث اقترب من الرجال الكبار في عالم المال والأعمال والرياضة والسياسة، إذ كان قد التقط صورة مثيرة للجدل مع رئيس ريال مدريد، فلورينتينو بيريز، علاوة على الصداقة التي تجمعه بمدافع ريال مدريد، سيرخيو راموس، حيث كان قد وقع هذا الأخير للبارون المغربي قميصه.
وكان الحاج عبد الله قد كشف، في تصريحات صحافية له لإحدى الجرائد الإسبانية المقربة منه، أنه يتم شراء ولاء قضاء ومدعين عامين إسبان، عبر محامين معروفين بدفاعهم عن “ملوك المخدرات”، مما يسمح بحصولهم على البراءة أو تخفيف الأحكام عنهم للخروج بغرامات مالية تقيهم شر السجن، غير أن شراع “ميسي المخدرات” هذه المرة أوقعته في قبضة الأمن الإسباني الذي كان يبحث عنه منذ مدة طويلة، ليفك بذلك لغز شبكته المحيرة.
يوسف الخيدر