أبانت جائحة كورونا التي تضرب مختلف دول العالم، عن المعدن النفيس للمغاربة، الذين تعبئوا لمواجهة هذا الفيروس الذي لا زالت الحلول الطبية للقضاء عليه متأخرة بعد.
ومنذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالمغرب خلال 20 مارس الماضي، واضطرار بعض القطاعات إلى ملازمة البيوت لاحتواء كوفيد 19، واجهت الكثير من الأسر المغربية مشكلا كبيرا في تأمين غذائها، وكذا أداء فواتير الكهرباء والماء، إلى جانب واجبات الكراء أو اقتطاعات الأبناك بالنسبة لقروض السكن وغيرها.
وفي ظل غياب الادخار من قبل الأسر المغربية، بسبب تكاليف ومصاريف الحياة اليومية المتعبة، كانت 15 يوم الأولى من الحجر الصحي، كافية لتجعل خزينة هذه الأسر فارغة من المؤونة، ومن ثم بدأت تبحث عن حل لتأمين غذاء أطفالها.
وفي الوقت الذي بادر فيه بعض الأشخاص في البحث عن بديل اقتصادي يعوض القديم الذي توقف بسبب القرارات الوزارية بشأن الإغلاق، عملت العديد من جمعيات المجتمع المدني إلى دعم المغاربة المحتاجين والمعوزين، بتوفير قفف تحتوي على أغذية لمساعدتهم في تدبير هذه المرحلة.
ووقفت جريدة بيان اليوم، على العديد من المبادرات التي سهرت عليها جمعيات المجتمع المدني، من بينها مؤخرا إقدام الجمعية المغربية لمنتجي ومستوردي الفواكه الجافة والتوابل والقطاني، وجمعية منتجي ومستوردي التمور والفواكه الجافة بالدار البيضاء، على توزيع قفف لفائدة عمال النظافة بمدينة الدار البيضاء.
وأتت هذه المبادرة التي استفاد منها أزيد من 500 عامل نظافة، في إطار دعم هذه الفئة التي بذلت جهدا مضاعفا خلال هذه الأيام العصيبة التي مر بها المغاربة، من خلال سهرها اليومي على تنظيف الشوارع والأزقة وأحياء المدن المغربية.
ويعتبر عمال النظافة من بين جنود الخفاء الذين يلمسون الفيروس بشكل يومي في حاويات الأحياء والشوارع، ومن ثم اهتدت هاتين الجمعتين إلى دعمهم والاعتراف بهذا المجهود من خلال قفة غذاء رمزية للتعبير عن الشكر والدعم، لاسيما وأن هذه الفئة تعاني أجورها الضعيفة من وجود ضغط كبير بسبب مصاريف الحياة اليومية.
واستحسن العديد من عمال النظافة الذين تحدثت معهم بيان اليوم، هذه المبادرة، واعتبروها عربون اعتراف بالمجهود الذي يبذلونه في هذه الفترة، منوهين بكل التعليقات الإيجابية التي ترافق عملهم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبل جميع المغاربة في الشارع العام.
وسهرت الجمعيتين المذكورتين على عملية توزيع هذه القفف بمقر لوجستيك شركة النظافة بمدينة الدار البيضاء، وذلك بحضور السلطات المحلية ووسائل الإعلام التي حضرت إلى المبادرة التي تستحق التنويه، لاسيما وأنها تهم عمال النظافة الذين لا يظهر دورهم الكبير إلا أثناء اختفائهم من شوارع المدن المغربية التي تتراكم بها الأزبال بفعل غيابهم.
يوسف الخيدر- تصوير: أحمد عقيل مكاو