هل يشكل بديلا عن البرنامج الوطني للتخييم
تستعد كل من وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم، لإطلاق البرنامج الوطني التنشيطي للقرب، ابتداء من منتصف الشهر الجاري وإلى غاية نهاية شهر غشت القادم.
وقد اختير لهذا البرنامج الذي أريد له أن يعوض البرنامج الوطني للتخييم ومجالاته، اسم “صيفيات 2021″، وهو البرنامج الذي لقي انتقادات واسعة، حتى قبل أن ينطلق، من طرف الفاعلين التربويين على اعتبار أنه لا يمكن أن يشكل بديلا عن المخيمات القارة التي تكتسب المشروعية منذ أزيد من قرن، كما أنه لا يمكن أن يساهم في التخفيف على الأطفال المغاربة من وطأة التأثيرات النفسية التي خلفها واقع الحجر الصحي بسبب وباء كورونا.
طلية الأسبوعين الماضيين، أي منذ أن تمت بلورة فكرة البرنامج الوطني للتنشيط عن قرب، أطلقت الجامعة الوطنية للتخييم سلسلة من اللقاءات التشاورية على صعيد مختلف جهات المملكة مع المكاتب الجهوية للجامعة والمدراء الجهويين لوزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الشباب والرياضة، تم خلالها الاستماع لآراء وتطلعات النسيج الجمعوي التربوي المحلي والجهوي والوطني، وتم طرح العديد من الأسئلة حول هذا البرنامج وحمولته التربوية، وكذا سبل أجرأته على أرض الواقع، والصعوبات الممكن مواجهتها بالنظر إلى طبيعة المؤسسات والمراكز التي تحتضن هذا البرنامج والمتمثلة أساسا في دور الشباب والأندية النسوية والمراكز السوسيو تربوية.
واعتبر العديد من الفاعلين التربويين أن هذا البرنامج “مصاييف 2021” هو مجرد إعادة تدوير للأزمة، وهو حل مؤقت لإطفاء حريق احتجاج الحقل التربوي الجمعوي.
وخلال تلك اللقاءات التواصلية التي شاركت فيها المئات من الجمعيات المحلية والجهوية وفروع المنظمات الوطنية، انتقد الفاعلون التربويون استثناء الفضاءات الخاصة المستوفية للشروط، واستثناء مراكز التخييم، ومنع النقل الداخلي وسط المدينة في الوقت الذي سمح به لعموم المواطنين في إطار التخفيف من قيود حالة الطوارئ الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد توقف النقاش عند العديد من القضايا الكبرى المرتبطة بملف الطفولة والشباب، وكانت الخلاصة الأساسية هي أن هذا الملف لا يحظى بالاهتمام الكافي من طرف الحكومة، ولا يشكل أولوية بالنسبة لمختلف السياسات العمومية.
البرنامج الوطني التنشيطي الذي أطلقته الجامعة بشراكة مع الوزارة هو تحصيل حاصل، وهو نسخة مسجلة للمخيمات الحضرية سابقا، مع رفع سقف الاستفادة والفضاءات وحصرها في أمكنة خاصة، دون معرفة مدى تأهيلها وقربها من الأطفال.
وتبدل الجامعة الوطنية للتخييم مجهودات متواصلة، وفق ما أكده رئيسها محمد القرطيطي، في تصريح لبيان اليوم، وذلك بهدف إنجاح هذه المصاييف بدل ترك الأطفال في الشارع.
وسجل محمد القرطيطي مفارقة وصفها ب”الغريبة” وهي أنه مع تخفيف قيود حالة الطوارئ الصحية انتشرت بشكل غريب إعلانات لتنظيم مخيمات خاصة لا تتمتع بالضمانات الرسمية والجمعوية، وذلك أمام صمت الوزارة التي تبقى خارج الصورة وكأنها غير معنية، وأن التصنيف موجه فقط للجمعيات الناشطة في القطاع .
من جانب آخر، أورد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، في ذات التصريح، أن اللجن التقنية والمشتركة المركزية والجهوية في اجتماع دائم لفحص الطلبات ومراجعة الفضاءات وترتيب نظام الجلسات الاستشارية مع الجمعيات، لضبط التوزيع حسب الجهات ابتداء من يوم أمس الثلاثاء. ومن المتوقع، يضيف محمد القرطيطي أن تنطلق المرحلة الاولى في منتصف هذا الشهر ” 06 أيام لكل مرحلة” وتهم الأطفال واليافعين بمشاركة جميع فروع الجمعيات الوطنية والمتعددة والجهوية والمكاتب الجهوية والجمعيات، على أن لا يتجاوز عدد الفضاءات 250 مركزا مجهزا بالمكيفات وقنينات إطفاء الحريق ومواد النظافة إضافة الى الوجبات الغذائية والكمامات بالنسبة لليافعين .