بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي على الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الأديبة الزهرة رميج.
> ما هو أحدث إصداراتك؟
< صدرت لي هذه السنة مجموعة قصصية قصيرة جدا بعنوان “أجنحة اليراعات” عن دار القرويين للنشر والتوزيع، وهي المجموعة التي كان مقررا أن تصدر السنة الماضية، لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك. كما صدرت الطبعة الثانية لرواية “قاعة الانتظار”عن دار الفاصلة للنشر والتوزيع.
> كيف تعرفيننا به وتقربيننا من محتواه؟
< “أجنحة اليراعات” مجموعة قصصية قصيرة جدا تتكون من سبعين نصا، بالإضافة إلى “إضاءة” للعنوان كما هي عادتي في كل مجاميعي القصصية التي أختار لها عنوانا من خارج النصوص التي تتضمنها. وهي المجموعة الثانية في مجال القصة القصيرة جدا، بعد مجموعتي الأولى “عندما يومض البرق” الصادرة سنة 2008، والمجموعة السادسة بالنسبة لإصداراتي في مجال القصة. نصوص المجموعة عبارة عن ومضات جد مركزة، مستوحاة مما تقدمه لنا الحياة كل يوم من مشاهد ومواقف ومفارقات وسلوكات غريبة أو مدهشة، وتتخذ من بعض الحيوانات رمزا ووسيلة للتفكير والتأمل. فنصوص المجموعة مثل أجنحة اليراعات التي تلمع في ظلام الليل، تضيء بعض جوانب الحياة، وتدعو المتلقي لتأملها واستخلاص عبره الخاصة منها.
> هل هذا الإصدار هو امتداد لإصداراتك السابقة أم أنه يشكل قطيعة معها؟
– لا أعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك قطيعة بين ما يكتبه المبدع في مراحل مختلفة من حياته. فمهما نوع في كتاباته، يظل القاسم المشترك بينها دائما موجود، لكونها صادرة عن نفس الذات الإنسانية، ونفس الرؤية للعالم. هذا ما أعتقده، ولذلك، فإن إصداراتي رغم حرصي الشديد على اختلاف تيماتها وتقنياتها وأساليبها، ورغم تنوع جنسها، إلا أنها في نهاية المطاف، تظل امتدادا لنفس التوجه الفكري ونفس الرؤيا للعالم، وتوحدها نفس البؤرة التي تنطلق منها. ومن هنا، أعتبر مجموعة “أجنحة اليراعات” امتدادا لجوهر كتاباتي عموما، وجوهر مجموعة “عندما يومض البرق” خصوصا، رغم اختلاف الأساليب وطرق الاشتغال.
> ما مدى المتابعة النقدية لما تنشرينه من إصدارات؟
< يمكن اعتبار كتاباتي محظوظة على مستوى المتابعة النقدية، خاصة في ظل التراكم الكبير للإصدارات الإبداعية في مجالات القصة والرواية، والصعوبات التي يواجهها النقد في مواكبتها كلها. وقد سعدت هذه السنة بصدور كتابين نقدين هما: “جمالية التخييل الحكائي في رواية “قاعة الانتظار” للأديبة الزهرة رميج”، وهو كتاب جماعي نسقه وقدم له الدكتور سعيد جبار، وشارك فيه عدد من النقاد من حساسيات نقدية مختلفة. وكتاب “تلقي الرواية النسائية المغربية عام الفيل- عزوزة- أخاديد الأسوار نماذج” للدكتورة رشيدة محزوم. الكتاب الأول صدر عن “منشورات مركز الأبحاث السيميائية والدراسات الثقافية بالمغرب”، والكتاب الثاني عن”مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل”.
وقد صدرت من قبل، كتب نقدية عديدة تناولت تجربتي الإبداعية، إما بشكل حصري أو بشكل جزئي. هذا بالإضافة إلى الدراسات النقدية التي تنشر في المنابر الإعلامية المختلفة. وبهذه المناسبة، هذه المواكبة تعمق إيماني بجدوى الكتابة، وتشجعني على تطوير تجربتي الإبداعية باستمرار.
>هل تفضلين أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
< ورقيا بكل تأكيد. أنا عاشقة مخلصة للكتاب الورقي. ما زال الكتاب الرقمي لم يجد له طريقا إلي، ولم يستطع إغوائي لدرجة خيانة محبوبي الأول! أعرف أن الكتاب الرقمي مهم على مستوى الانتشار، ولكني أحب رؤية الكتاب مجسدا بين يدي. أحب رؤية غلافه الجميل، ولمس ورقه الناعم، وشم رائحته الزكية… أحب أن أقرأ الكتاب في أي وضعية أكون عليها، وأن أضع علامات وأسطر وملاحظات على هامشه إن اقتضى الأمر ذلك، وهذا ما لا يتيحه الكتاب الرقمي. وأحب أكثر أن أحمله معي في حقيبة يدي، ليرافقني كصديق حميم في حلي وترحالي… هذه تفاصيل صغيرة، لكنها مهمة جدا بالنسبة لي.
< إعداد: عبد العالي بركات