بيسنار: الجزائر تستغل الرياضة في خدمة كراهيتها للمغرب

أكد الخبير الجيوسياسي والكاتب الفرنسي، جيروم بيسنار، أول أمس الاثنين، أنه من خلال منع فريق كرة القدم المغربي من التحليق فوق أراضيها للمشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين “شان 2023″، فإن الجزائر تستغل الرياضة في خدمة كراهيتها المستمرة تجاه جارها الغربي.وفي مقال نشر على موقع “omerta.fr” تحت عنوان “كرة القدم الإفريقية: هروب الجزائريين إلى الإمام”، ندد بيسنار بكون أن الجزائر “منعت حرفيا” المغرب، البلد الذي بصم على أداء استثنائي بمونديال قطر، من المشاركة في بطولة (شان)، من خلال رفض منح ترخيص لرحلة الرباط- قسنطينة للخطوط الملكية المغربية التي تحمل اللاعبين، وفرض أن تتوقف الطائرة في تونس.

ومن جهة أخرى، أشار بيسنار، وهو أيضا أستاذ القانون الدستوري، إلى أن حفل افتتاح هذه البطولة بالجزائر العاصمة، يوم الجمعة الماضي، تحول إلى “استفزاز محض”، عندما حرض حفيد نيلسون مانديلا خلال خطابه حركة البوليساريو الانفصالية، المسلحة من قبل الجزائر، على القتال، كما استنكر الخبير الفرنسي التصريحات العنصرية للجمهور الجزائري تجاه المغاربة.

يذكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نددت بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة، التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، يوم الجمعة الماضي.

ومن جانبها، أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) أنها ستفتح تحقيقا للوقوف على مدى وإلى أي حد انتهكت التصريحات السياسية والأحداث التي عرفها افتتاح الشان، الأنظمة واللوائح المعمول بها داخل كل من الاتحادين الدولي والإفريقي للعبة.

في حين، أكدت صحيفة “فوروم دي أس” الكونغولية، أن حرمان المغرب من المشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، يبرهن على أن الجزائر لا تزال تشكل عقبة دائمة أمام الاندماج المغاربي والإفريقي.

وقالت الصحيفة إن “الجزائر البلد المنظم للمسابقة تستغل كرة القدم لتصفية الحساب بخصوص جميع نزاعاتها مع المملكة”، مشيرة إلى أن “المغرب المعروف بدبلوماسيته الرصينة لم يتوانى في الرد”.

وسجل كاتب المقال أن غياب المغرب بسبب الجزائر أسال الكثير من المداد، مبرزا أن أسود الأطلس المتوجين باللقب مرتين، قد تألقوا أيضا بتحقيق التأهل إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، “وقد خلف ذلك انطباعا قويا وشكل نموذجا إفريقيا”.

وقال إنه “بحرمان المغرب من بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، تكون الجزائر قد حرمت الشعب المغربي وجميع عشاق كرة القدم حول العالم من الاستمتاع بمتابعة المنتخب الوطني المغربي الذي بصم على مسار رائع في كأس العالم بقطر وكتب صفحات جديدة مجيدة في تاريخ كرة القدم”.

وأكد كاتب المقال، من جهة أخرى، على أن عدم المشاركة هذه لم يتم استيعابها من قبل جميع المستويات، على غرار رئيسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، باتريس موتسيبي، ” اللذين دافعا بشدة من أجل مشاركة المغرب في هذه المسابقة المخصصة فقط للاعبين المحليين”.

وذكرت الصحيفة بتصريحات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، التي أكد فيها على أنه هيئة محايدة سياسيا ولا تريد أن تتدخل السياسة في كرة القدم، كما استعرضت الصحيفة تعليقات العديد من وسائل الإعلام العالمية التي استغربت من عدم مشاركة المتوج بلقب البطولة في الدورتين الأخيرتين.

وقال كاتب المقال إنه ” للتاريخ، فالجزائر هي التي كانت قد أغلقت من جانب واحد حدودها البرية مع المغرب في عام 1994، وسحبت سفيرها من الرباط في عام 2022 وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المسجلة في المملكة” ، مشيرا إلى أن “المغرب فاز بالمسابقة مرتين على التوالي”.

Related posts

Top