سيداكسيون

خلد العالم في فاتح دجنبر اليوم العالمي للسيدا، وجرى، بالمناسبة، نقاش واسع شمل أوساطا عديدة عبر العالم، وصدرت بيانات وإحصائيات، كلها تتعلق بهذا الداء الذي بات، في الكثير من مناطق العالم، يهدد الحق في الصحة. في بلادنا صار أولا الحديث حول الداء يبتعد أكثر فأكثر من منغلقات الطابو والسرية، وراكمت منظمات المجتمع المدني خبرات هامة في هذا المجال، وهذا في حد ذاته مكسب جوهري في معركة مكافحة الداء.
ولقد أشارت إحصائيات الأمم المتحدة لهذه السنة إلى أن نسبة المصابين بالسيدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفعت بأكثر من الضعف بالقياس مع واقع سنة 2001، وأورد تقرير المغرب لسنة 2010 حول الأهداف الإنمائية للألفية، أن عدد المصابين في المغرب يزيد عن 25 ألف، على الرغم من استقرار وتيرة انتشار الداء، كما أن نسبة الإصابة وسط النساء تقارب ضعف مجموع المصابين في السنوات الخمس الأخيرة.
ويسجل للمملكة أنها اعتمدت مخططا استراتيجيا وطنيا ساعد في توفير المجانية في التكفل بمرضى السيدا، من خلال تعميم العلاج الثلاثي، والمراقبة الوبائية، وتأسيس نظام مراقبة الأمراض المنقولة جنسيا، فضلا عن الاهتمام بالتربية والتواصل، ويتوخى هذا المخطط «ضمان ولوج عام لخدمات الوقاية والعلاج والتكفل والدعم»، وذلك مع ضمان المساواة والسرية واحترام حقوق الأشخاص ومكافحة كل تمييز.
ويؤكد نشطاء الجمعيات العاملة في مجال مكافحة السيدا، أنه بالرغم من جهود السلطات الصحية العمومية، وأيضا شراكاتها وتعاونها مع الجمعيات على هذا الصعيد، فإن العديد من التحديات لا زالت مطروحة على بلادنا، فضلا على أن غياب التكافؤ المجالي في الولوج إلى خدمات الكشف والتطبيب، واستمرار النظرة التمييزية تجاه الأشخاص المصابين، كل ذلك يفرض مضاعفة الجهود وتعبئة إمكانات مالية أكبر لتنفيذ أهداف المخطط الاستراتيجي الوطني 2011 – 2017 لمحاربة السيدا.
وفي سياق المبادرات الوطنية الرامية للتحسيس ولتوفير موارد مالية، ستنطلق يوم سادس دجنبر حملة سيداكسيون المغرب 2010 في نسختها الثالثة، وذلك تحت شعار: «توسيع الولوج للتحليلات الخاصة بالسيدا»، وهي التظاهرة التي تنظمها جمعية محاربة السيدا، وتتوخى منها جمع التبرعات، حتى تتمكن، هي وإطارات أخرى، من الاستمرار في تقديم خدماتها لحاملي الفيروس، وذلك على صعيد الوقاية والتحسيس والتكفل النفسي والاجتماعي والطبي بهم، وأيضا مواصلة الشراكة مع وزارة الصحة بغاية تأمين الولوج للعلاج بالنسبة للأشخاص المصابين بالفيروس.

*

*

Top